- ثلاثة أطنان إنتاج عسل الصمغ العام الماضي

صلالة ـ العُمانية: تُعدُّ شجرة الصمغ العربي «Acacia Senegal» التي تسمى محليًّا «ثوُر» وإقليميًّا «الهشاب»، من الأشجار المحلية التي تنمو في محافظة ظفار ويستخرج منها الصمغ العربي «ملُخ»، ذو الجودة الطبية والقيمة الغذائية العالية.
وأشارت البيانات التقديرية إلى أنَّ إنتاج عسل الصمغ العربي بمحافظة ظفار في العام الماضي بلغ قرابة ثلاثة أطنان، بأسعار تراوحت بَيْنَ 20 و35 ريالًا عُمانيًّا للكيلو جرام الواحد حيث يتميَّز عسل الصمغ العربي بالمذاق الفريد، وجمال اللون، والجودة العالية التي تطابق المواصفات المحلية والخليجية، ما يُمكِّنه من الوصول إلى الأسواق العالمية مستقبلًا.
وتشير دراسة علمية حديثة أجراها الباحثان سعيد تبوك وعبدالعزيز المعشني بعنوان «أهمية شجرة الصمغ العربي في محافظة ظفار» إلى وجود انتشار واسع لأشجار الصمغ العربي في سلسلة جبال ظفار التي تحظى بفوائد طبية وغذائية واقتصادية متعددة.
وحَوْلَ الأهمية التاريخية للشجرة، يقول عبدالعزيز بن أحمد المعشني الباحث في التاريخ: إنَّ الصمغ العربي كان يصدر من موانئ ظفار إلى الأسواق العالمية بكميات كبيرة وأسعار مرتفعة، خصوصًا في القرن التاسع عشر ويدلُّ على ذلك الانتشار الواسع للشجرة حاليًّا في سلسلة جبال ظفار، واستمرارية إنتاجها للصمغ العربي.
وأضاف أنَّ أهالي محافظة ظفار استفادوا قديمًا من شجرة الصمغ العربي، وكان لها تأثير في الحياة الاقتصادية لمعظم الفئات الإنتاجية من الرعاة والنحالين والمزارعين والتجار والصيادين والحرفيين؛ لذلك تعددت استخداماتها وفوائدها.
من جانبه قال المهندس سعيد بن مسلم تبوك الباحث في الهندسة الزراعية: إنَّ سلسلة جبال ظفار تحتوي على غابات تسمَّى «غابات السحب الموسمية»؛ نظرًا لاعتماد هذا النوع من الغابات على الأمطار الموسمية التي تؤثر على المناخ في محافظة ظفار خلال الفترة الممتدة من أواخر يونيو إلى أواخر سبتمبر من كُلِّ عام.
وحَوْلَ ثمار الشجرة، ذكر تبوك أنَّ الصمغ العربي يتكون من عصارة صمغية طبيعية لزجة تظهر على جذع الشجرة بفعل الخدش والجرح نتيجة العوامل الطبيعية أو البشرية، وبعد أن تجفَّ هذه العصارة تتحول إلى مادة صلبة بيضاء تميل إلى اللون البني، وإذا حفظت بطريقة مناسبة تظل لعقود من الزمن دون تغيُّر؛ لأنَّها مادة مركَّبة من الكربوهيدرات والألياف الغذائية.
وأوضح بأنَّ الصمغ في ظفار يمكن تصنيفه إلى نوعين: أبيض بلوري «جوهز أثُّور» وهو عديم الفائدة، ونوع آخر أحمر داكن يميل إلى البني وهو الشائع والمستخدم. مبينًا أنَّ شجرة الصمغ العربي تبدأ بإنتاج الصمغ بعد مرور 5 إلى 7 سنوات من زراعتها، مشيرًا إلى أنَّ الشجرة الواحدة تنتج كميات من الصمغ العربي تتراوح ما بَيْنَ 20 إلى 2000 جرام، فيما يبلغ متوسط إنتاج الشجرة الواحدة 250 جرامًا.
واختتم الباحثان حديثهما بالإشارة إلى أهمِّية أن تكونَ هناك دراسة مستفيضة لهذه الشجرة؛ نظرًا لفوائدها الغذائية والاقتصادية الكبيرة سواء من الصمغ العربي أو العسل الطبيعي.