■ يقوم بتشخيص وعلاج أمراض الصوت المعقدة كأمراض الصوت التشنجية وحبيبات الأحبال الصوتية بدون تدخلات جراحية■ يعكف على مجموعة من الأبحاث العلمية فـي مجال التأهيل الطبي ومشرف أكاديمي على طلاب الماجستير والدكتوراهأجرى الحوار ـ محمود الزكواني:■ ■ علاج أمراض النطق والبلع من التخصصات المعقدة، وتشخيص وعلاج أمراض الصوت يحتاج لعناية ودقة فائقة، فالمصاب بمشاكل الصوت التشنجية أو حبيبات الأحبال الصوتية يحتاج المزيد من الرعاية والاهتمام، فالتخصص الطبي في علاج مشاكل اللغة، والنطق، والبلع، والصوت، بحاجة إلى مزيد من الكوادر البشرية الطبية المتخصصة. ■ ■يُعدُّ التخصص في علاج أمراض النطق والبلع محدودًا في السلطنة، فلا يوجد قسم آخر يُعنى بعلاج هؤلاء المصابين إلا في المستشفى السلطاني، كونه المستشفى الوحيد في السلطنة الذي يضم هذا التخصص، ونحتاج لفتح أقسام أخرى في مختلف المراكز والمستشفيات بمحافظات السلطنة.(الوطن) أجرت حوارًا مع الدكتور عامر بن خميس التوبي ـ المتخصص في مجال أمراض النطق والبلع ـ ورئيس قسم التأهيل الطبي بالمستشفى السلطاني.بداية حدثنا عن تخصصك؟ وما الأسباب التي دعتك لدراسة هذا التخصص؟ـ حصلت على شهادة الدكتوراه في علم أمراض النطق بتخصص أعصاب وفسيولوجيا البلع من جامعة كانتربري والمعهد النيوزيلندي لأبحاث الدماغ في نيوزيلندا عام 2012م، وأيضًا أنا أول عماني أحصل على درجة الدكتوراه في مجال أمراض النطق والبلع، وما زلت أعمل حاليًّا في هذا التخصص، بالإضافة إلى كوني باحثًا في مجال أعصاب وفسيولوجيا النطق والبلع.حدثنا عن التطوير الذي أدخلته في هذا التخصص؟ـ منذ بدأت العمل في المستشفى السلطاني سعيت إلى تطوير هذا التخصص وذلك على مستوى المستشفى السلطاني والمستوى المحلي بالسلطنة، وأعمل حاليًّا على تطوير الجانب الإكلينيكي، بالإضافة للجانب الإداري، وأبرز الأعمال التي قمت بها هي:ـ الأعمال الإكلينيكية:ـ فكوني قائمًا بأعمال استشاري في قسم أمراض النطق والبلع، والذي يُعد القسم الوحيد في السلطنة المتخصص لتشخيص وعلاج مشاكل البلع للكبار والأطفال، حيث يتم التشخيص والعلاج باستخدام تقنيات حديثة كالتنظير الإشعاعي أو المنظار الحلقي اللين أو جهاز ضغط العضلات الحلقية، ونظرًا لقلة المختصين المؤهلين لاستخدام هذه التقنيات الحديثة في تشخيص وعلاج مشاكل البلع، يتم استقبال الحالات المحولة من جميع مستشفيات السلطنة في عيادة النطق والبلع بالمستشفى السلطاني، ويتم تشخيص وعلاج أمراض الصوت المعقدة كمشاكل الصوت التشنجية أو حبيبات الأحبال الصوتية بدون تدخلات جراحية، وعلاج مشاكل النطق والبلع والصوت بعد عمليات الأورام للرأس والرقبة وبعد العلاج الإشعاعي، كما أنني أقوم بالتنظيم والمشاركة في حلقات عمل لتدريب الكوادر الطبية والتمريضية للعناية والتخلص من الفتحات الرغامية للتنفس (تراكيوستومي)، وكذلك بزيارات استشارية شهرية لبعض المستشفيات في السلطنة للمعاينة، وأيضًا أضع خططًا علاجية مشتركة لبعض الحالات المعقدة التي تعاني من مشاكل في الصوت أو البلع أو التنفس أو أي تشوهات خلقية تؤثر على هذه الوظائف.ـ أما عن الأعمال الأكاديمية:ـ فأنا عضو هيئة تدريس ببرنامج الأطباء المقيمين لتخصص الأنف والأذن والحنجرة بالمجلس العماني للاختصاصات الطبية، حيث أقوم بإلقاء المحاضرات واستقبال بعض الأطباء المقيمين للتدريب في العيادة التخصصية لأمراض البلع والصوت بالإضافة إلى الإشراف على بعض الأبحاث العلمية للأطباء المقيمين، ومشرف أكاديمي على بعض طلاب الماجستير والدكتوراه في جامعات عالمية ومحلية، وباحث ومشرف على مجموعة من الأبحاث العلمية في مجال التأهيل الطبي وعدد منها في طور الإعداد والتسليم للنشر، ومحاضر مدعو في عدد من المؤتمرات المحلية والخليجية والإقليمية في تخصصات أمراض النطق والبلع وأمراض الأنف والأذن والحنجرة، أما عن الأعمال الإدارية فأنا ممثل لتخصص أمراض النطق لدى قسم التأهيل الطبي بوزارة الصحة منذ 2014، ورئيس لجنة المقابلات لفنيي وأخصائيي علاج أمراض النطق بوزارة الصحة منذ 2015، ورئيس قسم التأهيل الطبي بالمستشفى السلطاني منذ 2018، ورئيس لجنة تطوير السياسات الوطنية والإجراءات العلاجية لتخصص أمراض النطق واللغة.هل من الممكن أن تطلعنا أكثر حول تخصص علاج أمراض النطق والبلع؟ـ هو تخصص طبي لعلاج مشاكل اللغة والنطق والبلع والصوت الناتجة عن عدة مسببات منها العصبية كالجلطات والشلل الدماغي والعضوية كالأورام والتشوهات الخلقية أو الفسيولوجية كعدم تناغم البلع والتنفس أو النطق والتنفس، حيث يقوم العاملون في التخصص بعمل فحوصات إكلينيكية وعمل تقييم للحالات على حسب الأعراض للحصول على تشخيص دقيق وعمل خطة علاجية، ويعمل أخصائي أمراض النطق مع كل الفئات العمرية، حيث لا يقتصر عمل الأخصائي في المستشفيات على العيادات الخارجية فقط، بل يعمل كجزء من الفريق الطبي لعلاج مشاكل البلع والمشاكل التنفسية وتحديد الحاجة لأنابيب التغذية أو أنابيب الفتحات الرغامية للتنفس للمرضى المنومين بالمستشفيات.ـ أطلعنا على أبرز الإسهامات والأعمال العلمية البحثية التي أنجزتها؟ـ نُشِر لي عدد من أوراق العمل البحثية في مجلات عالمية ومحكمة مختلفة، بالإضافة لدعوتي للمشاركة في إلقاء محاضرات بعدة مؤتمرات محلية وعالمية.تخصص أمراض النطق يحتوي على عدة تخصصات فرعية.. ما أبرز هذه التخصصات؟ـ أبرز التخصصات الفرعية لأمراض النطق هي: علاج مشاكل النطق واللغة، حيث يُعنى بتقييم مشاكل التأخر النطقي أو اللغوي أو التشوه النطقي كإبدال مخارج الحروف أو التأتأة، وعلاج مشاكل الصوت كبحة الصوت وشلل الأحبال الصوتية أو حبيبات الأحبال الصوتية باستخدام تقنيات علاجية حديثة، وعلاج مشاكل البلع لكافة الأعمار من حديثي الولادة حتى كبار السن والناتجة عن مسببات عصبية كالجلطات أو مشاكل عضوية كالأورام، حيث يقوم الأخصائي بعمل التشخيص والعلاج لتفادي التغذية عن طريق الأنابيب، بالإضافة إلى العناية بالفتحات الرغامية للتنفس وهي فتحات في القصبة الهوائية لمساعدة المرضى على التنفس، حيث يعمل أخصائي أمراض النطق على المساعدة في استعادة الصوت والقدرة على البلع مع وجود هذه الفتحات عن طريق تركيب صمامات خاصة وكذلك يساعد الأخصائي قي تهيئة المريض للتخلص من هذه الفتحات وتقرير الحاجة للفتحة التنفسية من عدمه مع فريق العمل الطبي.كونك رئيس قسم التأهيل الطبي، هل تخبرنا بتخصصات التأهيل الطبي؟ـ يُعد التأهيل الطبي فرعًا من فروع الطب والذي يهدف إلى تعزيز واستعادة القدرة الوظيفية، ونوعية الحياة لذوي الإعاقات الجسدية أو الضعف أو المرضى الذين يعانون من بعض الأمراض التي تؤثر على القدرات الوظيفية كأمراض الجهاز التنفسي أو مرضى الأورام السرطانية، وبحسب تعريف منظمة الصحة العالمية (WHO) فإن إعادة التأهيل هي عملية إعادة تأهيل طبي ووظيفي لأشخاص يعانون من إعاقة.إنها عملية علاجية هدفها تمكين المعاد تأهيلهم من تحقيق مستويات الأداء الوظيفي (البدنية، الحسية، العقلية، العاطفية والاجتماعية) بشكل أمثل لدى هؤلاء الأشخاص سواء على الصعيد الفردي أو على المستوى العائلي والاجتماعي.ما هي أهم تخصصات التأهيل الطبي؟ـ أهم التخصصات في المركز هو قسم العلاج الطبيعي أنه يُعنى بتأهيل المرضى لاستعادة وتطوير القدرات الحركية والوظيفية من خلال تشخيص دقيق ووضع برامج علاجية دقيقة، وأيضًا يضم قسم العلاج الطبيعي العديد من التخصصات الفرعية منها: قسم إصابات العظام والعضلات، وعلاج المشاكل الحركية العصبية للكبار والأطفال، وتأهيل مرضى القلب والأجهزة التنفسية، وكذلك صحة المرأة، وقسم أمراض النطق واللغة ويُعنى بتشخيص وعلاج مشاكل اللغة والنطق والبلع والصوت للفئات العمرية المختلفة ـ كما تم شرحه سابقًا، وقسم العلاج الوظيفي ويُعنى بمساعدة الأشخاص ذوي الإعاقات الجسدية أو الفكرية أو الحسّية على تنمية قدراتهم ومهاراتهم للتكيف مع إعاقتهم في المجتمع، ويهدف القسم إلى تعزيز قدرة المريض على المشاركة في أنشطة الحياة اليومية دون الاعتماد على الآخرين قدر المستطاع، وهناك قسم علاج الأقدام ويُعنى بتشخيص وعلاج الأطراف السفلية من الجسم وبالتحديد أمراض الأقدام والكاحل لتمكين الفرد من الحركة والحرص على سلامة القدم، كما يهدف قسم علاج الأقدام على تصحيح بعض مشاكل المشي لكل الفئات العمرية وتقليل مضاعفات مرض السكري على الأقدام.خلال الفترة الماضية أجريتم عددًا من العمليات كعملية استخدام تقنية الإبر الجافة المحفزة كهربائيًّا والموجهة عن طريق المنظار.. هلا تطلعنا عليها وعن أهم وأبرز إسهاماتك المختلفة بالمستشفى السلطاني؟ـ قمنا في قسم التأهيل الطبي بتطوير تقنية الإبر الجافة المستخدمة تقليديًّا في علاج العُقد والتشنجات العضلية للعضلات الكبيرة السطحية لاستخدامها في علاج عضلات دقيقة جدًّا منها الحبال الصوتية داخليًّا، حيث يُعدُّ الإجراء الأول من نوعه على المستوى الدولي نظرًا لدقة العضلات المستهدفة وتحكمها في مدخل الجهاز التنفسي، ولقد قمنا باستخدام الإبر الجافة مع التحفيز الكهربائي لشخص مُصاب بالسرطان تعرض لخللٍ وتلفٍ للأعصاب في الجانب الأيمن من الوجه والرقبة بعد فترة العلاج المُخصصة له مما تسبب في تشنج الحبل الصوتي وتأثر الصوت والتنفس، وهذا الإجراء كان تجريبيًّا لتحفيز الحبل الصوتي لحل مشكلة تشنج الحبال الصوتية وبُحّة الصوت وظهرت نتائج إيجابية وتحسُّن الصوت مُباشرة وتم متابعة المريض لعدة أشهر ولم تظهر مشاكل في جودة الصوت المحققة، كما أن تحديد مكان الإبر عبر استخدام منظار الحنجرة المرن والعمل على تحديد العضلة المُراد تحفيزها ومقدار الذبذبات لتحفيز حركة الحبال الصوتية جاء بعد دراسة أبحاث في المجلات العلمية، حيث استمرت فترة التخطيط لما يقارب السنة والنصف سنة نظرًا لدقة العضلات المستهدفة وحساسية المنطقة، وما زال الإجراء قيد التطوير لتجربته على حالات أخرى مشابهة لتأكيد النتائج الأولية المسجلة سابقًا، بالإضافة لإجراء الإبر الجافة عملنا على تطوير خدمات التأهيل الطبي بالمستشفى السلطاني وإدخال تقنيات تشخصية وعلاجية جديدة كاستخدام المنظار المرن بدل الأشعة في فحص البلع عند الأطفال حديثي الولادة والأطفال الخُدّج، وكذلك عمليات التصريف الليمفاوي من الأطراف العلوية والسفلية ومنطقة الرقبة باستخدام تقنيات حديثة على المستوى المحلي.من خلال متابعتكم لهذا التخصص.. هل رصدتم نسبة طلب عالية على خدمات التأهيل الطبي؟ـ من خلال سنوات العمل في المستشفى السلطاني، وتطور القطاع الطبي، أصبح هناك ازدياد في أعداد المراجعين وأيضًا ازدياد في نسب حالات الشفاء من أمراض الصوت، والفضل يعود إلى تطور المنظومة الصحية، أما في السابق فكانت بعض الحالات تتعرض إلى الوفاة، ولذلك استدعت الحاجة تأهيل وتمكين لهذه الحالات، سواء كانت حالات لدى الأطفال الخدج أو الحوادث أو المشاكل العصبية كالجلطات أو غيرها من الحالات المختلفة، كما أن جميع هذه الحالات تحتاج لبرامج تأهيل لتمكين المرضى من الاعتماد على أنفسهم قدر المستطاع وخفض مدى تأثير المرض على الوظائف الحركية أو الحسية قدر المستطاع مما شكل ازديادًا ملحوظًا في طالبي الخدمة.كيف ترى التعامل من قبل المؤسسات الصحية مع هذا التخصص؟ وهل ممكن أن تتم عملية تطوير لهذا المجال؟ـ التطوير المستمر هو مطلب أساسي في الخدمات الصحية لضمان جودة الخدمة المقدمة للمرضى، وتُعد أقسام التأهيل الطبي بجميع تخصصاته من الأقسام المهمة بالمؤسسات الصحية وقد ظهر دورها الفعال جليًّا خلال جائحة كورونا من خلال عملهم الدؤوب في منظومة علاج الجهاز التنفسي والحركي للمرضى المنومين أو تأهيليهم ما بعد الخروج من المستشفى، لذا فإن تطوير أقسام التأهيل الطبي ينعكس إيجابًا على جودة الخدمة المقدمة وعلى نتائج العلاج المقدم.ما أبرز التحديات والصعوبات التي تواجهك؟ـ من أبرز التحديات في المجال الطبي هي مركزية بعض الخدمات والتخصصات، مما يؤثر سلبًا على سرعة التشخيص والعلاج ويؤدي إلى تباعد المواعيد وطول قوائم فترة الانتظار، ويُعزى جزء من هذه التحديات إلى النقص الشديد في الكوادر البشرية، وشح الكوادر البشرية المدربة في التخصصات الدقيقة مما يجعل الخدمة متمركزة في بعض المستشفيات فقط ويسبب ضغطًا شديدًا على طلب الخدمة وعلى المواعيد، ويؤدي في بعض الأحيان إلى عدم رضا المرضى وطلب الخدمة خارج السلطنة.ما النصائح الوقائية التي ممكن أن توجهها إلى الذين يعانون من مشاكل النطق والبلع؟ـ عليهم التدخل المبكر بالكشف الطبي، بالإضافة إلى الاستمرارية والانتظام في العلاج من أهم عوامل نجاح العلاج في مجال أمراض النطق والبلع ومجال التأهيل الطبي، وكذلك التشخيص المبكر للحالات والتدخل المبكر يساعد في إيجابية العلاج، فيجب على المريض أو أهل المريض أن يسارعوا في تقديم العلاج، وأن يلتزموا بالخطة العلاجية المقدمة، وخصوصًا خطط العلاج المنزلية لضمان النتائج المرجوة نظرًا لتباعد المواعيد بالمستشفيات، لذا فإدخال الأهل والمرضى كجزء من العلاج يضمن استمرارية وكثافة العلاج ويساعد في تحسين النتائج.