عمَّان ـ العُمانية: تشتغل التشكيلية الأردنية سمر حدادين على تطوير تجربتها وتقديمها ضمن قالب يتماشى مع المستجدات في مجال الفن وتقنياته وأساليبه ويحافظ في الوقت نفسه على بصمتها وخصوصيتها.
وتقترب أعمال حدادين التي بدأت ممارسة الرسم قبل ثلاثة عقود من المدرسة التعبيرية، حيث تعتمد على رسم المشهد وفقًا لما يثيره في وجدانها ومشاعرها، مع الحفاظ على البعد الواقعي المستمد من البيئة المحيطة بها، والواضح بأبعاده وأفكاره، فهي تعمد إلى تصوير الأشكال بخطوط عفوية وتشكيلات تقترب من روح الطفولة، وتكثيف الألوان ومحاكاة الطبيعة عبر تبديل عناصرها وتغيير أشكالها بهدف نقل التأثير الانفعالي الذي اختبرته خلال الرسم إلى المتلقي.
والمتابع لأعمال حدادين يمكنه الكشف عن حسٍّ فنيٍّ مرهف يظهر في التكوينات الشكلية التي تختارها الفنانة، وفي الموضوعات التي تعالجها وغالبيتها تستمده من الطبيعة ومن الهندسة المعمارية. لذا تعمد إلى الألوان الشرقية الحارة، وبخاصة في لوحاتها التي صورت بها البيئة المصرية ومزجت بين الطبيعة والتاريخ والتراث، حيث صورت النخيل الممتد في حقول الصعيد، والنساء في مجاميع بشرية تحتفي بالطبيعة والحياة، وفي خلفية اللوحات تظهر البيوت المتواضعة التي تعبّر عن تكيُّف الإنسان وتصالحه مع الطبيعة.
وغالبًا ما تقارب لوحات حدادين الحاصلة على درجة البكالوريوس في الآثار بين الطبيعة والمرأة سواء في بعدها الإنساني أو الأسطوري، حيث صورت النساء في إحدى لوحاتها وكأنهن حوريات بحر تحيط بهن المياه والأشجار والعصافير والأسماك، في وحدة كونية يجمعها معنى الخصب والعطاء.