أوصى بـ :
التأكيد على دورية المؤتمر كل سنتين
تخصيص موضوع المؤتمر القادم في القصة القصيرة
العناية ببعض البحوث التي تعنى بلغة القصة القصيرة في محاور المؤتمر القادم
إعطاء فسحة زمنية كافية لعرض البحوث ومناقشتها
الحفاظ على مبدأ الصرامة العلمية في اختيار الأوراق العلمية وقبولها
طباعة الأعمال قبل انعقاد المؤتمر

هدف إلى :
التركيز على النقد التطبيقي من حيث ما هو مدار فهم النصوص وتحليلها
الوقوف على ثراء النص الشعري العربي بقراءات متعددة في ضوء المناهج النقدية المعاصرة.
الاستيعاب الأمثل للمناهج النقدية المعاصرة من خلال تحليل النصوص
تذليل الصعوبات التي تواجه الطلاب والمعلمين في التعامل مع النصوص الشعرية القديمة والحديثة
تقديم مادة علمية لطلاب المعرفة في مجال نقد النصوص الشعرية.

إعداد ـ فيصل بن سعيد العلوي :
نظّم قسم اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس بالتعاون مع جمعية الكتاب والأدباء والنادي الثقافي الأسبوع الماضي، فعاليات فعاليات المؤتمر الدولي الثالث لقسم اللغة العربية وآدابها تحت عنوان "المناهج النقدية الحديثة : النص الشعري قراءة تطبيقية" واستمر لمدة ثلاثة ايام تناول المؤتمر خلالها عدة محاور وهي "التحليل اللساني" ، و"التحليل البنوي" ، و"التحليل الأسلوبي" ، و"التحليل السيميائي" ، و"التحليل التداولي" ، و"التحليل الحجاجي" ، و"التحليل التأويلي (الهيرمينوطيقي) ، و"التحليل الثقافي" ، وهدف المؤتمر إلى التركيز على النقد التطبيقي من حيث هو مدار فهم النصوص وتحليلها، والوقوف على ثراء النص الشعري العربي بقراءات متعددة في ضوء المناهج النقدية المعاصرة. والاستيعاب الأمثل للمناهج النقدية المعاصرة من خلال تحليل النصوص، وتذليل الصعوبات التي تواجه الطلاب والمعلمين في التعامل مع النصوص الشعرية القديمة والحديثة ، وتقديم مادة علمية لطلاب المعرفة في مجال نقد النصوص الشعرية.

ترأس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدكتور محمد بن سالم المعشني أستاذ مشارك ورئيس قسم اللغة العربية ، وضمت اللجنة العلمية كلا من الاستاذ الدكتور محمد الهادي الطرابلسي، والدكتور أحمد يوسف، والدكتور محمد جمال صقر، اما اللجنة التنظيمية والإعلامية فضمت الدكتور علي الكلباني، والدكتور محمد زروق، والدكتور أحمد الحنشي، وسعود الهنائي. ، وجاء المؤتمر استمرارًا للمؤتمرين السابقين اللذين عقدهما قسم اللغة العربية وآدابها في رحاب جامعة السلطان قابوس.

رؤية المؤتمر

وتبعًا لقرار مجلس قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة السلطان قابوس فإنه وافق على أن تختص مؤتمراته العلمية مستقبلًا بـ: "المناهج النقدية المعاصرة في اللغة والأدب" لتكون موضوعًا رئيسًا وقارًّا على أن يتفرع منه دوريًّا إشكال حول نوع أدبي أو مسألة نقدية دقيقة. ومن المعلوم أن هناك مؤتمرات وندوات وأياما دراسية متعددة عقدت في الجامعات العربية والغربية حول مسألة المناهج النقدية؛ ولكن على الرغم من هذه الكثرة فإن ثمة خصاصًا في الدراسات التطبيقية التي يشتكي منها الباحثون والطلاب على السواء، وهو واقع يكاد يميل كل الميل إلى الاتفاق؛ ولهذه الدواعي يتطلع القسم ضمن خططه وإستراتيجيته إلى أن تنحو البحوث المقدمة إلى المؤتمر منحى تطبيقيا تشمل الأنواع الأدبية القديمة والحديثة وأشكالها التعبيرية جميعا. لقد اختارت اللجنة "النص الشعري: قراءات تطبيقية" موضوعا لمؤتمرها ليتناول الشعر العربي قديمه وحديثه، وكذا الشعر في الخليج العربي وفي عُمان، سواء أكانت هذه المتون قصيدة أم ديوانا أم تجربة شعرية، ويستحسن أن تلتفت هذه البحوث إلى النصوص الشعرية التي لم تأخذ حظها من المدارسة لتكون تحفيزا للمبدعين وعونا للباحثين والطلاب في استيعاب هذه المناهج النقدية المعاصرة، وأن تمكنهم من الأدوات النقدية الإجرائية لقراءة النصوص الشعرية وفهمها وتحليلها تحليلًا علميًّا رصينًا. من المعلوم لدى أهل الدراية أن للسانيات وعلوم اللغة دورًا واضحًا في إخراج المناهج النقدية من ارتهانها للمعطيات الخارجية في البحث عن المعنى ومسالكه، وقد أسهمت إسهامًا كبيرًا في إضفاء "النسقية" على تحليل النصوص الأدبية تحليلا يزعم لنفسه النزعة الموضوعية والصبغة العلمية. ومن معطفها خرجت المناهج النقدية ذات الطبيعة النسقية؛ بيد أن هناك مناهج نقدية تمردت على "النسقية المغلقة"، وانتهجت سبيل "النسقية المفتوحة". وهذا ما أضفى التنوع في مجال التحليل والتعدد في التأويل انطلاقا من اشتباك معرفي وتركيب منهجي يتسم بعضه بالوعي المتبصر في التنظير وبالمهارة الحاذقة في التطبيق. وعليه فإن هذه المناهج النقدية تقف أمام تحديات النص الشعري بتاريخه الحافل بالتراكم وثرائه الماثل في الممكنات الدلالية التي تتيحها النصوص.
بهذا التصور يضعنا هذا المؤتمر أمام مواجهة النصوص الشعرية بآليات نقدية متنوعة، ويحاول أن يجيب عن كثير من الأسئلة التي تشغل بال القارئ، وتقلق عقله. ومنها: ماذا تقدم له هذه المناهج النقدية المعاصرة كي تعمق وعيه بالذائقة الفنية والممكنات الدلالية التي يتوافر عليها النص الشعري قديمه وحديثه؟ وكيف يتعامل مع الجماليات المتجددة، والأساليب المبتدعة حتى يقترب من عوالم المعنى؟ وكيف يعيد قراءة التراث الشعري العربي، ويستكشف جوانب لم تقف عليها القراءات السابقة؟ مثل هذه الانشغالات تشكل الإطار العام لأسئلة هذا المؤتمر ورؤيته وأهدافه.

جلسات المؤتمر

بدأ المؤتمر ببحث "توليد القصيدة اللزومية: قراءة أسلوبية للزوم ما لا يلزم لأبي العلاء المعرّي" للاستاذة الدكتورة سوزان بينكني ستيتكيفيتش من جامعة جورج تاون بالولايات المتحدة الأميركية وقالت فيه : في الجزء الأول من مشروعي في إعادة قراءة الديوانين الشعريين لأبي العلاء المعرّي اقترحت قراءة الديوان الأول "سقط الزند" من خلال نظرية الأداء. أما الديوان الثاني "لزوم ما لا يلزم" فنواجه فيه إشكالية جمالية تختلف كل الاختلاف عما نجد في سقط الزند، بل في تقليد القصيدة الكلاسيكية. ففي هذا الديوان لم يعد العمل الشعري ينبثق عن الافتكاك الخلّاق بين التحدي الخارجي من الحياة الاجتماعية أو السياسية وبين المتخيل الشعري, كما وجدنا في سقط الزند, وإنما هو نتيجة خضوع الشاعر لمستلزمات مشروعه المبرمج. لا شكّ إنّ إنكار أبي العلاء مواضيع (تيمات) القصيدة , وبصفة خاصّة قصيدة المدح, هو الذي ضيّق الإمكانيات الموضوعية حتى تقتصر اللزوميات على الوعظ والحكمة وبعض الأفكار شبه الدينية أو شبه الفلسفية .
وتضيف الباحثة : عندما نقرأ اللزوميات بوصفها عملا شعريا منسّقا بترتيبها الأبجدي من القافية المزدوجة وما فوق ذلك من الحركات الثلاث والسكون, نجد أنّ هذه المستلزمات لها دور حسّاس وخلّاق في إنتاج القصيدة اللزومية . في تقديري من الممكن أن نرى في هذه المستلزمات عملية التجريد جذري في اللغة الشعرية: من حيث المعجم في القافية المزدوجة ومن حيث النحو والصرف في إنتاج القافية في كل من الحركات الثلاث والسكون. لذا عمدت إلى تحليل توليد المعنى في القصيدة اللزومية من خلال الأسلوبية نظرا لأنّ نظرية الأسلوبية تركّز على الدور التعبيري للعناصر اللغوية ـ من النحو والصرف والوزن والقافية.

المنهج البنيوي

وحول "المنهج البنيوي والشعر ـ دراسة تطبيقية لقصيدة "غدا..نلتقي" للشاعر المغربي حبيب الفرقاني يتوخى الاستاذ الدكتور عبدالعالي بوطيب بن محمد من جامعة مولاي إسماعيل بمكناس بالمغرب في دراسته كما يوحي بذلك عنوانها، إلى إبراز القدرة الإجرائية للمنهج البنيوي في دراسة النصوص الشعرية ، من خلال تحليل قصيدة بعنوان : ( غدا ...نلتقي ) ، مقتطفة من ديوان (نجوم في يدي) للشاعر المغربي الحبيب الفرقاني، وهكذا تعامل مع هذه القصيدة باعتبارها بنية مكتملة و مستقلة ، مكونة من مجموعة متشابكة من المستويات و العناصر، تقيم فيما بينها علاقات أفقية وعمودية ، وبذلك نسقط من دائرة اهتمامنا كل العناصر الخارج نصية ، أيا كان نوعها وطبيعتها . لنركز أساسا على البنية الداخلية للقصيدة في محاولة لكشف عناصرها ومستوياتها التكوينية عبر خطوتين إجرائيتين، مختلفتين ومتكاملتين، هما : التفكيك والتركيب. سنحاول في الأولى تقسيم القصيدة المدروسة لأقسامها الرئيسية، على أن نعود بعد ذلك لتحليل كل قسم لمستوياته الفرعية، في محاولة لرصد أبرز سماته الفنية والدلالية، من جميع النواحي: الإيقاعية، والمعجمية، والتركيبية ، والبلاغية، والتداولية. أما في الخطوة الثانية فسنعمل على إعادة تركيب الخصائص المستخلصة في الخطوة السابقة، بغية الكشف عن حجم التكامل الوظيفي والدلالي الموجود بينها، عملا بالفكرتين القائلتين: بأنه لا يمكن فهم أي عنصر في البنية خارج الوضع الذي يشغله في الشكل العام، وأن الشكل هو الذي يجعل تجاور الوحدات لا يتم بمحض الصدفة، فالعمل الفني هو ما ينتزعه الفنان من براثن الصدفة.