- «اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ..»

هناك تصرفات يتصرفها الوالدان وهم لا يدركون خطرها على الأولاد وعلاقتهم مع بعضهم، لنضرب مثالًا على ذلك: قد يمدح الأب ابنه فلان ويذم ابنه الآخر أمام إخوته أو يقول: أخوك أحسن منك، أو يبول: أنت أسوأ إخوانك... مع أنّ كل إنسان أحسن من الآخر في شيء آخر وأسوأ منه في شيء آخر مهما تباينوا، فقد تعلوا همة هذا العلمية وتعلوا همة ذلك الخدمية. والعجيب في بعض التصرفات الجنونية من الآباء أن يأمر الأخ بضرب أخيه المخطئ، والكارثة في بعض المواقف أن يأمر الأخ الأصغر بضرب أخاه الأكبر المخطئ، أي نار؟ تأججها بين أولادك، وأي حقد؟ زرعته بينهم؟!.
تذكّر دومًا (كُن مصلحًا لا قاضيًا)، فلا يطلب منك أبدا أن تكون قاضيًا في كل خلاف يقع بين الأولاد، قد يحتاج الأمر إلى تجاهل وكل شيء سيكون على ما يرام وستجدهم بعد دقائق يلعبون سوّيًا.
والشجار الخفيف يصنع شخصياتهم أحيانًا، فمنه يتربى اليافع على الدفاع عن قضيته وحقه وعرضه وشرفه.. أين ذلك الحق الكبير الذي سلبناه من شخصياتهم فكبروا وسلب الأعداء مقدرات وطنهم؟!.
ويمكنك أيضًا أن تشغلهم كحل جميل لوقف المشاجرات والتعارك بينهم للتصالح، فالصلح سيد الأحكام، وفيه محبة ووئام، وتربية تؤهلهم للإصلاح المجتمعي في حياتهم ليكونوا مؤثرين إيجابًا.


سامي السيابي
فريق ولاية بدبد الخيري