- بينهم أربعة فنانين عمانيين لإسهاماتهم الفنية


كتب ـ خالد بن خليفة السيابي:
تصوير ـ سعيد البحري:

أقيم صباح امس حفل تكريم الفائزين بجوائز المجمع العربي للموسيقى التابع لجامعة الدول العربية، ضمن فعاليات المؤتمر العام للمجمع في دورته الـ27 الذي تستضيفه سلطنة عُمان ممثلة في وزارة الثقافة والرياضة والشباب بفندق كراون بلازا بمدينة العرفان.
رعى الحفل صاحب السمو السيد كامل بن فهد آل سعيد أمين عام في الأمانة العامة لمجلس الوزراء، بحضور أعضاء وممثلي الدول العربية بالمجمع العربي للموسيقى وعدد من المعنيين بالمجال الفني وشهد الحفل أيضا حضور عدد من الشعراء المتذوقين للطرب والموسيقى.
بدأ الحفل بكلمة لوزارة الثقافة والرياضة والشباب ألقاها راشد بن مسلم الهاشمي ممثل سلطنة عمان في المجمع العربي للموسيقى قال فيها : إنه لمن دواعي السرور والغبطة، بأن تستضيف سلطنة عمان أعمال المؤتمر العام للمجمع العربي للموسيقى في دورته السابعة والعشرين بمسقط ملتقين بهذا الجمع من المختصين والمهتمين في مجال الموسيقى والفنون الشعبية من كافة أقطار الوطن العربي، ولما تحمله هذه الاستضافة من قيمة ثقافية وفنية، مستشرفين مستقبلا محملا بكثير من التعاون وتبادل الخبرات بين المؤسسات والفنانين والباحثين والمختصين في سلطنة عمان وأقرانهم في الدول العربية الشقيقة.
وأضاف : إن التعاون الثقافي والفني مع الهيئات والمنظمات الدولية -كالمجمع العربي للموسيقى- بلا شك يعزز السعي نحو ترسيخ وتأكيد مكانة سلطنة عمان كوجهة ثقافية وبيئة جاذبة للصناعات الثقافية والفكرية والبحثية والإنتاجية في مجال الثقافة بصفة عامة وفي مجال الفنون الموسيقية بصفة خاصة، وتواكبا مع ما تشهده الساحة الفنية العمانية والإقليمية من زخم في المهرجانات والبرامج الفنية المختلفة، فإن وزارة الثقافة والرياضة والشباب، تخطو خطوات جادة نحو تحقيق تطلعات الفنانين العمانيين، والعاملين في المجال الفني، والتوجه نحو المستقبل وانتشار الموسيقى والفنون الشعبية العمانية وصناعها، محلياً وإقليمياً، بخطوات ثابتة ومتوازنة ومحددة الأهداف، وذلك من خلال تهيئة المناخ المحفز للإبداع وإشراك المؤسسات التي تعنى بالمجال الفني، وبوجود شخصيات لها مكانتها الفنية الكبير في الساحة العربية كضيوف أعزاء يتيح فرصة للفنانين العمانيين التواصل معهم والاستفادة من تجاربهم الفنية، وفرصة سانحة لتسليط الضوء على الموسيقى والفنون الشعبية العربية من الناحية العلمية والبحثية، فلذا فإن من أهم فعاليات هذا المؤتمر، هي الندوة العلمية التي جاءت تحت عنوان (الفنون الموسيقية الشعبية العربية ومخاطر اندثارها) محملة بأوراق بحثية تتناول العديد من الجوانب المهمة في موسيقانا العربية، سيقدمها عدد من المختصين والباحثين في مجال الفنون الموسيقية من داخل وخارج سلطنة عمان.
تلتها كلمة لمعالي الدكتورة إيناس عبد الدايم رئيسة المجمع العربي للموسيقى قالت فيها : ها هو المجمع العربي للموسيقى التابع لجامعة الدول العربية يعود من جديد إلى حضن سلطنة عُمان الدافئ، هذا الحضن الذي سبق أن استضاف في المرة الأولى بين 15 و18 ديسمبر 2014، اجتماع المجلس التنفيذي للمجمع في دورته الثالثة والعشرين، والملتقى الأول للمؤرخين الموسيقيين العرب الذي حمل العنوان (قراءة جديدة في تاريخ الموسيقى العربية). وقد جاءت الاستضافة الثانية بين 14 و17 ديسمبر 2015، لعقد ملتقى المؤرخين الموسيقيين العرب الثاني الذي حمل بدوره العنوان (تاريخ الموسيقى العربية في كتابات المؤرخين الأجانب).
وأضافت: إن التعاون القائم بين السلطنة والمجمع لهو تعاون تفاعلي صحي ونموذجي يعود بالفائدة للطرفين، ولكن الفائدة الكبرى هي لخير الموسيقى العربية وقضاياها، أكان ذلك على مستوى الحفاظ على رصيدها الغني وتنوعه، أم على استمرار بقائه حياً قي ذاكرة الأجيال القادمة لتنهل منه إبداعات جديدة ومتجددة من رحم هذه الموسيقى، وإن من شأن هذا التعاون أن يجسد الهدف الأساسي الذي كان من وراء إقدام جامعة الدول العربية على إنشاءِ المجمع العربي للموسيقى سنة 1971، وإلحاقه بأمانتها العامة بما يتيح له الاهتمام بتطوير التعليم الموسيقي وتعميمه، ونشر الثقافةِ الموسيقية الجادة، وجمع التراث الموسيقي العربي الثري بتنوعه والحفاظ عليه، والعناية بالبحوث والدراسات الموسيقية الرصينة، وبالتخطيط والنقد الواعيين، وبتعزيز المهن الموسيقية، وتصنيع الآلات الموسيقية، وإبداء الاستشارات في مجال الإعلام والاتصال.
وحول جوائز المجمع العربي للموسيقى حصد الفنان البحريني خالد الشيخ جائزة المجمع في فئة العمل الموسيقي لعام 2020م عن كامل أعماله ومؤلفاته في مجال الموسيقى العربية وتوج بجائزة فئة المؤسسات والفرق الموسيقية معهد الفنون الجميلة بالعراق عن خدماته المتميزة في مجال الموسيقى العربية، وذهبت جائزة أفضل دراسة دكتوراه تناولت بالبحث الموسيقى العربية وأنجزت خلال الفترة 2019-2021 فحصل عليها الدكتور نهيل سلوم من سوريا عن أطروحته الجامعية بعنوان «تعدد التصويت في المقامات غير المعدلة منذ بداية القرن العشرين: لبنان أنموذجًا»، والدكتورة نور بن حمادي من تونس عن أطروحتها الجامعية بالفرنسية بعنوان (الرهانات البيداغوجية والتعليمية لتلقين الغناء التقليدي الكلاسيكي في تنمية الحس المقامي لدى الطفل التونسي 3-11 سنة).
وشهد الحفل تكريم أربع شخصيات عمانية ساهمت في المجال الفني بفترة سابقة وهم : الشاعر الغنائي أحمد بن مسلم قطن (طارش قطن) والفنان جاسم بن عبدالله الشقصي ( شادي عمان) والملحن حمود بن محمد السناني (حمود الحرش) والفنان الراحل سالم بن علي سعيد (سفير الأغنية العمانية).
ومن ضمن فقرات الحفل فقرة موسيقية قدمها عازفون عمانيون وهم : العازف على آلة العود الموسيقي يوسف اللويهي والعازف على آلة العود الطفل ماهر العريمي والإيقاعي تركي الهادي وعزف انفرادي للموسيقي معتصم اليعقوبي على آلة الكلارنيت. ومن الفقرات أيضا عرض فيلم تعريفي قصير عن الفائزين بجوائز المجمع العربي والمكرمين العمانيين.
وفي نهاية الحفل قام صاحب السمو السيد كامل بن فهد آل سعيد أمين عام في الأمانة العامة لمجلس الوزراء راعي المناسبة بتسليم الفائزين جوائز المجمع العربي للموسيقى إضافة إلى تكريم الفنانين العمانيين.
وقدمت هدية تذكارية لراعي الحفل عبارة عن لوحة فنية للفنان التشكيلي سعيد العلوي وهدية أخرى قدمت للمجمع الموسيقى وهي عبارة عن عود لصانعه يوسف الأزكي وهاتان الهديتان نتاجات الجمعية العمانية للفنون التابعة لوزارة الثقافة والرياضة والشباب.
وضمن جدول أعمال المؤتمر العام أقيمت امس الثلاثاء الندوة العلمية ( الفنون الموسيقية الشعبية في البلاد العربية ومخاطر اندثارها «الجلسة الأولى»، وعلى مسرح وزارة التربية والتعليم أقيمت أمسية موسيقية.
وتستكمل اليوم الأربعاء ندوة (الفنون الموسيقية الشعبية في البلاد العربية ومخاطر اندثارها) الجلسات (الثانية) و(الثالثة) و(الرابعة والأخيرة). وتقدم أيضا مساء اليوم قراءة ومناقشة التقرير الختامي للمؤتمر العام.