تؤدِّي سلطنة عُمان مع سويسرا دَوْرًا محوريًّا في الحفاظ على الأمن والاستقرار الدوليِّ؛ وذلك لِمَا تملكانه من علاقات دبلوماسيَّة واسعة مع كافَّة دوَل العالَم، قائمة على الاحترام المتبادل، وعدم التدخُّل في شؤون الآخرين، وحرص الدولتَيْنِ الدَّائم على التمسُّك بمسار الحياد الإيجابيِّ المنطلق من قواعد الالتزام بالقوانين والمواثيق الدوليَّة، ما يُمكِّنهما من أداء دَوْر رئيسٍ ومحوريٍّ في الوساطة العالَميَّة الَّتي تتعلَّق بالعديد من القضايا الشَّائكة، حيث يمتلك البَلدانِ العديد من الجوانب المتشابهة، خصوصًا دَوْرهما على المستوى الدوليِّ في جلب الأطراف المتنازعة على طاولة الحوار في سبيل تعزيز الأمن والاستقرار، والَّذي له أثَرٌ كبير في حلحلة الكثير من القضايا المستعصية، الَّتي أرَّقَتْ وأرهَقَتْ خطوات التنمية في العديد من المناطق شديدة التأثير، على رأسها القارَّة العجوز والشَّرق الأوسط.
ومن هذا المنطلق تأتي أهمِّية زيارة فخامة الرئيس الدكتور آلان بيرسيه رئيس الاتِّحاد السويسريِّ وحرمه الرسميَّة إلى سلطنة عُمان ابتداءً من اليوم الخميس، وأهمِّية لقائه مع حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ حيث تُمثِّل هذه الزيارة فرصةً للتباحث حَوْلَ عددٍ من القضايا العالَميَّة والإقليميَّة الراهنة، وبحث سُبل تفعيل الدَّوْر العُمانيِّ والسويسريِّ، للوصول لحلول ومقاربات لمعالجة المشاكل من جذورها، وعلى رأسها العدوان الإسرائيليُّ على الأراضي الفلسطينيَّة، وغيرها من القضايا الحاضرة ذات الاهتمام المشترك، حيث سيكُونُ لهذا اللقاء، بما تحمله البَلدانِ الصَّديقانِ وقيادتاهما من ثقل عالَميٍّ وإقليميٍّ، دَوْرٌ في دفع عمليَّة السَّلام في المنطقة والعالَم والاتِّجاه به نَحْوَ الاستقرار والأمن المنشود.
كما يكتسب اللقاء بَيْنَ جلالة السُّلطان المُعظَّم وفخامة الضَّيف أهمِّيته لجهة توطيد العلاقات الثنائيَّة، والسَّعيِ لِتعزيزها في كُلِّ ما من شأنه تحقيق التَّفاهم والتَّعاون في مختلف المجالات، حيث تأتي هذه المساعي الحميدة انطلاقًا من الاهتمام السَّامي لجلالة عاهل البلاد المُفدَّى ـ أيَّده الله ـ وفخامة الرئيس الدكتور آلان بيرسيه رئيس الاتِّحاد السويسري بتنميتها وتطويرها بما يَعُودُ بالخير والنَّفع على الشَّعبَيْنِ الصَّديقَيْنِ، ويواكب تطلُّعاتهما وطموحاتهما نَحْوَ مستقبل مُشرِق. فقيادتا البَلدَيْنِ تُولِيانِ اهتمامًا ملحوظًا بالعلاقات الثنائيَّة بَيْنَ البَلدَيْنِ الصَّديقَيْنِ ودفعها لآفاقٍ أرحَبَ وأوسعَ على كافَّة الأصعدة والمجالات، خصوصًا في المجالات الاقتصاديَّة والتجاريَّة والاستثماريَّة، وتبادل الخبرات في العديد من المجالات الأخرى خصوصًا التقنيَّة مِنْها.
ولا رَيْبَ أنَّ هذه الزيارة تعكس النَّهج السَّامي لحضرة صاحب الجلالة ـ أبقاه الله ـ والَّذي يهدف إلى مدِّ جسور من التَّعاون الاقتصاديِّ المُتعدِّد الأوْجُه، لِتزيدَ صلابة العلاقات الدبلوماسيَّة القويَّة الَّتي تربط سلطنة عُمان مع العديد من الدوَل الشَّقيقة والصَّديقة في العالَم أجمع، خصوصًا مع الدوَل الَّتي تمتلك السَّلطنة علاقات ممتدَّةً لأكثر من (50) عامًا مِثل الحال مع دَولة سويسرا الصَّديقة، حيث يُمثِّل لقاء القيادتَيْنِ العُمانيَّة والسويسريَّة فرصةً لإحداث الانطلاقة المنشودة في تطوير العلاقات الثنائيَّة، وإتاحة الفرصة لتشجيع الاتِّصالات بَيْنَ القطاعَيْنِ العامِّ والخاصِّ في البَلدَيْنِ بغية إيجاد فرص الاستثمار وتعزيز التَّعاون عَبْرَ اتفاقيَّات ومذكّرات تفاهم تعمل على تحقيق تبادل التجارب والخبرات، بالإضافة إلى تفعيل مذكّرات التَّفاهم والاتفاقيَّات الموقَّعة بَيْنَ البَلدَيْنِ.