يحتضن لوحة فسيفسائية من أكبر اللوحات في العالمأريحا (العُمانية):من يزور مدينة أريحا الواقعة في الجزء الشرقي من فلسطين قرب نهر الأردن لا يمكن أن تكتمل زيارته إلا إذا مرّ بقصر الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك.وقال إياد حمدان مدير عام وزارة السياحة والآثار في أريحا في حديث لوكالة الأنباء العُمانية إن القصر بُني في القرن الثامن للميلاد (تحديداً في 743-744م) ولم يستخدمه الخليفة هشام سوى سنوات قليلة، إذ ضرب زلزالٌ المنطقةَ سنة 749م وأتى على معظمه.وأوضح حمدان أن علماء الآثار الفلسطينيين يحاولون الحفاظ على ما تبقى من القصر عبر عمليات الترميم موضحاً أن هناك قصوراً كثيرة بُنيت في بادية الشام في الفترة الأموية منها قُصَير عمرة في الأردن، والحير الغربي جنوب غرب تدمر والحير الشرقي شمال شرق تدمر بسوريا ويمتد قصر هشام على مساحة 37 دونماً تضم المباني وأماكن الخدمات والحمّامات ومعصرة العنب وأماكن الحراسة وغرف الخدم.وأشار إلى أن القصر كان يحتوي على مسجدين وبهو رئيسي وممر وقباب ويتكون من ثلاثة أبنية رئيسية يتكون كل منها من طابقين، وتتوسطه نافورة وتحيط به الأبراج الدائرية من زوايا عدة أما غرف القصر فكانت من البناء المنتظم تحيط بساحة مركزية لها أربع ممرات من كل الطرق المؤدية إليه وخاصة الطابق العلوي.وأوضح حمدان أن غرف القصر وظيفياً تنقسم إلى غرف الضيوف والزوار والخدم والخزين والحراس وهي واقعة في الطابق الأول أما الطابق الثاني فمخصص للخليفة كما تشي الرسومات ومرافق الترفيه فيه.ويروي إياد حمدان حكاية نجمة القصر الشهيرة بقوله إن هذه النجمة كانت عباره عن شباك في الطابق الثاني ثم سقطت حجارتها وأعيد ترميمها وبناؤها ثانيةً سنة 1939 خلال فترة الحفريات حيث ان المثير للاهتمام أن قصر هشام يحتضن لوحة فسيفسائية من أكبر اللوحات في العالم إذ تبلغ مساحتها 827 متراً مربعاً وتتكون زخرفاً ورسماً من الحجارة الفسيفسائية الصغيرة التي تشكل 38 سجادة متلاصقة بعضها ببعض ومتناغمة الأشكال الهندسية والنباتية وهو ما يميز الفن الإسلامي المبكر عن الفن المعماري البيزنطي.ويكشف إياد أن لوحة الفسيفساء مدفونة بالرمل إلى أن يتم تغطيتها بسقف يحفظها من ظروف الطقس والرياح ودرجات الحرارة العالية التي تتصف بها أريحا ويحميها من المارة الذين قد يدوسونها بأرجلهم مما قد يصيبها بالضرر وكان حمدان كشف عن هذه اللوحة عام 2010 لأهداف استكشافية تحضيراً لمشروع بناء سقف للقصر.وأشار إياد حمدان أن قصر هشام يشتمل على لوحة فسيفسائية أخرى يطلَق عليها "شجرة الحياة" تتوسط ديوان الخليفة الذي كان يستقبل فيه القادة والمسؤولين والضيوف ويعتقد بعضهم أن اللوحة تصور شجرة رمان يرعى أسفلها غزالان يعيشان بسلام وهناك رسم آخر لأسد يفترس غزالاً ويفسّرحمدان معنى هذه اللوحة ودلالاتها بقوله إن الخليفة يرمز من خلال الغزالين إلى أن "مَن سالمني سالمته" أما الأسد الذي يفترس الغزال فالمقصود به: "مَن عاداني عاديته" وهي الرسالة الذكية التي كان الخليفة يوصلها إلى زواره.