المصنعة ـ من خليفة بن عبد الله الفارسي:
■■ يقف سور الملدة بولاية المصنعة بما تبقى منه، سوارا يحتضن ذاكرة القرية الزراعية المعروفة بخصوبة أرضها وكثرة مزارعها وبساتينها الجميلة، حيث يعد سور الملدة بولاية المصنعة بمحافظة جنوب الباطنة أحد أهم المعالم الأثرية بالولاية، ويُعدُّ من مكونات التراث الخالد وشاهدًا على إبداع وهندسة الانسان العماني في البناء والإعمار منذ القدم، ومع مرور الأيام والسنين اندثرت أجزاء كبيرة من السور وبقيت الشواهد وأركانه وزواياه صامدة أمام عوامل الطبيعة، مما يجعل صيانته وترميمه أمرًا مُلحًّا قبل أن يزداد تصدعًا واندثارًا.■ ■

تحدث عن هذا السور الشيخ خالد بن خميس السعدي قائلًا: إن للحصون والقلاع والأسوار والأبراج دلالات تاريخية، ويكاد لا توجد ولاية أو قرية إلا وتجد بها قلعة أو حصنًا أو برجًا وعادة ما تكون هذه القلاع والحصون مقرًّا للحكم والقضاء وفض النزاعات وإدارة شؤون الولاية وقراها وما جاورها من قرى، ولذا فهي تمثل قيمة حضارية ينبغي الاعتناء بها وترميمها وفتحها للزائرين والسائحين ولأجيالنا القادمة لتعريفهم بهذه المنجزات الحضارية، مؤكدًا بجهود الحكومة بالاعتناء بالقلاع والحصون والأسوار والأبراج، حيث رُمِّم العديد منها، مضيفًا بقوله: إن هناك ضرورة وطنية للمحافظة على المعالم الأثرية من الاندثار لا سيما القلاع والحصون والأبراج والبيوت الأثرية والمساجد الأثرية والمحافظة على احراماتها ومنع التعدي عليها لتظل شاهد للأجيال القادمة.

وأكد الشيخ خالد السعدي أنه قد تم بناء السور قبل ما يقارب 400 عام، وقد بناه الشيخ محمد بن مسعود بن خميس السعدي ويوجد بالسور مدرسة لتعليم القرآن الكريم ومسجد وبئر، ويوجد بالسور (4) أبراج وكانت به مدافع وما زالت تقاسيم الغرف باقية والتي كان يستخدم البعض منها في نضد وتخزين التمور وأخرى لتجميع اطفال المنطقة بها أثناء الأمطار والرياح ويوجد به غرفة الحراسة ويكاد يكون سور الملدة من أكبر الأسوار بمحافظتي الباطنة تقريبًا.
مشيرًا إلى أن بناء السور يمتاز بنوعية جيدة من الطين والحجارة وما زالت أبراجه شامخة، ولكن عوامل التعرية أدت إلى تهدم بعض أركانه وزواياه، لذلك أصبح الاهتمام بسور الملدة مطلبًا مهمًّا.

مناشدًا الجهات المختصة العمل على ترميم وتهيئة هذا المعلم التاريخي المهم ليكون مزارًا سياحيًّا أمام السياح، وذلك لتعريفهم بالأهمية التاريخية التي اكتسبها هذا السور عبر التاريخ الى جانب حصن الولاية. وقال في ختام حديثه: إنه للأسف الشديد لقد وصلت للسور أيادي العابثين بنقل كميات من الطين المتهدم من السور، لذلك فإننا نجدد مطلبنا بالإسراع بترميم سور الملدة.