د . أحمد بن علي المعشني:
كانت تلك المرة الأولى التي ألتقي فيها مع محمد ناجي اليمني الأصل الإماراتي الجنسية، جمعنا برنامج تدريبي مع المغفور له بإذن الله الدكتور ابراهيم الفقي خبير التنمية البشرية في عام 2004 بدبي، مع عدد من المتدربين المشاركين في برنامج الممارس المعتمد في البرمجة اللغوية العصبية NLP. جمعتنا جلسة التطبيقات، كان على كل منا أن يؤدي دور المدارس بينما يقوم الآخر بدور المستفيد، فتحنا دليل التدريب الحافل بالكثير من المباديء والتطبيقات، كان محمد أكثر خبرة ودراية مني بهذا المنهج، فهو من عشاق التنمية البشرية. كان في العقد السابع من العمر، ويعمل مهندس بترول في أبوظبي، لكنه كان مهتما جدا بعلوم العقل وعلوم الطاقة الحيوية وكان متقنا لكثير من الأدوات والتطبيقات في مجال البرمجة اللغوية العصبية و خاصة العلاج بخط الزمن الذي تخصص فيه وصار يعالج به كثيرا من المشكلات النفسية والسلوكية والشخصية. عرفت من أبي الوليد أن البرمجة اللغوية العصبية هي مجموعة طرق وأساليب تعتمد على مبادئ حسية و لغوية و إدراكية، تهدف إلى تطوير السلوك الإنساني نحو التميز و الإبداع و التطور ومساعدة الأشخاص على تحقيق نجاحات وإنجازات أفضل في حياتهم. تكسب الممارس أساليب عملية تمكّنه من تغيير طريقة تفكيره ونظرته لأحداث الماضي وطريقة ممارسته لحياته، خاطبني محمد قبل أن تخوض في ممارسة التطبيق قائلا: إن هذا المنهج يجعلك قادرًا على السيطرة على عقلك وبالتالي على حياتك. باعتبار بأن الشخص قد لا يكون قادرًا على التحكم في حياته، لكنّه يستطيع التحكّم بما يدور في ذهنه؛ فالافكار والعواطف هي عبارة عن أفعال وتصرفات يقوم بها الشخص ومن خلالها يستطيع التحكم في معتقداته وأفكاره ومشاعره ومراقبة تأثيرها على سائر جوانب حياته. وذلك من خلال مجموعة من التقنيات التي تستطيع من خلالها إحداث التغيير الايجابي في حياتك. واستطرد أبو الوليد قائلا: دعنا مثلا نجرب تقنية توجيه الأسئلة للتخلص من المعتقدات المقيدة. تستند المعتقدات على مبدأ راسخ في عقل الإنسان وهو مبدأ الإيمان، فكل ما تؤمن به وتتبناه بيقين سوف يؤثر في حياتك، فلو كررت على سمعك تأكيدا بأنك مريض وحالتك خطيرة فسوف تمرض فعلا ولكي تتخلص من بعض معتقداتك السلبية دعنا نمارس معا تقنية توجيه الأسئلة. سألني أبو الوليد أثناء تأديته لدور الممارس: اختر معتقدا مقيدا تريد التخلص منه. أخبرته بأنني أحمل معتقدات سلبية تجاه المال. فأنا أنتمي إلى أسرة لا تهتم كثيرا بالمال والنقود، بينما أسعى لكي ابني وفرة مالية جيدة تنقلني من حالة الفاقة العقلية إلى حالة الوفرة والرخاء. وجه إلي أبو الوليد عددا من الأسئلة قائلا: كيف تستطيع أن تعرف أنك مقيد باعتقاد الفاقة؟ و كيف تعرف أنك لا تستطيع أن تصبح غنيا ؟ ومن قال بأنك لا تقدر أن تكون غنيا؟ وهل يمكن أن يكون من قال لك ذلك مخطئا؟ هل هناك أشخاص تعرفهم عاشوا نفس حياتك وعاشوا نفس ظروفك استطاعوا التغلب على هذه المعتقدات المقيدة؟. جعلتني تلك الأسئلة متشككا في ذلك المعتقد السلبي المدمر، وانطلقت أستخدم تقنية توجيه الأسئلة إلى نفسي في مجالات حياتي المختلفة، وخاصة، عندما استمع إلى الثرثار الداخلي الذي كان يبثني من وقت لآخر أفكارا سلبية ومعتقدات مدمرة، صرت أتصدى لتلك الثرثرة المدمرة بأسئلة من قبيل: من قال ذلك؟ هل أنا مقتنع بذلك؟ هل هناك أشخاص أستطاعوا تجاوز ذلك، ومن خلال هذه الأسئلة المشككة أفكك مكونات المعتقد السلبي، لأن نجاح الإنسان أو فشله وكذلك سعادته أو تعاسته يعتمد على الاسئلة التي يوجهها إلى نفسه.

رئيس أكاديمية النجاح للتنمية البشرية