جزر الديمانيات ـ أ ف ب: عندما ينتهي الغواصون المتطوعون من ارتداء البزّات الخاصة بمهامهم ومن تفحُّص الخزّانات التي يضعونها على ظهورهم، على متن قارب شراعي يرسو قبالة الشواطئ البكر لجزر الديمانيات غير المأهولة في سلطنة عُمان، يبدأون بالغطس واحداً تلو الآخر في المياه الفيروزية النقيّة.
ويغوص هؤلاء لتنفيذ مهمة محدَّدَة هي إزالة كميات كبيرة من شباك الصيد التي تُلحق الضرر بمنظومة الشعاب المرجانية التي تتسم بقدرة فائقة على مقاومة تبعات ارتفاع درجات حرارة البحر.
تمثّل عملية التنظيف التي ينفّذها هؤلاء نموذجاً لكيفية توحيد الغواصين والسلطات العمانية جهودهم لحماية هذه الشعاب المرجانية البالغة الأهمية للحياة البرية البحرية من الأضرار التي يسببها الإنسان. وأوضح حمود النيري من هيئة البيئة العُمانية وهو يراقب الغواصين أن «الشعاب المرجانية تشكّل موطناً لكثير من الأنواع البحرية وموئلاً للحياة البرية المائية».
ولحماية الشعاب من شباك الصيد ونجم البحر الشوكي الذي يفتك بالمرجان، يواظب حسن الفارسي على الغوص في مياه الديمانيات كل أسبوع لتَفَقُّد الأضرار. ويسجّل الغوّاص نجل صياد السمك إحداثيات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) للمناطق المرجانية المتضررة ويرسلها إلى وزارة البيئة لتسجيلها كأهداف للتنظيف. ثم ينضم إلى العشرات من المتطوعين الذين يغوصون لإزالة الشباك الغارقة ونجم البحر الشوكي الذي يفترس الشعاب المرجانية. وليس الفارسي وحده في جهوده، بل هو ضمن مجموعة من «حرّاس» هذا الكنز، ومنهم الغوّاصة والمدرّبة جنان العصفور، وهي من أبرز وجوه الحفاظ على الشعاب المرجانية في عُمان. وتترأس هذه المرأة «ريف تشِك عُمان» التابعة لمؤسسة «ريف تشِك فاونديشن» العالمية، حيث تسعى إلى تكوين قاعدة بيانات كاملة عن الشعاب المرجانية في السلطنة، مما يتيح مراقبة صحتها ورصد أبرز المخاطر التي تهددها، والتعاون مع السلطات العمانية لتنفيذ سياسات لحمايتها.