مسقط ـ (الوطن) :
نظمت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ممثلة بمركز عُمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية «موارد» وبدعم من شركة «SGS» فعالية المقهى العلمي الشهري والتي تم تخصيصها بعنوان «النظرة الإيجابية لتحنيط الحيوانات»، بمشاركة عدد من الباحثين والأكاديميين والطلاب والمهتمين بمجال الموارد الوراثية الحيوانية والنباتية.
وتطرقت الجلسة العلمية إلى عدد من المحاور المتصلة بصميم الموضوع منها أهمية التحنيط باعتباره أحد أقدم الفنون التي عرفتها البشرية ودوره المهم في الحفاظ على الحياة البرية وحماية الإرث الطبيعي الثمين بالإضافة إلى أهميته في مجال التدريس والبحث العلمي ومساعدة الأجيال على الارتباط والتعرف على مكونات الطبيعة.
كما تطرقت الجلسة إلى موضوع مستقبل التحنيط في سلطنة عُمان والأهمية الاقتصادية للتحنيط، كما تم استعراض تجربة متحف التاريخ الطبيعي في مجال التحنيط عبر استضافة حنان بنت منصور النبهانية رئيسة قسم إدارة المقتنيات بالمتحف، موضحة بأن التحنيط في سلطنة عُمان بدأ في 1982م، فعند تأسيس المتحف تم تحنيط (200) حيوان من البيئة العمانية بعدها تم تحنيط (17) نوعا من الطيور والزواحف والثدييات، مشيرة إلى أن عملية التحنيط وحفظها يحتاج إلى جهود متواصلة ومتابعة مستمرة حيث يتم حفظها في درجة حرارة معينة ونسبة رطوبة لا تتعدى (50-55%) كما يتم عمل المتابعة الشهرية المستمرة للحيوانات المحفوظة في المحاليل المخبرية ومراقبتها خوفا من التلف والأخطار وغيرها.
من جانبه قال خبير التحنيط إبراهيم العمران: إن التحنيط هو فن حفظ الحيوانات وإظهارها كما لو كانت حية، وهي مهمة ليست بالسهلة وتحتاج إلى جهد كبير للوصول إلى الصور النهائية ولا مجال للخطأ، وطرق التحنيط مختلفة، منها: الطريقة التقليدية، وهي تعتمد على الملح أما الطريقة الحديثة فتعتمد على قوالب من الفوم والفايبر والفورمالين والبوركس، ويعتبر الفورمالين أفضل هذه المواد، موضحا بأن عملية التحنيط تمر بعدة مراحل تبدأ بتنظيف وإزالة الاحشاء الداخلية وتعويضها باستخدام القطن أو الفوم بعدها تأتي مرحلة التجميل وخياطة الجلد وحقنه بمادة الفورمالين وتجفيفه، وهنا تظهر براعة المحنط من خلال عدم قدرة المشاهد على تمييز الحيوان المحنط من غير المحنط.
الجدير بالذكر إن جلسة المقهى العلمي بعنوان النظرة الإيجابية لتحنيط الحيوانات تناول عملية تحنيط الحيوانات من منظور جديد في محاولة لفهم دور التحنيط في حماية وتوثيق الموارد الوراثية الحيوانية، واستعراض تاريخه ودوره في الحفاظ على البيئة وتوضيح الأساليب، والأدوات، والمهارات والمعرفة التي يستوجب على ممارسي علم تحنيط الحيوانات الحديث معرفتها.