لُقّب بهذا اللقب الصحابي الجليل:عكرمة بن أبي جهل ـ رضي الله عنه،(وَاسْمُ أَبِي جَهْلٍ عَمْرُو بْنُ هِشَامٍ بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم الْمَخْزُومِيُّ الْقُرَشِيُّ، كَانَ شَدِيدَ الْعَدَاوَةِ لِرَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ هُوَ وَأَبُوهُ، وَكَانَ فَارِسًا مَشْهُورًا)(مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح 7/ 2967)،وفى الصفوة عن أبى مليكة قال: لما كان يوم الفتح ركب عكرمة بن أبى جهل الى البحر هاربًا فخب بهم البحر فجاء ملاح الى عكرمة وقال له: أخلص العمل. قال: ماذا أقول؟ قال: قل لا إله الا الله. فانّ هذا مكان لا ينفع فيه الا الله، قال عكرمة: فهذا إله محمد الذي يدعونا إليه، فارجعوا بنا، فرجع فأسلم، وقيل: وقع بصره على دفة السفينة فرأى عليها مكتوبًا “وكذّبَ به قومُك وهو الحق” وكان معه محك فأراد أن يمحو به تلك الكتابة فلم يستطع، فعلم أنه كلام الحق ـ جلّ وعلا ـ فوقع في باطنه تغير)(تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس 2/ 91).
ـ دور امرأته في إسلامه:
(كانت امرأته أمّ حكيم بنت الحارث بن هشام امرأة عاقلة أسلمت قبله وفى المشكاة لما هرب زوجها من الاسلام حتى قدم اليمن،فاستأمنت له من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأمّنه، فخرجت في طلبه لتبلغه خبر الأمان، فلما بلغت ساحل البحر رأت زوجها عكرمة راكب السفينة فربطت مقنعها على رأس خشب فأرسى أهل السفينة فجلست في زورق حتى أتت زوجها وقالت: يا عكرمة ويا ابن عمّ جئتك من عند أوصل الناس وأبرّ الناس وخير الناس لا تهلك نفسك فقد استأمنته لك فأمّنك فقال أنت فعلت ذلك قالت نعم انا كلمته فأمّنك ودعته الى الاسلام فأسلم)(تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس 2/ 91).
ـ سبب تلقيبه بـ(الراكب المهاجر):
عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، أَنَّ عِكْرِمَةَ بْنَ أَبِي جَهْلٍ لَمَّا قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ صلّى الله عليه وسلم ـ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:(مَرْحَبًا بِالرَّاكِبِ الْمُهَاجِرِ، مَرْحَبًا بِالرَّاكِبِ الْمُهَاجِرِ” فَقَالَ عِكْرِمَةُ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا أَدَعُ مَوْقِفًا وَقَفْتُهُ لِأَحِدَّ بِهِ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ، وَلَا أَدَعُ نَفَقَةً أَنْفَقْتُهَا لِأَحِدَّ بِهَا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ، إِلَّا أَنْفَقْتُ مِثْلَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ)(تاريخ المدينة لابن شبة 2/ 498).
ـ استشهاده:
(قُتل شهيدًا ـ رضوان الله عليه ـ سنة 13 هجرية متأثرًا بجراحه يوم اليرموك بأجنادين بالشام في خلافة أبى بكر الصدّيق رضى الله عنه فوجدوا فيه بضعا وسبعين من بين ضربة وطعنة ورمية) كذا في(صفة الصفوة 1/ 286).

محمود عدلي الشريف
[email protected]