عبري ـ من صلاح بن سعيد العبري:
للمساجد قيمة عظيمة في قلوب المسلمين، ومهما انشغل المسلم في أعماله الدنيوية إلا أن قلبه متعلق بالمسجد يراقب الوقت، ألا يفوته وقت الصلاة في المسجد. ومن أشهر المساجد الأثرية والتاريخية بولاية عبري مسجد علي بن سعيد والذي يعود بناؤه إلى أكثر من 400 سنة. وقال الدكتور عبدالله بن حمد الشرع الجساسي وكيل المساجد بمركز ولاية عبري: لقد عُرف العمانيون على مر التاريخ الإسلامي بتمسكهم بتعاليم الإسلام ومحافظتهم على الصلاة وعمارة المساجد وخدمتها والتبرع لها، والسلطنة تزخر بالعديد من المساجد الأثرية التي بناها الأجداد ولا تزال يذكر فيها اسم الله كثيرا، ومن هذه المساجد مسجد علي بن سعيد والذي يعود بناؤه إلى أكثر من أربعمائة سنة حسب الكتابات الجدارية الموجودة عليه ويقع هذا المسجد في وسط ولاية عبري، وتم بناؤه من الصخور والجص، أما السقف فهو من جذوع وسعف النخيل. ويزين المسجد عمود كبير في منتصفه يقسمه إلى قسمين من خلال قوسين عن يمين ويسار العمود، كما يحتوي المسجد على محراب مزخرف بالطراز الإسلامي وبه نقوش بسيطة، ولقد طرأت العديد من التعديلات والإصلاحات على المسجد خلال السنوات الماضية، ولكن لم يغير ذلك من بنائه الرئيسي وشكله التراثي.
مشيرًا إلى أن مسجد علي بن سعيد يُعد مدرسة ومعلمًا تاريخيًّا بالإضافة إلى كونه مسجدًا، حيث توجد به مدرسة لتعليم القرآن الكريم والفقه والتي تم تحويلها إلى مكتبة. ويذكر المؤرخون أن حلقات الذكر وتعليم القرآن كانت تقام في هذا المسجد على يد الشيخ الفقيه محمد بن حمد الشرع قبل مائة سنة.
وأضاف الجساسي: ما يميز هذا المسجد أن جدرانه عبارة عن مذكرة تاريخية كُتب عليها العديد من الأحداث التي وقعت خلال الحقبات الماضية ومن ضمن هذه الكتابات ما يعود إلى العالم 1100 الهجري، فقد ذكر العديد من كبار السن الذين لازموا الصلاة والعبادة وحلقات الذكر في هذا المسجد أن الصلاة فيه لم تنقطع أبدًا منذ أن عرفوا الصلاة فيه. ولا يزال هذا المسجد عامرًا بالمصلين حتى يومنا هذا.
وأكد الجساسي أن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ممثلة بإدارة الأوقاف والشؤون الدينية بمحافظة الظاهرة تولي اهتمامًا متواصلًا بصيانة المسجد وتجديده على الطراز المعماري القديم ليبقى رمزًا شامخًا ومعلمًا أثريًّا وتاريخيًّا.