- فـي إطار الاحتفال باليوم العالمي لمهارات الشباب

مسقط ـ العُمانية: احتفلت دول العالم أمس، باليوم العالمي لمهارات الشباب، الذي يوافق الـ 15 من يوليو من كل عام، وفق ما أعلنت عنه الأمم المتحدة في عام 2014 للاحتفاء بالأهمية الاستراتيجية لتزويد الشباب بالمهارات اللازمة من أجل تمكينهم وتوظيفهم للحصول على خطة عملية مستقبلية ذات أبعاد استراتيجية واضحة، فضلًا عن تمكينهم من ريادة الأعمال.
ومنذ ذلك الحين، أتاح اليوم العالمي لمهارات الشباب فرصة للحوار بين الشباب ومؤسسات التعليم والتدريب التقني والمهني والشركات وأصحاب العمل والعمال وصانعي السياسات وشركاء التنمية. وليست سلطنة عُمان بمنأى عن دول العالم فيما يتعلق بالشباب والاهتمام بإبداعاتهم وابتكاراتهم؛ فهي ضمن إطار المنظومة العالمية التي عملت على تعزيز كل ما من شأنه النهوض بمهاراتهم محليًّا وعالميًّا وفق برامج ممنهجة وقوانين منظمة.
وفي هذا السياق يقدم الدكتور زاهر بن بدر الغسيني الأستاذ المشارك بجامعة السُّلطان قابوس، رؤيته الخاصة في التوجيهات السامية بشأن العمل على تفعيل أدوار الشباب واستيعاب أفكارهم وبلورة طاقاتهم من الناحيتين العِلمية والعَملية، ويقول: إنَّ إعلان الأمم المتحدة في 2014م أن الخامس عشر من يوليو يومٌ عالميٌّ لمهارات الشباب، انطلاقًا من الأهمية الاستراتيجية لتزويد الشباب بمهارات التوظيف وريادة الأعمال؛ يُمثِّل إدراكًا عالميًّا بقيمة الشباب في بناء المجتمعات وتطويرها، والمُتمعّن في المشهد المجتمعي العُماني يتضح له الاهتمام الكبير الذي حظي به شباب الوطن منذ بدايات النهضة العُمانية المباركة التي أرسى دعائمها السُّلطان قابوس بن سعيد - طيب الله ثراه -، وما يجده الشباب من عناية ودعم سُلطاني سامٍ من لدُن حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق - حفظه الله -. إن تخصيص عام 1983 للشبيبة العُمانية، وعام 1993م للشباب العُماني، ثم إنشاء اللجنة الوطنية للشباب في 2011م، وتخصيص الـ 26 من أكتوبر من كل عام يومًا للشباب، ثم إشراك شباب الوطن في رسم وصياغة رؤية «عُمان 2040»؛ تُعدُّ مؤشرات واضحة لقيمة الشباب في مسيرة بناء عُمان، بوصفهم مُرتكزًا أساسًا في نهضة الوطن وتنميته.
وبشأن الخطوات التي قامت بها سلطنة عُمان لتفعيل أدوار الشباب وتمكين مهاراتهم في جوانب الإبداع والابتكار، يقول هلال بن سيف السيابي مدير عام المديرية العامة للشباب بوزارة الثقافة والرياضة والشباب: تعمل الوزارة من خلال أحد أهم اختصاصاتها على نشر الوعي بين الشباب بقيم ومهارات المستقبل، وإبراز إبداعاتهم وإنجازاتهم وتكريمهم وتقديم الدعم اللازم لهم، ومن هذا المنطلق يتم العمل على تحقيق ذلك من خلال مجموعة من البرامج المتعلقة بالمهارات الفنية والإدارية ومجال التقنية والابتكار.
ومن أجل النهوض بالشباب ومهاراتهم؛ يقول علي بن عبد الله المسكري مدير دائرة بناء القدرات البحثية والابتكار بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار: إن الوزارة تعمل على بناء وتطوير مهارات البحث العلمي والابتكار للأفراد والمؤسسات بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، وإنشاء وإدارة المسابقات والجوائز المحلية والدولية المتعلقة بالبحث العلمي والابتكار، كما تُشجِّع وتدعم إقامة مراكز التميّز العلمي في المؤسسات التعليمية والمجتمعية.
ولِما تتمتع به سلطنة عُمان من تنوع أحيائي متفرّد في المنطقة لتباين تضاريسها؛ أطلقت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ممثلةً بمركز الموارد الوراثية الحيوانية والنباتية (موارد) مبادرة برنامج (منافع: ماراثون أفكار التنوع الأحيائي) الذي يسهم في دعم قيام مؤسسات شبابية صغيرة تقوم على الإبداع والابتكار في طرح الفكرة والمحتوى واستغلال الموارد الأولية المتوفرة في البيئة العُمانية.
وفيما يتصل بالبرنامج يقول الدكتور محمد بن ناصر اليحيائي القائم بتسيير أعمال مدير مركز «موارد»: تم إطلاق البرنامج في عام 2018م في نسخته الأولى واستمر إلى نسخته السادسة في العام الجاري، ويمر البرنامج بتسع مراحل مختلفة ومتتالية. وقد بلغ إجمالي الفرق الشبابية الفائزة حتى عام 2022 نحو (22) فريقًا في مختلف المجالات.
وفي شأن جهود وزارة الإسكان والتخطيط العمراني في تمكين مهارات ورفع كفاءة الشباب، أطلقت الوزارة في العام الماضي برنامج بناء القدرات في التخطيط العمراني «رافد»، وهو الأول من نوعه على مستوى سلطنة عُمان وتم تصميمه بالشراكة مع كلية «ثندربيرد للإدارة العالمية بجامعة أريزونا» لبناء وصقل مهارات القيادات المتوسطة والعليا في قطاع التخطيط العمراني، ويستقطب الكوادر العُمانية العاملة في الجهاز الإداري للدولة ضمن جهود الوزارة لتمكين الجهاز الإداري للدولة من تحقيق التنمية العمرانية المستدامة.
وفي هذا الشأن تقدّم الوزارة أمثلة من أجل تحسين جودة تخطيط المدن، فيقول المهندس محمد بن خميس السعيدي (مهندس نقل): إن البرنامج التدريبي المرتبط بمشروع المخطط الهيكلي لمسقط الكبرى خطوة كبيرة لمسيرتي المهنية والأكاديمية، حيث ارتبط البرنامج بالمخرجات العلمية التي اكتسبتها خلال فترة دراستي الجامعية، ومكنني من إثراء الجانب المعرفي والعملي من خلال استخدام الأدوات المرتبطة بالتخطيط التي تسهم في تحسين جودة تخطيط المدن.
وفي مجال الاستفادة والعمل في بيئة متعددة الاختصاصات تقول المهندسة ريان حميد الهنائية (مخططة معمارية): إن مسيرة الانضمام إلى شركة SOM العالمية في لندن لمدة 3 أشهر مسيرة حافلة بالتجارب والإنجازات، استطعت خلالها الاستفادة والعمل في بيئة متعددة الاختصاصات في مجالات البناء والتخطيط، وإدارة المشروعات، وتنفيذ المشروعات وفق معايير دولية. وفي السياق ذاته توضِّح المهندسة روان بنت راشد القمشوعية (مخططة بيئية)، أنها شاركت في البرنامج الوطني لبناء القدرات «رافد» وكانت تجربة نادرة ومفيدة للغاية.