وكيل فلجي المبعوث والمفجور بالولاية:ضرورة تنظيم حملة حكومية بالتعاون مع الأهالي للكشف والبحث عن مثل هذه الآبار والتعامل معهاعبري ـ من صلاح بن سعيد العبري:■■ تتنوع في بلادنا الحبيبة العديد من الحرف التقليدية، وفي مقدمتها حرفة (الزراعة)، والتي اعتمد عليها الآباء والأجداد عبر حِقبٍ طويلة من الأزمنة وعلى مرِّ التاريخ في حياتهم، وكانت الزراعة ولا تزال مصدر دخل للعديد من المواطنين حتى يومنا هذا.يقول الدكتور عبدالله بن حمد الشرع الجساسي ـ وكيل فلجي المبعوث والمفجور بولاية عبري: تعتمد هذه الزراعة على عددٍ كبير من المزارع على مياه الآبار في ري المزروعات، ولكن ولأسباب كثيرة سُرعان ما تتأثر هذه الآبار، مما يجعلها إمّا جافة أو مالحة، وهنا يتوجه المزارع عادة إلى تركها والبحث عن مزرعة أخرى في مكان آخر دون أن يجعل في باله ما سوف تشكله هذه البئر المهجورة من أخطار على الأشخاص والمواشي. ■■مستشهدا بحادثة الطفل المغربي ريان ـ رحمه الله ـ التي أعادت الضوء إلى موضوع الآبار المكشوفة وخطرها على المجتمع، فهناك العديد من الآبار بولاية عبري المتوزعة بين المزارع القديمة والصحارى والوديان تم تركها لأسبابٍ مختلفة، إما بسبب الجفاف أو ارتفاع مستوى الملوحة أو لهجرة أصحابها إلى المدن أو لأسبابٍ أخرى، وهذه الآبار المهجورة قد تكون سببًا لحدوث مآسٍ لا تُحمدُ عُقباها.وأكد الجساسي على أهمية قيام الجهات المعنية بالتعاون مع الأهالي بتغطية هذه الآبار المهجورة أو ردمها تمامًا إن كانت غير مستفاد منها.وأضاف: تتنوع الآبار حسب شكلها إلى آبار مفتوحة وآبار على شكل ثقب، وهذه الأخيرة هي الأخطر حيث إنها تكون مخفية وغير مرئية للعامة،وكذلك يصعب التعامل مع الحالات التي قد تسقط بداخلها، وهناك عدد من الآبار في منطقة مسروق بعبري تم تركها بسبب زحف الرمال، وحقيقة الأمر أنها تشكل خطرًا حقيقيًّا نظرًا لتوافد الكثير من الأسر أثناء الإجازات لتلك الأماكن والاستمتاع بالهدوء بعيدًا عن صخبِ المدينة، كما أن هناك عددًا من الآبار داخل البيوت القديمة في حارات ولاية عبري يمكن أن تسبب خطرًا مُحدقًا يتربص بمن لا يعلم عنها.ويرى الجساسي أنه لا بد أن تكون هناك حملة حكومية بالتعاون مع الأهالي للكشف والبحث عن مثل هذه الآبار والتعامل معها بما يحقق الأمان للجميع، كما أنه لا بد من سنّ قوانين تجرم الأشخاص الذين يتركون آبارهم مكشوفة سواءً كانت آبارًا مهجورة أو آبارًا مستخدمة، بالإضافة إلى ضرورة التنبيه عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومنابر الجمعة إلى دور كل مواطن في الإبلاغ عن أي بئر مكشوفة من أجل التعامل معها بما يحقق دفع الضرر قبل وقوعه، إضافة إلى ذلك فإنه على الجهات المعنية متابعة هذا الموضوع والوقوف على دور أصحاب المزارع للعمل على تغطية جميع الآبار دون استثناء، كذلك يمكن الاستفادة من الآبار الموجودة في مجاري الأودية والشعاب من خلال عمل غطاء شبكي يسمح بمرور مياه الأمطار من خلاله أثناء جريان الأودية ليسهم ذلك في تغذية المخزون الجوفي وبذلك يمكن تحويل هذه الآبار إلى أحد الحلول بدلًا من أن تكون مشكلة وخطرًا مجتمعيًّا، ولقد تم عمل أغطية شبكية لثلاث آبار جافة موجودة في مجاري وادي عبري وشعبة الصفاء كأحد البدائل التي يمكن من خلالها الاستفادة من هذه الآبار بدلًا من ردمها. ويختتم حديثه قائلًا: هناك أكثر من خمس آبار مكشوفة وسط البلد تم ردم بعضها وتغطية البعض الآخر بجهود أهلية خلال العام الماضي، ويأمل الجميع ألا نجد أنفسنا يومًا من الأيام أمام مأساة تكون الآبار المكشوفة سببًا في حدوثها، ومن هنا يجب ألا نهمل هذا الموضوع بحجة أنه لم تقع هناك حوادث سقوط خلال السنوات الأخيرة، لأن حادثًا واحدًا قد يقع ربما يسبب مأساة سيبقى أثرها لسنوات طويلة.