إن تحوُّل مدينة (تل أبيب) إلى وكر للفساد، وتجارة الرقيق الأبيض، وتبييض الملفات، وحتى الفوضى السياسية التي تعيشها «إسرائيل«، في هذا الوقت بالذات، يشي بأن «إسرائيل»، ليست على ما يرام، بالنسبة للوضع الداخلي والوضع المجتمعي الأهلي المحلي.. من المفارقات العجيبة، أن الولايات المتحدة الأميركية، ومدينة نيويورك على وجه التحديد، تُعدان وكرًا عالميًّا من أوكار تجارة الرقيق الأبيض وتسويقه، إضافة لتبييض الأموال. في عمليات باتت مكشوفة منذ سنواتٍ طويلة، ومركزها تلك المدينة الأميركية، التي تغزوها حالات “إسرائيلية”، من حيتان الفساد وجارة “النخاسة” أو ما يُعرف بتجارة الرقيق الأبيض.والمضحك والمؤلم في الوقت نفسه، أن هناك من يهود الولايات المتحدة، ممن وجدوا أنفسهم في تلك الصنعة والمهنة التي تدر عليهم أرباحًا وأموالًا طائلة غير آبهين بما تسببه من كوارث على المستوى الإنساني، ومن مساس بالإنسان ذاته وحياته وكرامته. فكم من مرة وقعت اشتباكات بين مُختلف تلك التشكيلات العصابية (المافاوية)، التي تُسمى بــ(المافيات)، ومن شخصياتها المدعو (اوسكبار) في أميركا اللاتينية، التي يتنقل إليها عادة، وباستمرار، بين مدينة نيويورك، وفلسطين المحتلة، وتحديدًا إلى مدينة (تل أبيب) أكثر من غيرها.إن تحوُّل مدينة (تل أبيب) إلى وكر للفساد، وتجارة الرقيق الأبيض، وتبييض الملفات، وحتى الفوضى السياسية التي تعيشها “إسرائيل”، في هذا الوقت بالذات، يشي بأن “إسرائيل”، ليست على ما يرام، بالنسبة للوضع الداخلي والوضع المجتمعي الأهلي المحلي، بل تعيش أزمات، “خانقة”، ربما تنفجر في المجتمع، خصوصا وأن أطراف المعارضة، وائتلافها الحكومي، قلقة بدورها أيضا من الوضع الداخلي.إن مدينة (تل أبيب) وما تُمثله في هذه الفترات بالذات في “إسرائيل” في ظل الصراع السياسي الداخلي في “إسرائيل” بين قطبي المعادلة، يعطيها أبعادًا قد تكون “مرعبة” نتيجة وضع “إسرائيل” الداخلي، والصراع بين القطبين الرئيسيين.قطب الحكومة برئاسة (نفتالي بينيت + يائير لبيد) صاحب التجربة المتواضعة، والهزيلة في الأداء السياسي. وقطب المعارضة برئاسة بنيامين نتنياهو رئيس حزب الليكود الخبير والضليع في السياسات “الإسرائيلية”، والقابع خلال أكثر أوقاته في (تل أبيب)، ومن خلف الكواليس يقود الفساد والرشاوي، وتجارة الرقيق الأبيض، وتبييض الأموال، التي لا تتوقف كما تُشير المعطيات.وفي حقيقة الأمر، إن الواقع السياسي في دولة الاحتلال، يقول، ويشي، بأن الوضع الداخلي، يمكن تلخيصه كما يلي، وفق المتوافر من المعطيات المتسربة تباعًا عبر وسائل الإعلام “الإسرائيلية”:أولًا: حالة من الاحتدام العالي، التي قد تتصاعد أكثر فأكثر، في صراعٍ سياسي مكشوف، لن يتوقف بين أقطاب الحالة الحزبية “الإسرائيلية” بعناوينها المختلفة، حتى لو كانت نتيجته صعبة على الوزارة الائتلافية الحكومية (نفتالي بينيت + يائير لبيد). في وزارة قد تكون مُفلسة على الغالب لولا الدعم الأميركي، وواقعة تحت مشاكل (تبييض الأموال + عصابات المافيات بمدينة تل أبيب وأحيائها التي باتت فقيرة)، تلك الأحياء التي تُلخِّص أزمات مجتمعية في “إسرائيل” وتضعها على شفا حافة الانفجار المجتمعي الذي قد لا يذر ولا يبني حالة اندلاعه.ثانيًا: عدم اتزان المعارضة في أدائها، خصوصًا وأن الأمور بدأت تتفاعل مع عودة انتشار (كورونا)، بل “رعونتها” (قصد رعونة تلك المعارضة)، مع اندلاق شهية بنيامين نتنياهو وحزبه، حزب الليكود، من أجل الخلاص من الملفات الملقاة على أكتافه، وهي ملفات الفساد، وتبييض الأموال، بل وتجارة الرقيق الأبيض التي يبدو بأنها رائجة في مدينة (تل أبيب) ولا تتوقف. وقد وصلت الأمور أن طالبت سارة نتنياهو من الشاهدة المركزية في قضية المنافع الشخصية (الملف 1000)، هداس كلاين، مساعدة رجلي الأعمال “الإسرائيلي” أرنون ميلتشين، والأسترالي جيمس باكر. بشراء كميات كبيرة من السيجار الفاخر لرئيس الحكومة في حينه، بنيامين نتنياهو، والشمبانيا الثمينة. وتتهم النيابة العامة نتنياهو بأنه سعى إلى تمديد تأشيرة دخول (ميلتشين) إلى الولايات المتحدة، حيث يعمل في صناعة الأفلام في هوليوود، ولذلك ثمة أهمية بالغة للتأشيرة. لذلك فإن (زوجة نتنياهو) كانت قد طلبت من (ميلتشين) كما تقول المعطيات المتوافرة، بإهدائها خاتمًا وقلادة ثمنهما 2000 دولار، وتلك فضيحة ما بعدها فضيحة في “إسرائيل” في ظل الفساد المُتخم ووجود مافيات مدينة تل أبيب.في هذا السياق، من خشية صنَّاع القرار في “إسرائيل” من الانفجار المجتمعي فقد تم تسجيل انتشار جديد لوباء (كورونا) في “إسرائيل” نتيجة الواقع القائم، وتلك الحالة من انتشار (كورونا) التي يُمكن لها أن تهب من جديد، وأن تحمل معها عقابيل تلك “الجائحة” وما تؤدي إليه من نتائج، مع ارتفاع منسوب عودة انتشارها من جديد. وقد سجلت “إسرائيل” حالة متحوّرة قبل فترة قصيرة، لمتحور جديد لفيروس كورونا. وقد سجلت منذ بدء انتشار الفيروس في فبراير/شباط 2020 أكثر من ثلاثة ملايين و700 ألف إصابة بالفيروس. وهو رقم كبير بكل الحالات، في كيان (دولة) عدد سكانها متواضع من حيث التعداد العام، وقياسًا لدول العالم.وعلى ضوء تجدُّد تسجيل أعداد الإصابات المرتفعة وازديادها، أعلن مكتب “رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت” عزمه على عقد اجتماع مع مسؤولين في وزارة الصحة. وكانت “إسرائيل”، قد أوقفت الشهر الماضي (حزيران 2022) التعامل بجواز التطعيم الصحي أو “الشارة الخضراء”، وأعادت منذ مطلع الشهر الجاري (حزيران 2022) فتح الطريق أمام غير المُطعمين في خطوة أثارت ندم المعنيين في وزارة صحة الاحتلال على المس بإيقاف حالة التطعيم.وخلاصة القول، نحن أمام واقع جديد، ومستجد في “إسرائيل” ومترابط بحدود نسبية، وليست عالية، أو على الأقل “موالف وبشكلٍ مؤقت” للواقع القائم، ويضع المجتمع المحلي أمام مخاطر جمة، تُثير الرُعب في دولة الاحتلال، حتى بين عرب الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948. مع أن أندية القمار (كنادي اليهودي الأميركي، أرفين موسكوفيتش)، والتي يقودها يهود الولايات المتحدة، نشطة وفعالة من مدينة نيويورك إلى (مدينة تل أبيب). التي تنتشر بأزقتها، مجموعات وعصابات تحمل أسماء مُختلفة، من يهود الفلاشا الإثيوبيين الأصل وغيرهم، والذين يعملون بمجالات “دنيئة” ومتواضعة، لها علاقة بتجارة “النخاسة” أو ما يعرف بتجارة الــ(الرقيق الأبيض...!). علي بدوانكاتب فلسطينيعضو اتحاد الكتاب العربدمشق ـ اليرموك[email protected]