يُعدُّ قِطاع السِّياحة من القِطاعات الاقتصاديَّة ذات المستقبل الواعد في سلطنة عُمان؛ نظرًا لِمَا يملكه من مُقوِّمات طبيعيَّة وبيئيَّة بِكر ومناخ متفرِّد ومتنوِّع في عددٍ من ولايات ومحافظات البلاد، بالإضافة إلى تنوُّع المنتجات السياحيَّة داخل البلاد، بشكلٍ يتوافق مع تطلُّعات وذائقة مساحة عريضة من السَّائحين من مختلف دوَل العالَم. لذا تسعى السَّلطنة وفق خطط وبرامج طموحة، تُعزِّز الوجود السِّياحي الوطني على خريطة السِّياحة الدوليَّة وفق رؤية استراتيجيَّة واعدة، تدرك الدَّور الذي يُمكِن أنْ يؤدِّيه القِطاع السِّياحيُّ في التوجُّه الوطنيِّ نَحْوَ التنويع المأمول، وما يُشكِّله من منطلق تنمويٍّ في المحافظات والولايات السياحيَّة، يدعم التوجُّه نَحْوَ اللامركزيَّة عَبْرَ ما يطلق من مشاريع سياحيَّة.ولعلَّ فوز مشروعات «بوليفارد الرذاذ» بمحافظة ظفار، ومشروع تطوير «خليج آيمس» بمحافظة مسندم، ومشروع «رمال بارك» بمحافظة جنوب الباطنة بمسابقة أفضل مقترح لمشروع إنمائيٍّ، وهي مسابقة أُعلن عنها لتحفيظ المحافظات على الإبداع في المشروعات التنمويَّة؛ دعمًا للتوجُّه نَحْوَ اللامركزيَّة، خصوصًا بعد تحقيق مشروع «رمال بارك» في منطقة خبَّة الجعدان بولاية نخل بمحافظة جنوب الباطنة الفوز بالمسابقة من بَيْنِ المشاريع الثلاثة التي أعلنت عنها وزارة الإسكان والتخطيط العمراني وتنافست فيها مختلف محافظات سلطنة عُمان، حيث تهدف هذه المبادرة إلى تشجيع المحافظات على إيجاد مشروعات تنمويَّة تتوافق مع مخرجات الاستراتيجيَّة الوطنيَّة للتنمية العمرانيَّة ـ القالب المكانيِّ والموجِّه العمرانيِّ لـ»رؤية عُمان 2040» ضِمْن الأولويَّة الوطنيَّة «تنمية المحافظات والمُدن المستدامة»، ولِتكُونَ حافزًا للتنافس بإيجاد مشروعات جديدة ومبتكرة.ومن المتوقَّع أنْ يُسهمَ المشروع الذي يتضمَّن مركزًا ترفيهيًّا متكاملًا يشتمل على قرية فيها أجنحة لإحدى عشرة قاعة ممثَّلة بعدد محافظات سلطنة عُمان، وحلبة للسيَّارات، ومنطقة للطيران الشراعي وغيرها من الأنشطة المختلفة، في تشجيع وجذب الفرص الاستثماريَّة إلى المحافظة، ودعم الحركة السياحيَّة والاقتصاديَّة والتنمويَّة فيها. فمِثل هذه المشاريع السياحيَّة ستعمل على تحقيق النُّمو الاقتصادي في عددٍ من محافظات البلاد، ما سيوفِّر فرص عمل للمواطنين وفرص أعمال للمؤسَّسات المتوسِّطة والصغيرة بالمحافظة، ناهيك عن مردود في جذب الاستثمارات المحليَّة والأجنبيَّة بعد الانتهاء من هذه المشاريع التي ستكُونُ نواة لبناء منظومة سياحيَّة، قادرة على تلبية الطموحات المرجوَّة من هذا القِطاع الواعد. وتأكيدًا على الرغبة في تطوير القِطاع السِّياحي، فقد أطلقت وزارة التراث والسِّياحة (منصَّة دعم الشركاء)، حيث يأتي افتتاح المنصَّة في إطار استكمال منظومة التواصل الفعَّال، حيث تقوم المنصَّة بربط مُقدِّمي خدمات السَّفر والسِّياحة العُمانيَّة، وتُعزِّز من إسهام الشركات باعتبارها بوَّابة أساسيَّة بَيْنَ الوزارة والشركاء في القِطاع السِّياحي، تضمن سلاسة الإشراف على التسجيل وحضور الشركات والفعاليَّات والحلقات المتنقلة التي تنظِّمها الوزارة ومشاركتها في المعارض الدوليَّة، لِتكُونَ عاملًا حيويًّا في تجويد الخدمات السياحيَّة المقدَّمة لمؤسَّسات القِطاع السِّياحيِّ، بالإضافة إلى أنَّها تُمكِّن الشركاء ومزوِّدي الخدمات من الاستفادة بهذه الفرص التي ستقدِّمها لهم المنصَّة إلى جانب تمكين المؤسَّسات، خصوصًا الصغيرة والمتوسِّطة ودعم المبادرات فيما يضْمن ذلك التوجُّه.