بتحية الإسلام أبدأ صباحاتي التي أشتاق لها (هنا) وتشرق معها روحي من جديد.. فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيها الأحبة.. السلام عليكم حينما طال الغياب لنعود مثقلين بحنين العودة لـمنبر (الوطن) وساحتي المسؤولية المهنية والاجتماعية. السلام عليكم حينما نشتاق للكلمة وأثرها.. نشتاق للمهنة وشغفها.. نشتاق لأنفسنا ولأحاديث كل صباح مع تفاصيل هذا الوطن وإنجازاته والانغماس في شؤونه ويومياته.. لذلك السلام عليكم مع بداية نوفمبر المجيد..
هذا الشهر الذي يبقى يرسم البسمة في قلوب شعب أعزَّ الرجال وأنقاهم، ويستمد قوته من فكرهِ، وصوته الذي لا يزال يسري صداه بكلماته، ومكتسبات عهده ومسيرته الحافلة التي ما زال غراسها يثمر بالخير والعطاء..(غفر الله) لباني عمان السلطان “قابوس بن سعيد”، وأطال الله في عمر حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ الذي معه عمان تستكمل مسيرتها بحب وولاء، وتشهد مرحلة جديدة من التطور والنماء، لتستمر وثابة بشغف الرجال المخلصين في عهده السعيد.. السلام عليكم من نوفمبر المجيد.. الذي (معه) يصبح الحديث مترعًا بالمسؤولية، وحينما يكون (فيه) يصبح مترفًا بالعاطفة، وعندما يكون (عنه) يصبح مفعمًا بالفكر ولغة المواطنة..
السلام عليكم من نوفمبر المجيد.. شهر الاحتفاء بالعُماني والإنجازات، وحصاد مختلف القطاعات والمؤسسات التي تتنافس في إعلان مؤشراتها وإعلان معلوماتها وأرقامها التنموية..
شهر البر بالنهضة، واستذكار التاريخ والتواصل الروحي بين الماضي والحاضر، وتجسير قيم التطور والازدهار ومواصلة بناء وتمكين العماني. السلام عليكم من نوفمبر المجيد..
الذي معه تعلو الهمم ليكشف المبدعون عن إبداعاتهم والمتميزون عن مبادراتهم، ويحتفي الصغير والكبير، وتزدان الشوارع بالأعلام والزينة، وتتوشح الطفولة بالفرح، وتتعالى أهازيج الرجال، لترتفع سيوف العازي بالفخر والاعتزاز، وتتناغم مع فنون الشجاعة التي تمتلئ بالإيقاعات الحماسية وسرديات صناعة الأوطان.
السلام عليكم من نوفمبر المجيد.. الذي يتجاوز بمظاهره لغة الاحتفالات وتنظيم الفعاليات وتبادل التهاني والتبريكات، ويرتقي بفكره لصناعة المسؤولية الاجتماعية الوطنية، وتثمين مقدرات الشعوب والأوطان، مهما تباينت الطموحات واختلفت الآراء، واشتدت التحديات الاجتماعية والاقتصادية والتنموية، وضجت الحياة بقلق المعيشة وضغوطاتها وملفاتها، إلا أنها تبقى متحدة ومتقدة بطموحاتها، بارّة بمنجزاتها عظيمة بأخلاقها.
السلام عليكم من نوفمبر المجيد.. الذي يأتي كعادته يزف الأفراح والبشارات، ويلقي السلام على قلوب شعب عمان العزيز، والعالم الذي ينتظر رسالته ومضامينه، ومكرماته السخية التي تشمل الإنسان والأرض، حينما يبقى نوفمبر المجيد شهر العطاءات المتبادلة بالحب بين القائد والشعب.. فأهلًا نوفمبر المجيد ما زلت مصدر السعادة وباعثًا للفرح، وما زال شَعب عُمان الوفي، وفيًّا ومخلصًا لأرضه وسلطانه.


* جميلة بنت علي الجهورية
[email protected]