كتب ـ عبدالله الجرداني:نظَّمت دائرة الهُوِيَّة الثقافية بوزارة الثقافة والرياضة والشباب في المركز الشبابي بجراند مول جلسة حوارية عن (الخنجر العُماني) تزامنًا مع إدراج الخنجر العُماني في قائمة التراث العالمي غير المادي باليونسكو.تحدثت في الجلسة مريم بنت ناصر الخربوشية مديرة دائرة الهُوِيَّة الثقافية بالندب، وتطرقت إلى المراحل التي تمَّ بها توثيق الخنجر العُماني في اليونسكو والجهات المعنية بذلك، موضحةً أنَّه يُعدُّ العنصر رقم (13) الذي سجَّلته سلطنة عُمان في قائمة اليونسكو، وقد أدرج الخنجر والمهارات الحرفية والممارسات الاجتماعية المرتبطة به في ملف منفرد؛ نظرًا لأهميته وفقًا للمعايير الفنية الدولية المعمول بها. وتضمَّن الملف العديد من الجوانب المتعلقة بالنطاقات الجغرافية لصناعته واستخداماته اليومية في اللباس، بالإضافة إلى اعتباره شعارًا وهُوِيَّة وطنية لسلطنة عُمان. كما تضمَّن الملف كيفية انتقال العنصر عبر الأجيال من خلال نقل المهارات والمعارف والالتزامات المترتبة بالتنمية المستدامة في خطط الصون التي تحرص اليونسكو على الأخذ بها في مختلف الجوانب التي يتمُّ العمل عليها في الأعمال المرتبطة بالعناصر الثقافية. وبيَّنت الجهود المتكاملة مع قِطاع الفنَّانين والشركات الإنتاجية والحرفيين.وحول أهمية توثيق الخنجر والعناصر الأخرى بقائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية أوضحت الخربوشية أن ذلك يأتي بهدف تأصيل الهُوِيَّة الثقافية الوطنية، وصون المعارف الثقافية المرتبطة بها وضمان استمراريتها للأجيال المتعاقبة، حيث تشرع وزارة الثقافة والرياضة والشباب في إعداد برامج تدريبية مستدامة لتعليم الشباب وتدريبهم على كيفية صناعة الخنجر العُماني، كما يأتي التوثيق ضِمْن التعاون الدولي في مجالات الهُوِيَّة الثقافية وصون التراث الثقافي غير المادي ولتعزيز التواصل والحوار الثقافي مع دول العالم، إلى جانب الترويج عن سلطنة عمان وإبراز دورها في خريطة الثقافة العالمية.ومن جانب الحرفيين تحدَّث الصايغ محمد بن عبدالله الفارسي عن رمزية الخنجر لدى الحِرفي دون بقية الأنواع الأخرى والمهارات المطلوبة للصنع والإتقان، وتطرَّق إلى أنواع الخنجر العُماني والتي منها (السعيدي) و(النزواني) و(الباطني) و(الصوري) و(الظفاري)، مشيرًا إلى ميزة كل صنف والاختلافات التي بينها، كما تحدَّث عن أجزاء الخنجر ومُكوِّناته وعرَّف الحضور بالنصل والمقبض والغمد والنقوشات والزخارف المتعددة والمعادن والمواد الخام المصنوعة منها ومراحل تطورها، وكذلك الانتقالات في توظيف الخنجر من اللبس إلى الهدايا والتذكارات وصنعة كل منها على حدة.وفي الجانب الفني والتوثيق البصري للخنجر العُماني عرض المصور هيثم بن خميس الفارسي عملًا وثائقيًّا عن الخنجر العُماني من إعداده، ثمَّ تحدَّث عن الميزة التنافسية المختلفة للأعمال البصرية في هذا المجال، موضحًا الصورة الذهنية والتجربة الواقعية لتوثيق الخنجر بصريًّا من ناحية المفردات والرموز والالتقاطات وأهمية التعميق في القصة المصوَّرة.