فيما يتوارث العُماني عبر الأجيال الاهتمام بالأفلاج ورعايتها كإحدى مفردات البيئة المنظمة للحياة اليومية ونظام الري المعتمد عليه بشكل أساسي في الأنشطة الزراعية، يأتي تطوير هذه المفردة وإدخال التقنيات الحديثة ليعمل على استدامة نظام الأفلاج كهُوِيَّة وإرث معرفي ضارب في التاريخ.
ويُعدُّ قعد ماء الفلج من المكوِّنات التي تعطي للأفلاج نمط المؤسَّسة الاجتماعية المتكاملة، حيث إنَّه نظام تمويلي غير ربحي تستغل عوائده المالية في الصيانة الدَّورية للفلج؛ ما يحقِّق ديمومة ماء الفلج وانسيابية جريانه ويتمُّ إقامته عن طريق المزايدة العلنية (المناداة)، أسبوعيًّا أو سنويًّا، أو حسب دورة الفلج.
ويعمد العديد من الولايات العُمانية في الوقت الحالي إلى الانتقال إلى أنظمة إلكترونية لتحديد حصص ومواعيد الفلج وذلك بإدارة مواقيت سقي الأفلاج العُمانية إلكترونيًّا وبالقواعد والأُسُس نفسها التي تقوم عليها الأفلاج حاليًّا، ويتمُّ تحديد حصص ومواعيد الفلج وجدولته ليأتي قعد ماء الفلج ليعمل على تأجير مُلَّاك الماء الزائد عن حاجتهم لمن يرغب من المزارعين في زيادة حصَّتهم بالسَّقي (ريِّ المزروعات)، ويكون العائد من قعد الماء وقفًا للمساجد والأفلاج والمدارس وغيرها، أو دعمًا لدخل الأُسر عن طريق استثمار ماء الفلج ما يُعزِّز من منظومة الأفلاج كمنظومة حضارية وتكافلية.


المحرر