عادل سعدلماذا يُعطى المزيد من الاهتمام إلى الصناعات التحويلية في الخطط الاقتصادية التنموية ذات البُعد التوسعي ضمن مجاليه، الأفقي والنوعي.لا شك أن لذلك الاهتمام إطاره الرحب تأسيسًا على المعايير التشغيلية من حيث الاستيعاب الميداني والمخرجات أيضًا إذا أخذنا بحقيقة التنوع الذي يحكمها، ومقدار الأهمية التي توفرها على صعيد التنميتين الاثنتين، التنمية الاعتيادية المستدامة، والتنمية البشرية بخصوصيتها المنصبَّة على تنمية القدرات الذاتية للعاملين فيها وتلبية الحاجات الحياتية للمواطنين ورعاية حقوقهم، ولذلك حين يُعطى للصناعات التحويلية المزيد من أسبقيات التأهل في سلطنة عمان فإن هذا السياق المعتمد يتماشى مع اعتبارات النمو الاقتصادي المتوازن، ويصب أصلًا لصالح رؤية عُمان 2040.لقد أشارت هذه الصحيفة الغراء (الوطن) إلى ذلك في الأيام القليلة الماضية عندما سلطت الضوء على ثلاثة مرتكزات مختصة بالصناعات التحويلية في إطار مداولات يراد بها تعميق الوعي اللوجستي لتطوير هذه الصناعات وإدامة رفدها بنتائج مناسبة من العمل المتواصل وقياس حجم التطور الذي يحكمها.لقد أُشير إلى مختبرات، تعلق أولها بالطاقة وتأثيراتها التشغيلية الميدانية، وتم تشغيله في شهر مارس ـ آذار الماضي، بينما انطلق المختبر الثاني يوم الأحد الفائت بشأن الاستثمار، أولوياته، تمويلاته، إتاحاته، ومقدار تغطيته لكل جوانب العمل الصناعي التحولي مع تكريس جانبٍ للابتكار الذي أرى فيه صندوقًا للتخصيصات الفكرية المرتبطة بتطوير وتحسين الإنتاج، ووضعه على مقياس الجودة نوعيًّا وتسويقيًّا، وإذا كانت الطاقة محكومة بتوفير القدرة على التشغيل الآلي، والاستثمار مرتبطًا بالقدرة على استجلاب رؤوس أموال وضمان تدفقها وصيانة موجوداتها وتعظيمها فإن للابتكارات بعدها المتساوق مع ضرورتيهما، بل ويحتفظ بأرجحية لوجستية لا يمكن التقليل من شأنها.الابتكار يعني تكوين مجال لتجديد الإبداع من أجل تطوير الإنتاج، والبحث عن توظيفات ميسرة ولن يتم ذلك إلا باعتماد سلسلة من الخطوات اللازمة في مقدمتها الانفتاح على آخر المبتكرات العلمية في العالم ضمن هذا الميدان الصناعي، ومعرفة مدى تطابق الإنتاج العماني معها وكيفية الأخذ بها في إطار شراكات استثمارية.كما لا تغذية للابتكارات إذا لم يؤخذ بما يبديه العاملون من آراء، أو مقترحات لتطوير الأداء، وقد ثبت ميدانيًّا أن اليابانيين يهتمون بهذا النوع من الملاحظات وينظمون دوريًّا استمارات استطلاع تخصص للتطوير من خلال معرفة آراء العاملين الميدانيين، وإذا كانت اليابان ما زالت تحتفظ بصدارة قائمة البلدان الأكثر تقدمًا في الابتكار فلأنها تهتم بالأفكار المستمدة من واقع العمل الميداني والاستشاري، ومن المحفزات الأخرى لتنشيط الابتكارات وضع حوافز تشجيعية دعمًا للمقترحات التي من شأنها رسم آفاقٍ جديدةٍ للعمليات الإنتاجية، وإجراء مسوح ميدانية عن مديات الخدمة التي تؤديها الصناعات التحويلية وتوسع مساهماتها لتلبية الحاجة على أساس تكوين فوائض قيمة تحقق المزيد من تيسير الأعمال، في سياق آخر، الابتكار يعني تحريك المياه الراكدة إذا دخلت العملية الإنتاجية تحت ضغوط تقليدية وإيقاعات عمل رتيبة، وكذلك لتكوين فوائض قيمة لتحقيق المزيد من السيطرة على الإنتاج والمراهنة على مضمار التنافس في عالم تحكمه أولويات التقدم، الوضع الذي جعل من الملكية الفكرية وخصوصًا في مضمار براءات الاختراع خطوط حمر يخضع التجاوز عليها للمحاسبة القضائية.بخلاصة، إن توفير الأرجحية للابتكارات في الصناعات التحويلية في سلطنة عمان لا يمكن أن يتحقق إلا من موقع اعتبارها مسؤولية نهوض وطنية ينبغي أن تشارك فيها كل الفعاليات الاقتصادية والعلمية مع اعتماد ربط وثيق بين المؤسسات العلمية والمؤسسات الصناعية في إطار منهج تطبيقي يخضع للمتابعة والتجديد وقياسات الجودة.