صور ـ العمانية: المتابع لأحوال قرية (وادي المُر) بولاية جعلان بني بوعلي بمحافظة جنوب الشرقية، سيجد أنها أصبحت أطلالًا اليوم، نظرًا للجفاف الذي أصابها عام 1991م، وزحف الرمال إليها في العام نفسه؛ مما أدى إلى هجرة ساكنيها لتلك الأسباب مع قلة توفر الخدمات الأساسية التي من المفترض أن تؤدي إلى إنعاش القرية والمكوث فيها.
عودة إلى الماضي، فإن لأهالي هذه القرية ميزات خاصة، حيث كانت تتقاطع مع حياة القرى في السلطنة، بما فيها التكافل والتكاتف، والتجمع اليومي وتقاسم الأرزاق فيما بينهم.
وفيما يتعلق بالمناسبات الاجتماعية كالأعراس والمناسبات الخاصة، تلتف الأسر في قرية (وادي المُر) لتكون صفًّا واحدًا مع أهالي القرى المجاورة للمشاركة في الأفراح والأهازيج الشعبية، وتتمثل تلك الأهازيج في الرزحة العُمانية والفنون الخاصة بالنساء من بينها المغايض وتكون باسم العريسين، وفن بساير وفن بن عبادي مع تقديم العون والمساعدة لأهل بيت العريس والوقوف إلى جانبهم ماديًّا ومعنويًّا.
المصادر تفيد بأن أهالي القرية كانوا يستبشرون بقدوم شهر رمضان المبارك من خلال ما تصلهم من أخبار عن طريق الثقات أو الولاة حيث تكون المراسيل الرسمية مصدرًا مهمًّا للإعلان عن بداية حقيقية للشهر الفضيل. يتذكر من استوطن هذه القرية منذ عشرات السنين أن الخسائر المادية في المنازل التي كانت تقع جراء الأمطار والحرائق يتم تعويضها من خلال تكاتف الأهالي والتفافهم حول بعضهم أيضًا في تلك الظروف العصيبة، فهم يقومون بالتعويض المباشر من خلال توفير الكساء والغذاء والمتطلبات الضرورية.
الزائر لقرية وادي المُر بولاية جعلان بني بوعلي اليوم، سيجد أن الحياة لا تزال فيها، رغم ما أصابها من عوامل تعرية، فهناك المراعي والبيوت العتيقة وغيرها من المرافق شبه المهجورة.