الدوحة ـ أ.ف.ب: بالنسبة للملايين من عشاقه، انتهى الجدل الذي كان يحيط بالنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي كأعظم لاعب كرة قدم في التاريخ، وذلك غداة فوزه بمونديال قطر على حساب فرنسا، حاملة اللقب، بركلات الترجيح 4-2 بعد تعادلهما 3-3 في الوقتين الأصلي والإضافي أمس الأول. لطالما عاب سجل “البرغوث” الصغير المثقل بالانتصارات عدم فوزه بالكأس الذهبية، لتشكِّل هذه العقبة مادة جدل دسمة عندما تدق ساعة ذكر عظماء كرة القدم، ما كان يحول دون تدوين اسمه أمام مواطنه الراحل دييجو أرماندو مارادونا والأسطورة البرازيلي بيليه. غير أن فوز “راقصي التانجو” على منتخب “الديوك” على ملعب لوسيل في العاصمة القطرية الدوحة، أقفل نهائيًّا بوجه المشككين ملف القضية ضد “المايسترو” البالغ 35 عامًا. في مسيرة متألقة امتدت 17 عامًا، فاز ميسي بـ37 لقبًا مع برشلونة الإسباني وباريس سان جرمان الفرنسي، إضافة إلى تتويجه بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم سبع مرات، وإحرازه جائزة الحذاء الذهبي لأفضل هداف في أوروبا ست مرات. وبين هذه الفصول الزاخرة بالألقاب، أحرز ميسي بقميص منتخب بلاده لقب مسابقة كوبا أميركا وتوَّج عنقه بميدالية ذهبية أولمبية، إضافة إلى قائمة من الأرقام القياسية على الصعيد التهديفي والإحصاءات المذهلة التي من الصعب تحطيمها في القريب العاجل. سدَّ الأرجنتيني الفجوة الوحيدة المتبقية في سيرته الذاتية بالفوز بكأس العالم، في أمسية ساحرة استمرت لـ120 دقيقة مجنونة في استاد لوسيل. وفي آخر ظهور له في نهائيات كأس العالم، حطَّم ميسي العديد من الأرقام القياسية، منها مشاركته في مباراته الـ26 في المونديال، فيما سجل هدفين من ثلاثية فريقه في تعادل مثير 3-3، قبل الاحتكام إلى سيناريو الركلات الترجيحية الذي ابتسم للأرجنتين.
وحتَّى ثلاثية أفضل هدَّاف في مونديال قطر برصيد 8 أهداف الفرنسي كيليان مبابي للـ”زرق” لم تتمكن من إقلاق راحة ميسي المتواعد مع القدر في أمسية بدت أنها مخططة مسبقًا للـ”برغوث” الصغير.