لغة:(الألوك والمَألُكةوالمَأْلَكة) بمعنى الرسالة لأنها تُؤْلَك في الفم، من يلوك أو يَعْلُك أي يمضغ،والملائكة (جمع مَلأْك) ثم تُرِكت الهمزة فصارت ملَكاً.وفي العُرف هم: عالم عاقل مؤمن غير الثقلين، يعبدون الله حق العبادة، ولا يعصون الله ما أمرهم، وقادرون على فعل أمر الله لهموهم أجسام لطيفة نورانية قادرة على التشكل بأشكال مختلفة حسنة بقدرة الله سبحانه وتعالى.ومن خلال الترابط بين المعنين اللغوي والتعريفي، نجد أن الملائكة هم رسل الله إلى خلقه، وجنده يرسلهم في تدبير أمور الكون المتعلقة بالخلق والموكلة إليهم.أما الدليل النقلي على وجودهم، فقوله تعالى:(الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (فاطر ـ 1)، ومن الحديث الشريف: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) قَالَ:(إِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَرَتِّلْهُ تَرْتِيلاً وَلاَ تَغَنَّوْا بِهِ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تَسْمَعَ الْمَلاَئِكَةُ لِذِكْرِهِ)، وهناك الكثير من الآيات والأحاديث المتواترة الدالة على قطعية وجود الملائكة.والدليل العقلي على وجودهم هو:(1) أن العقل يجوِّز وجود الملائكة لأنهم من الخلق الممكن وجوده، (2) كما أن لكل أثر مؤثِّر، ومن آثار الملائكة الوحي وقبض أرواح الخلائق، وحفظ الإنسان من أذى الجن والشياطين، قال تعالى:(لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ)(الرعد ـ 11)، (3)لا يحق علينا إنكارهم بدعوى لا نراهم، فهم من عالم الغيب كالجن والروح، والكهرباء والمغناطيسية، والكهرومغناطيسية والجاذبية، وكالله سبحانه وتعالى، والعرش والكرسي والسماوات السبع والجنة والنار. علي بن سالم الرواحي كاتب عماني