دمشق ـ «الوطن»:صدر عن دار ورد الأردنية للنشر والتوزيع رواية حتى آخر العمر للكاتبة رنا سمارة، تطرح قصة عن الصداقة والأمل، بين (فرح) و(غيث) الذين تتراوح أعمارهما في العشرينات والثلاثينات، وقد تعرضا لصدمات مؤلمة في حياتهما من الماضي والطفولة، لم يتحدثا عنها من قبل بسبب ثقافة المجتمع الذي نعيش فيه، والذي لا يمنح مساحة كافية للاهتمام بالصحة النفسية والعاطفية، لا سيما لدى فئة الشباب.الرواية مبنية على شكل حوار يومي بين فرح وغيث، من لحظة التقائهما صدفة في مترو بإمارة دبي، وكيفية تطور مراحل صداقتهما شيئاً فشيئاً، كما تطرح الرواية الجوانب النفسية العميقة لكل منهما في حياته الخاصة، من تفاصيل تعاملهما مع الآخرين، مع ذكرياتهم، مع أعمالهم، ومع أهلهم. وتسلط الرواية الضوء على كيفية مساعدة هذه الصداقة لكل منهما في الشفاء من آلامه العميقة، وتطور جوانب شخصيته، وقدرته على بناء الثقة من جديد في نفسه والآخر، كي يصنع مساراً جديداً لا تفرضه عليه ظروف الحياة، إنما يبنيه بيديه.تطرح الرواية مواضيع حساسة وجوهرية يتغافل المجتمع عن طرحها والتعامل معها، رغم آثارها المدمرة على المدى البعيد للأشخاص. كما تسلط الضوء على إهمالنا التعبير عن مشاعرنا، باعتبارها (أمراً ثانوياً)، ومدى تأثير هذا الأمر على كل تفاصيل الحياة كل يوم وكل لحظة.أخيراً، ترسل الرواية رسالة أمل، بأن الشفاء من هذه الآلام العميقة هو أمر ممكن، مهما كان صعباً ومخيفاً، وبأن مواجهة أقسى تجاربنا، وأكثرها ألماً هو الطريق الحقيقي للشفاء، وبناء حياة جديدة أكثر صحة وجمالاً، وبأن هذه العملية مستمرة كل يوم، حتى آخر العمر.