- اتفاقية لإنشاء ركن خاص لعلوم وتقنيات الفضاء فـي متحف الطفل وحق انتفاع لمشروع منصة إطلاق الصواريخ العلمية الفضائية

- وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات: 10 فرص استثمارية فـي قطاع الفضاء سيتم طرحها العام الحالي والعمل جار لإطلاق القمر الصناعي العُماني للاتصالات ويتوقع إطلاقه فـي 2025م

كتب ـ عبدالله الشريقي:
تصوير ـ سعيد البحري:

ناقشت ندوة قطاع الفضاء العماني: “التوجهات المستقبلية والفرص الاستثمارية” التي نظمتها وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، واقع ومستقبل قطاع الفضاء في سلطنة عمان والفرص الاستثمارية في هذا المجال. وذلك سعيا لتطوير وتمكين قطاع الفضاء للمساهمة في التنمية الاجتماعية والعلمية والاقتصادية الشاملة.
هدفت الندوة إلى تعريف أصحاب العلاقة والمصلحة في قطاع الفضاء بالسياسة والبرنامج التنفيذي الذي أعدته الوزارة بالتعاون مع كل الشركاء بالقطاع لتحقيق أهداف برنامج الاقتصاد الرقمي ورؤية عمان 2040 وزيادة التوعية بأهمية قطاع الفضاء وتقنياته واستخداماتها لدى الجهات ذات العلاقة إلى جانب التعرف على الفرص الحالية والمستقبلية للتعاون والشراكات في هذا القطاع.
رعى افتتاح الندوة معالي الدكتور محمد بن ناصر الزعابي الأمين العام بوزارة الدفاع وبحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة والمسؤولين في القطاعين العام والخاص وعدد من المهتمين في القطاع وذلك بفندق كمبينسكي الموج مسقط.
وأوضح معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، أن الندوة جاءت للتعريف بالفرص الاستثمارية المتاحة في مجال الفضاء، وقام المركز الوطني للفضاء والتقنية المتقدمة والذكاء الاصطناعي بدراسة تتعلق بالبحث عن الفرص الاستثمارية في مجال الفضاء المتاحة دخل سلطنة عُمان.
وأضاف معاليه أن نتيجة الدراسة تفيد بأن 90 بالمائة من الفرص المتوفرة التي تسعى الوزارة لإيجادها خلال السنوات العشرين القادمة، ستكون في الشق السفلي من قطاع الفضاء مع بعض الفرص في الشق العلوي. مبينا بأن عدد الفرص الاستثمارية التي حددت في قطاع الفضاء تزيد عن 15 فرصة وسيتم طرح 10 فرص على الأقل هذا العام، مشيرا إلى أن العمل جار فيما يخص إطلاق القمر الصناعي العُماني للاتصالات، وتشير التقديرات الأخيرة إلى أنه سيتم الإطلاق في عام 2025.
من ناحيته ألقى سعادة الدكتور علي بن عامر الشيذاني وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للاتصالات وتقنية المعلومات كلمة قال فيها: إن إقامة هذه الندوة المتخصصة ستعزز لدى المؤسسات الأهمية التكاملية لتأطير المنظومة وتساند في توحيد الجهود من خلال تفعيل المشاريع والفرص الاستثمارية الحالية والمطروحة في السياسة والبرنامج التنفيذي للفضاء، كما ستعزز لدى المجتمع العماني أهمية هذا القطاع والوعي بالثقافة الفضائية وتوسيع شريحة المهتمين بهذا المجال، كذلك ستساهم بشكل فاعل في تحفيز الكفاءات الوطنية بالمشاركة في تطوير المنظومة بما يحقق أهداف برنامج الاقتصاد الرقمي. 
وأوضح سعادته أن المساهمة الاقتصادية التقديرية لخدمات وتطبيقات الفضاء في سلطنة عمان لعام 2021 لا تتجاوز 0.03% على أحسن تقدير، كما أن عدد العاملين في القطاع بشكل مباشر لا يتجاوز 150 موظفا في مختلف المستويات المهنية والإشرافية، مشيرا إلى أن الأعمال الأولية للسياسة أوضحت وجود عدد من الجهات الحكومية والخاصة تعمل بتفاني في مجالات مختلفة من خدمات الفضاء ولكن تنقصها الموائمة والتكامل في الجهود لتحقيق الأهداف الوطنية المشتركة. وأشار وكيل الاتصالات وتقنية المعلومات إلى أن الوزارة تبنت منهجية الموائمة والشراكة في إعداد هذه السياسة وبرنامجها التنفيذي؛ فشاركت كل الفاعلين في القطاع من أجل مواءمة الجهود وتعظيم نتائجها. حيث توصلت السياسة إلى وجود فرصا استثمارية واعدة لسلطنة عمان في مجال خدمات وتطبيقات الفضاء مستفيدة من عدة ممكنات واقعية منها الموقع الاستراتيجي لسلطنة عمان ومنها ما استثمرت فيها الحكومة خلال العقود المنصرمة مثل البنية الأساسية لقطاع الاتصالات والطلب المتنامي لمختلف الخدمات الفضائية.
وأكد سعادة الدكتور علي الشيذاني بأن الوزارة من خلال مختلف المبادرات المقترحة في السياسة وبالعمل مع الشركاء ستقود هذه الجهود لأن تكون السلطنة البوابة الإقليمية لتطبيقات الفضاء التي تدعم التنوع الاقتصادي وتكشف عن الفرص المستقبلية؛ حتى تكون للسلطنة مكانة في هذا القطاع، وأيضًا التعاون والتنافس مع دول العالم في هذه المجالات الهامة التي ستساهم في تمكين مختلف القطاعات عبر التقنيات والتطبيقات الفضائية الواسعة.
وعلى هامش الندوة وقعت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب والشركة العُمانية للغاز الطبيعي المُسال، على اتفاقية إنشاء ركن خاص لعلوم وتقنيات الفضاء في متحف الطفل. ويحاكي هذا الركن الواقع الافتراضي لمركبة فضائية؛ حيث يتكوّن من قمرين لمحاكاة رحلة فضائية علمية وتثقيفية باستخدام أحدث تقنيات الواقع الافتراضي متعدد الحواس، ويستهدف الركن فئة الأطفال والشباب من طلبة المدارس في سلطنة عُمان.
وتهدف الاتفاقية إلى تعزيز الشراكة المجتمعية الفاعلة، وتحقيق المصلحة العامة للمجتمع، ونشر ثقافة علوم وتقنيات الفضاء لدى الأجيال، وإيجاد بيئة خصبة لبرامج ومبادرات سياحية علمية في مجال علوم الفضاء، إضافة إلى تعزيز استخدام تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز في قطاع الفضاء. كما وقّعت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات مع وزارة الإسكان والتخطيط العمراني والشركة الوطنية للخدمات الفضائية، على عقد حق انتفاع مشروع منصة إطلاق الصواريخ العلمية الفضائية، الذي يهدف إلى بناء منصة إطلاق صواريخ فضائية علمية للهُواة والباحثين (أحجام صغيرة)، وتطوير بيئة علمية للعلماء والباحثين والمختصين؛ لتجربة ودراسة إطلاق الصواريخ، وتشجيع السياحة القطاعية المتخصصة، وجذب الهواة لهذه الأنشطة الفضائية. وأوضح هيثم بن أحمد المحرزي مدير مشروع مجمع الإطلاق الفضائي بالدقم، أنه سيتم البدء في المشروع بنهاية عام 2023، بولاية الدقم بمساحة تتجاوز 250 ألف متر مربع.