الأحداث المتلاحقة التي تمر بها الساحتان العربية والعالمية تثير الحيرة وتجعل الإنسان يشعر أنه لم يعد يفهم شيئا مما يحدث .. فقديما كانت ملامح الصراع الروسي الأميركي واضحة المعالم حتى في أوقات الحرب الباردة وكانت تفسر أي أحداث على أنها إما للصالح الروسي أو الأميركي .. إلا أنه لو أعاد أحد منا ترتيب الأوراق والأحداث سيكتشف بالضبط ما يحدث ويتبين له أن ما يجري إنما هو تداعيات مخطط صهيوأميركي لإغراق المنطقة في الفوضى وفي ذات الوقت القضاء على النفوذ الروسي وخنقه إلى الأبد.إسرائيل تريد أن تقضي على العرب نهائيا وأميركا تريد أن تتخلص من روسيا وأوروبا تريد أن تحصل على مصدر الطاقة خاصة الغاز من مصدر موثوق فيه وتستبدل روسيا التي تهددها بين الفينة والأخرى بوضع يدها على مخزون البحر المتوسط الواعد الذي يقع في الإقليم البحري المصري الإسرائيلي فينهار بالتبعية الاقتصاد الروسي لتهيمن أميركا على مقادير العالم.ولكي تحصل أوروبا على هذا الغاز المتوسطي لابد من مرور أنابيب الغاز عن طريق سوريا ثم تركيا ومنها إلى أوروبا .. وبالتالي كان لابد من القضاء على النظام السوري وتدمير البلد الشقيق واستبداله بنظام مفكك وحليف للأميركان والأوروبيين من هنا وجدنا الدعم اللامحدود للمقاومة السورية وبث الفرقة والتفكك في البلاد حتى لو وصل الأمر لمؤازرة الميليشيات المتشددة مثل النصرة وغيرها لأن بداية سقوط سوريا يعتبر بداية لسقوط الدب الروسي لذلك يتضح أهمية استماتة بوتين في الدفاع عن النظام السوري.الذي يتتبع الخريطة يجد أن خط الغاز القادم من روسيا ينتقل عبر شبه جزيرة القرم إلى أوكرانيا ومنها إلى أوروبا وبالتالي كان لابد من تغيير النظام في أوكرانيا أيضا والقيام بثورة لجلب حكومة حليفة للغرب تضمن وصول الغاز بكل سهولة ودون تهديد خاصة بعد الاستيلاء على إقليم القرم الذي يعد مخرج روسيا من البحر الأسود على الشرق الأوسط .. لذلك قامت موسكو بضربة استباقية وسيطرت على إقليم القرم لتفويت الفرصة على أوروبا وتأمين خط الغاز الخاص بها.بالتأكيد هذه المخططات كانت ستواجه بمقاومة شعبية عربية فكان لابد من ضرب تلك الشعوب في مقتل .. ولأنه لا يوجد أغلى من الدين عند المسلمين بحكم أنه ملاذهم وأمانهم فقام الأعداء باستغلال هذه النقطة فقامت المخابرات الأميركية والإسرائيلية بتدريب عملاء متأسلمين يتخذون من الدين ستارا فقد تناولت أكثر من صحيفة غربية أن قادة كل التنظيمات الإرهابية خريجو مدارس جوانتانامو والموساد والسي آي إيه وعلمتهم كيف يحرفون الكلم عن مواضعه ويفسرون تصرفاتهم الشريرة وفق ما قال الله وقال الرسول ليخدعوا بها البسطاء وأمدتهم بالسلاح والمرتزقة والتمويل الكافي الذي زاد من استقطاب الفقراء والمحتاجين لهم ثم بثوا بذور الفتنة المذهبية والطائفية بين فئات الشعب الواحد وشجعوا قيام الحروب الأهلية حتى تقضي الشعوب الإسلامية على نفسها بيدها فالسنة يضربون الشيعة والشيعة يضربون المسيحيين والمسيحيون يضربون الاثنين والمسلمون يضربون بعضهم البعض فيتم التخلص من كافة فئات المجتمع ومن قبلهم تفكيك الجيوش النظامية وتحويلها لميليشيات مسلحة مثلما حدث في العراق واليمن وليبيا وتعميم النموذج الأفغاني على كل دول المنطقة العربية.لو تم تنفيذ هذا المخطط الشرير لوقعت الدول العربية تلو الأخرى ولحصلت أوروبا على الغاز بسهولة ولانهارت روسيا وأقامت إسرائيل مشروعها القومي الذي تحلم به بإنشاء خط بري أو بحري بديل لقناة السويس بمعونة أميركية والذي سبق وتبخر بتأميم القناة سنة 1956 لذلك قامت وقتها بتوجيه ضربة عسكرية ضد مصر بمعاونة العدوان الثلاثي الذي فشل في إجبار جمال عبد الناصر على التراجع .. ثم هاهو يعيد التاريخ نفسه بحفر قناة السويس الثانية الذي تم الإعلان عنه ليغير من جديد مجرى التجارة العالمية ويضرب الحلم الإسرائيلي في مقتل.السؤال الذي يفرض نفسه .. إلى أين تسير الأمور وهل سينتهي بمواجهة عسكرية تكون بمثابة حرب عالمية ثالثة أطرافها روسيا وحلفاؤها من جهة وأمريكا والغرب وإسرائيل من جهة أخرى ؟.حتى الآن الحرب مخابراتية اقتصادية تكنولوجية وإذا كان هذا هو الشكل الجديد للحرب العالمية الثالثة فنتمنى أن يقف عند هذا الحد ولا يصل لحد المواجهة العسكرية على غرار الحربين العالميتين الأولى والثانية لأنه ساعتها سيحدث فناء للبشرية وليس لمنطقة الشرق الأوسط وحدها كونها ستكون نووية.ندعو الله أن يسود السلام العالم وأن تفيق الشعوب العربية وتعي المخططات التي تحاك لها في الظلام وتهدف إلى تفتيتها والاستيلاء على خيرات بلادها فلا تنجر وراء الدعوات الهدامة التي تبث الفتنة الطائفية والمذهبية بين أبنائها فقد كانت على مر التاريخ مثالا للتعايش السلمي ويجب أن تحافظ على هذا النموذج حتى تضمن بقاءها.. ولتعلم أن الثورات تمت بفعل فاعل وتهدف للقضاء عليها لذا عليها البحث عما يحقق لها الاستقرار والأمان.* * *انخفاض حوادث المرور مؤشر خير .. ولكنالإحصائيات الصادرة من المركز الوطني للإحصاء والمعلومات الخاصة بمعدلات الحوادث المرورية في السلطنة بالرغم من أنها تشير إلى انخفاض نسبة الحوادث بمقدار 26.3% عما شهدته البلاد عام 2013 وانخفاض أعداد الوفيات الناجمة عن تلك الحوادث بما نسبته 10.6% وأعداد الإصابات 61% إلا أن هذا الانخفاض لم يقض على القلق الذي يساورنا والحزن الذي يملأ قلوبنا من وجود مثل هذه الحوادث.سبب القلق والحزن أن تلك الإحصائيات أشارت إلى أن وتيرة الحوادث المرورية تقع بمعدل حادث مروري كل ساعة وأن 3 من كل ألف شخص من السكان يقعون ضحايا هذه الحوادث سواء كحالات وفيات أو إصابات وهذه بالتأكيد مازالت نسبة كبيرة مقارنة بعدد السكان كما أن معدل وقوع حادث كل ساعة يعني وجود عشرات الحوادث يوميا.لاشك أن انخفاض معدل حوادث المرور وبالتالي أعداد الوفيات والإصابات مؤشر خير ودليل على نجاح السياسة التي تتبعها الدولة للحد من حوادث المرور وأنها تسير في الاتجاه الصحيح ولكن يبدو أن هذه الجهود غير كافية وتحتاج لمزيد من التكثيف حتى تنتهي تماما هذه الظاهرة التي تؤرق بال المجتمع ككل.للأسف النسبة الأكبر من ضحايا الحوادث المرورية دائما ما تكون من فئة الشباب وهذا ما يجعلها مصدر إزعاج وقلق لأن الدولة تعول على الشباب مهمة النهوض وتحقيق التنمية المستدامة الشاملة فهم عماد الوطن وأساسه الذي يقوم عليه البناء وإذا كانت هذه القواعد بها جزء من خلل أو إعاقة كفقد أجزاء من الجسم أو وجود عاهات مستديمة فإنها تسبب إعاقة للدولة ككل كونها تبطيء من عجلة الإنتاج وتنشر الحزن بين أفراده.إننا مازلنا نحتاج إلى جهود مبتكرة لتعزيز مفهوم الثقافة المرورية في المجتمع ونشر الوعي بأهمية الالتزام بقواعد السلامة على الطريق واستخدام القيادة الآمنة .. فمعظم الحوادث تكون نتيجة عدم الالتزام بالسرعة المقررة أو اتباع اللوحات الإرشادية التي تملأ جانبي الطريق وهذا يعني أن ثقافة احترام القانون والأنظمة الصحيحة لاستخدام الطريق ليست موجودة وتحتاج لتفعيل قوي حتى نقضي على حوادث المرور.لابد أن تتكاتف جهود كافة شرائح المجتمع لتحقيق السلامة المرورية والبداية ينبغي أن تكون من النشء الذين يجب برمجة عقولهم وتنويرها على مفاهيم السلامة الحقيقية وتقديم القدوة الحسنة أمامهم منذ الصغر وغرس وتجذير مبادئ القيادة الصحيحة حتى نستطيع خلق جيل منضبط قادر على تحمل مسئولية التعامل مع الطريق.كذلك لابد من تنمية مهارات السائقين الفنية حتى يمكنهم تفادي أخطاءهم وأخطاء الآخرين وحثهم على احترام اللوحات الإرشادية والالتزام بقانون المرور وتجنب أي سلوك سلبي من الممكن أن يتسبب في وقوع حادث .. فالقيادة قبل أن تكون مهارة وفن فهي سلوك حضاري يجب الحفاظ عليه.لاشك أننا جميعا نفخر بريادة السلطنة في تقليل حوادث المرور في ظل ازدياد أعداد المركبات وتنوعها ولكننا نطمع أن يأتي اليوم ونراها رائدة في عدم وجود حوادث مرور بالمرة.ندعو الله أن تختفي الحوادث المرورية من طرقنا وشوارعنا وأن ينعم الجميع بالأمان والسلامة.* * *حروف جريئة* برنامج "افحص واطمئن" الذي أطلقته وزارة الصحة رغم أنه ساهم بشكل كبير في الكشف عن إصابة المرضى بالأمراض المزمنة كارتفاع ضغط الدم والسكري والقصور الكلوي إلا أنه مازالت هناك نسبة كبيرة من المواطنين لم يستغلوا البرنامج ويجهلون إصابتهم بهذه الأمراض لذلك ندعو وزارة الصحة لاتخاذ تدابير أكثر توعوية وإن وصلت لحد الإجبار كوضع الكشف الصحي شرطا للتقدم للحصول على خدمة ما حتى ننشر الوعي بخطورة هذه الأمراض بين المواطنين ونحافظ على صحة المجتمع.* العنصرية تجري في عروق الصهاينة مجرى الدم .. فجرائمهم لم تقتصر على المقدسات الإسلامية فقط بل شملت المسيحية أيضا حيث قام مستوطنون بحرق كنيسة رقاد السيدة مريم وكتابة شعارات مسيئة للسيد المسيح على جدرانها .. ألا يعد هذا العمل إرهابا من الدرجة الأولى.* التنظيم الإرهابي داعش يثبت مع الأيام أنه قمة الجهل والتخلف .. فتدمير الآثار والتماثيل التاريخية الآشورية بمتحف الموصل بمدينة نينوي بالعراق بدعوى أنها أصنام يجب تدميرها منتهى الجهل بقيمة التراث وأهميته التاريخية .. ألا يعلم هؤلاء الجهلة أن هذه التماثيل والآثار العظيمة موجودة قبل مبعث الرسول الكريم وبالرغم من ذلك لم يأمر بهدمها لا هو ولا الصحابة الكرام بل حثوا على الحفاظ على حصاد حضارة الأمم السابقة.* * *مسك الختامقال تعالى : "الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار". ناصر اليحمدي