طالب بن سيف الضباري:العمل الاهلي التطوعي من الامور الاساسية للنهوض بالمجتمعات البشرية، فعلى مدى التاريخ البشري، كان هناك من يبادر لتخصيص جزء كبير من وقته لخدمة مجتمعه، سواء كان ذلك فيما يتعلق بمساعدة الناس المحتاجة او لتطوير خدمة أو مهارة أو لتعزيز أحد الادوار الهامة في المجتمع او الاسهام في المظهر العامة لقريته او ولايته أو وطنه بصفة عامة، وكل هذا الجهد الذي يبذل في الجانب التطوعي، ان لم يحظ بدعم يبديه من لديه القدرة على ذلك او يتصف بدرجة عالية من التقدير لمثل هذه الاعمال، لن يكون له ذلك التأثير الايجابي الكبير الذي يساعد على الارتقاء بالمجتمع، فالمؤسسات الاهلية التطوعية التي تختلف من حيث المسميات وشكل الخدمة الا انها تتفق في العديد من الاهداف التي تعمل على بناء القدرات لدى الانسان ليكون فاعلا ومشاركا في مسيرة وطنه، فان اي دعم او مساعدة تحصل عليه هو في الاساس من اجل الوطن وتمكين القائمين على هذا المرفق من زيادة جرعات التطوع لديهم واتساع رقعته ليشمل مساحة اكبر واعداد اكثر من المستفيدين، فالشراكة الحقيقية بين بعض مكونات المجتمع المتمثلة في من لديها الدعم وتلك التي تتلقاه تعتبر ركيزة اساسية للمساهمة في بناء مجتمع متعاون ومتكاتف ومتعاضد.في مجتمعنا العماني لاشك هناك العديد من مؤسسات المجتمع المدني لديها القدرة على العطاء، الا انها ينقصها الدعم والمساندة ممن لديه القدرة المادية وهم بطبيعة الحال كثر، فتجد البعض منها مختفيا والبعض الاخر يصارع من اجل البقاء ليسجل حضورا ولو على استحياء نتيجة قلة ما في اليد، الا ان وسط هذه المعاناة لهذه المؤسسات تنبري بعض المؤسسات التي تؤمن بالشراكة الحقيقية لتكون حاضرة وبقوة لتفعيل ادوار العمل التطوعي من خلال مؤسسات المجتمع المدني سواء كانت اندية أو فرق رياضية او جمعيات خيرية، او اي عمل انساني يدعم جهود الحكومة ويؤمن حال من الاستقرار في المجتمع، ولو أقدمت على الاقل مؤسسة او مؤسستان او اكثر في كل ولاية على بناء شراكة مع ناد او جمعية مهنية او خيرية، لاشك سينعكس ذلك ايجابا على كليهما وعلى المجتمع، ولعل تجربة مجموعة تمكين في شراكتها الحقيقية مع المجتمع رغم تجربتها القصيرة خير دليل على المدى الذي وصلت اليه لتمكين بعض المؤسسات التطوعية ومن بينها الاندية والفرق الاهلية على سبيل المثال خاصة في ولاية الخابورة.فالتفاعل عبر مجموعة المبادرات التي قدمتها سواء في الجانب الرياضي او التعليمي او الاعلامي التأهيلي والتدريبي وتوسيع دائرة المسؤولية الاجتماعية، أوجد نوعا من التجانس بين هذه المؤسسة والمجتمع وعزز مفهوم تلك الشراكة الحقيقية الممكنة للابداع والمهارة والمزيد من العطاء وبناء القدرات لدى الشباب ، وتسهيل الادوار التي يفترض ان تقدم ويحتاج إليها افراد المجتمع ، فأي دعم يقدم ذلك يعني انك اسهمت في بناء شخصية فرد او تخفيف معاناة او توفير مساحة من الامان والحرية، سواء كان ذلك لفرد او اسرة او حتى مجتمع في المجموع، لذا فاننا بحاجة ماسة الى شراكة تمكين في كل ولاية من ولايات السلطنة، لتقديم الدعم من اجل الوطن والانسان وتكون ذراعا مساندا وشريكا للجهود الحكومية لتنشيط الادوار التي تقوم بها مؤسسات المجتمع المدني، ان مثل هذه المؤسسات الداعمة التي تؤمن بمبدأ الشراكة الحقيقية مع المجتمع لابد أن تحظى بالتقدير لدورها الوطني وإسهامها في ترسيخ هذا المبدأ الرائع فلها كل شكر.[email protected]