مسقط ـ «الوطن» :كشفت دراسة بحثية في جامعة السلطان قابوس عن استمرارية نمو الأعشاب الضارة في المساحات الشاسعة لحقول القمح في نجد (محافظة ظفار) فهي متواجدة بأشكال وأحجام مختلفة، التي بدورها تُعيق وتسلب الغذاء والماء والضوء الذي تتغذى عليه نباتات القمح ولا زال تأثيرها السلبي باقٍ وفي تزايد مستمر، وعنوان الدراسة «الإدارة الفعالة للأعشاب الضارة في حقول القمح قد تساعد في تحقيق الأمن الغذائي».ضم الفريق البحثي كل من: الدكتور محمد فاروق رئيس قسم علوم النبات وأستاذ مشارك بالقسم، والدكتور وليد بن مبارك البوسعيدي باحث بستنة، والدكتور علي بن مسعود الصبحي باحث أمراض نبات ومشرف قسم علوم النبات، بكلية العلوم الزراعية والبحرية في الجامعة. وأكد الفريق البحثي أثناء زيارته حقول القمح على أن هناك مزيج من الأعشاب الرفيعة والأعشاب ذات الأوراق العريضة في حقول القمح في منطقة النجد، مشيرين إلى أن استخدام بذور القمح التي تحتوي على بذور أعشاب ضارة واستخدام السماد الحيواني الطازج والمتحلل جزئياً وغير المعالج حرارياً يضيف ويساهم في زيادة انتشار الأعشاب الضارة، فمن الغالب ما يتجاهل معظم المزارعين إدارة الأعشاب الضارة أو يعتمدون على خيارات التحكم الميكانيكية، ومع ذلك فإن الخيارات الميكانيكية للتحكم مكلفة وغير فعالة في التطبيق العملي.وأضاف الفريق: إن استخدام المبيدات الكيميائية للحشائش محظور في سلطنة عمان، الا أن بعض المزارعين يقوم باستخدام مبيدات الحشائش المستوردة بطرق غير قانونية لمكافحة الأعشاب الضارة، فمن الغالب تجاهل معظم المزارعين إدارة الأعشاب الضارة حيث يعتمدون على خيارات التحكم الميكانيكية، ومع ذلك فإن الخيارات الميكانيكية للتحكم مُكلفة وغير فعّالة للتطبيق العلمي، ذلك بسبب نقص المعرفة والخبرة التقنية حول استخدام مبيدات الكيميائية للحشائش، فإن استخدامها لم يجدي نفعًا بالتحكم في الأعشاب الضارة والتقليل من خسائرها الاقتصادية.كما توصل الفريق إلى ضرورة توجيه الاهتمام المكثف والسريع ووضع استراتيجيات فعالة لإدارة الأعشاب الضارة ومن المُتوقع أن تساهم إدارة الأعشاب الضارة في حقول القمح إلى زيادة إنتاج القمح بنسبة (20-30%)وبدورها ستساهم في تحقيق الأمن الغذائي الذي تطمح له سلطنة عمان بجهودها العظيمة والمبذولة لزيادة محاصيل القمح وتحقيق الأمن الغذائي بصورة خاصة وذلك لتغطية الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك. الجدير بالذكر أن محصول القمح يعد أحد المحاصيل الأساسية والاستراتيجية في سلطنة عمان، ومع هذا فإن الإنتاج الحالي يبقى أقل بكثير عن تغطية الاحتياجات المحلية، حيث يتم تغطية الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك من خلال الاستيراد من روسيا وأوكرانيا واستراليا وغيرها من البلدان، وقد أولت الحكومة في سلطنة عمان اهتمامًا كبيرًا لزيادة إنتاج القمح المحلي، وفي هذا الصدد تركزت الجهود بشكل كبير على زيادة المساحات المزروعة بالقمح، حيث أدخلت زراعة القمح في مناطق جديدة مثل النجد بمحافظة ظفار مما أسهم في زيادة كبيرة في إنتاج القمح المحلي بالرغم من التحديات التي يخوضها المزارعون.