فن الإتيكيت الاجتماعي يعد من أهم مفردات فن الدبلوماسية؛ لكونه يُعبِّر عن الذوق الرفيع والسلوك المهذب للشخص.في مجتمعنا العربي بصورة عامة والعُماني بصورة خاصة، نقول بأن هذا الشخص ما شاء الله عنده إتيكيت أو بالعكس بأن هذا الشخص لا يملك أي مفردة من الإتيكيت، وهنا السؤال الذي يطرح نفسه: ما القياسات التي نحكم بها على هذا الشخص؟ وهل هناك مدارس متخصصة بفن الإتيكيت الاجتماعي؟ وهل فن الإتيكيت الاجتماعي يزيد من إنتاجية الشخص في عمله اليومي، سواء الحكومي أو الخاص؟ وهل هذا الفن يزيد من كاريزما الشخص؟كل هذه الأسئلة تكون بجعبة فن الإتيكيت الاجتماعي الذي يعد العنصر الجوهري والأساسي بفن الدبلوماسية؛ لكون يعكس كاريزما الشخص من خلال تربيته، ثقافته، خبرته المهنية، وتاريخه المشرف في الحياة، بالإضافة إلى المستوى الأكاديمي المطلوب في الحياة اليومية.يعرّف فن الإتيكيت الاجتماعي بأنه: هو القواعد المرتبطة بالسلوك والتصرف والتعامل الراقي والذوق الرفيع والسلوك الحَسن في كل مجالات الحياة الاجتماعية والرسمية، سواء في الشارع، والبيت، والعمل، والتركيز والعمل بمفردات هذا الفن واستخدامه بصورة صحيحة سوف يسعدنا في المقام الأول؛ لأنه يشعرنا بحب الناس واحترامهم وتقديرهم لنا، ويشعرهم بمتعة التعامل معنا. والإتيكيت الاجتماعي هو خلاصة ودمج بعض من نظريات (علم الاجتماع، علم النفس، فن الدبلوماسية) حيث يركز على أسلوب التعامل مع الناس بعضهم مع البعض سواء داخل العائلة الواحدة، أو أصدقاء أو زملاء العمل، أو غرباء الصدفة وعكس السوك الحَسن والذوق الرفيع بالتعامل مع الناس سوف يؤدي إلى النفور والضجر والتعامل السيء.فن الإتيكيت الاجتماعي في عمالنا العربي والإسلامي يعد من ضروريات الحياة؛ لأنه يستند إلى التربية الإسلامية الخالصة بعيدًا عن التعصب والتخندق في أفكار بعيدة عن الحياة العصرية السليمة التي قد تدفع بالشخص إلى طرق غير متعارف عليها بمجتمعنا العربي والإسلامي.أهم فروع فن الإتيكيت الاجتماعي هو: إتيكيت الجلوس ـ إتيكيت المشي، إتيكيت مستوى نبرة الصوت، إتيكيت فن إدارة الحديث وفن الإنصات، إتيكيت المجاملة والمصافحة والتعارف، إتيكيت الاعتذار والنقد والنقد الذاتي، الأسبقية في استقبال الضيوف، إتيكيت حضور دعوات الغداء والعشاء وحفلات الشاي، إتيكيت الحياة الزوجية، إتيكيت التعامل مع كبار الشخصيات، إتيكيت لغة الجسد في المناسبات الاجتماعية والرسمية، إتيكيت زيارة المريض، إتيكيت السفر والتسوق، إتيكيت الأماكن العامة والجلوس في (الكافيهات) أو المقاهي، وأخيرا والتي سوف نتطرق إليها اليوم هو إتيكيت استخدام الهاتف.إتيكيت استخدام الهاتف: لقد صنع الهاتف النقال لخدمة البشرية والإنسان، وعليه استخدامه بالطريقة النموذجية التي صنع من أجلها، ولكن مع كل الأسف، نرى العكس وخصوصًا وقوع الهاتف بيد مراهقين حيث ضاع الأبيض والأسود بين أفكارهم، فبدلًا من أن يستخدموا لأغراض دعم مهاراتهم وثقافتهم، نجد القليل منهم قد خرجوا على طريق الصواب، وبالتالي فإن الأهل والوالدين يتحملون المسؤولية الأولى بذلك.وعليه تجنَّب ما يلي: عدم استخدام الهاتف عند زيارة المريض أو في المستشفيات أو المراكز الصحية، تجنَّب استخدام الهاتف في الاجتماعات الرسمية، تجنَّب استخدام الهاتف في الأماكن العامة بصوت مرتفع، عدم استخدام الهاتف في صالات السينما أو المسرح او قاعات الدارسة، عدم استخدام الهاتف في الدوائر الرسمية السيادية مثل المنافذ الحدودية والعسكرية والأمنية وكذلك السفارات، تجنَّب استخدام كاميرا الهاتف في الحفلات الخاصة دون موافقة صاحب الشأن، تجنَّب الصوت العالي أثناء المكالمات الهاتفية في المقاهي والأماكن العامة، تجنَّب الشجار والانفعال بالهاتف، عدم استخدام الهاتف في أوقات راحة الطرف الآخر، مراعاة فرق الوقت بين الدول واختيار الوقت المناسب للاتصال، تجنَّب الإطالة بالمكالمات الهاتفية، عدم استخدام الهاتف في المساجد والجلسات الدينية، تجنَّب استخدام الهاتف في المؤتمرات والأنشطة والفعاليات الرسمية، أفضل أوقات الاتصال بين الساعة 9 صباحًا حتى الساعة 1 ظهرًا وبين الساعة 5 عصرًا حتى الساعة 9 ليلًا.تجنَّب إعطاء هاتفك الشخصي لأي شخص كان، الاستئذان من الأصدقاء إذا كنت جالسًا معهم لغرض إجراء مكالمة أو ردٍّ على المكالمة، تجنَّب لغة الجسد المبالغ فيها أثناء المكالمات، عدم استخدام الهاتف أثناء قيادة السيارة، عدم استخدام الهاتف في أوقات الراحة ليلًا مع الأهل والعائلة، وعدم إجراء أي مكالمة بعد الساعة 10 ليلًا إلا للحالات الطارئة جدًّا، عدم إدخال الهاتف إلى غرفة النوم؛ لأن حسب الدراسات الطبية الأخيرة؛ لأنها قد تسبب ارتفاع ضغط الدم من رنة الهاتف الليلي أو جلطة دماغية، لا تترك هاتفك على الكراسي في الأماكن العامة أو المطاعم أو المقاهي وأنت ذاهب إلى الحمامات، إذا كان الاتصال طارئًا فعليك أن تبدأ بالحديث بالأمر الطارئ دون الخوض بالتفاصيل الجانبية، إذا تتصل بالشخص لأول مرة عليك أن تبدأ بالتحية والسلام وبنبرة صوت هادئة، ثم التعريف باسمك الكامل ووظيفتك، ثم تترك فرصة للمقابل للرد عليك، يستحسن أن تستخدم الألقاب بكل احترام وتقدير (معاليك، سعادتك، سماحتك، دكتور، سيادة العقيد.. وغيرها من الألقاب والوظائف)، تجنَّب استخدام الهاتف إن كان مزاجك غير جيِّد للحديث، وهناك مفردات وسلوكيات أخرى وخاصة للنساء نتطرق إليها في مقالات قادمة إن شاء الله.وفي الختام، إن الهاتف النقال وُجِد لخدمة البشرية والإنسان وليس لنشر الإشاعات والتعرض وإهانة سمعة الناس والتشهير بينهم وابتزازهم، والنفاق والقائل والقيل؛ لأنه سوف يدخل في باب النفاق والنميمة والله المستعان. د. سعدون بن حسين الحمدانيدبلوماسي سابق وأكاديمي