طالب بن سيف الضباري:تبدأ الحكومة ممثلة في وزارة العمل بداية هذا العام تطبيق نظام جديد وفق احدث التقنيات لقياس أداء الموظفين في الجهاز الاداري للدولة، تحت ما يسمى اجادة وهو المصطلح الذي تعتمد عليه الكثير من الدول لقياس كفاءة الخدمة المقدمة للمجتمع عبر بوابة القائمون عليها من المسؤولين او الموظفين، فهى حسب ما يسوق لها قبل التدشين الفعلي ستكون منظومة مختلفة عن تلك التي كانت في السابق والتي كانت تعتمد بالدرجة الاولى على التدخل البشري، الذي لا يخلو من المحاباة والمحسوبية وتارة اخرى من الظلم الذي عادة ما يكون بقصد الانتقام، الا ان ما سمعناه من القائمين عليها خلال لقاء عقد مع عدد من كتاب الاعمدة والفاعلين عبر حسابات التواصل الاجتماعي سيكون فيها التدخل البشري في اضيق الحدود وستكافئ المجيد وتصحح اوضاع اولئك الذين لم يحسنوا الاداء ولم يحققوا الانجاز المطلوب منهم، حيث إننا في مرحلة جديدة تتطلب أن يكون الجميع على قدر من الانتاجية والكفاءة والمسؤولية، على اعتبار ان رؤية عمان 2040 تستهدف تغييرا جذريا في مختلف مجالات الخدمة التي تقدم حاليا وبشكل ـ البعض منه ـ لا يتواكب مع التطور المتسارع للادوات المستخدمة، وبالتالي يصعب معه قياس اداء اي موظف بشكل مهني وتنافسي بين الموظفين الذين وصلوا الى درجة من الاحباط، جراء نظام ساوى بين المجيد وغير المجيد.ان منظومة الاجادة الجديدة والتي سيركز مفهومها على حوكمة رأس المال البشري من خلال توفير الادوات المناسبة لبناء ثقافة الاجادة في الاداء الوظيفي وربط الانتاجية بالحوافز، ستنطلق عبر عدد من المحددات المغايرة لما كان عليه النظام السابق، فهي ستعتمد على تقييم ربع سنوي الكتروني وقياس الانتاجية وليس سمات الموظف وسلوكياته كذلك تقييم ذاتي يعتمد على المنجز وشفافية للتقييم مع تغذية راجعة والاهم من ذلك كله مكافأة المجيدين ممن سيرتقون بمستوى الاداء والجودة في اداء العمل، كل ذلك بطبيعة الحال سيؤدي الى تحقيق بيئة عمل مريحة تنعكس بايجابياتها على الاداء المؤسسي وتوفر المزيد من الرضا لدى جمهور المتعاملين وطالبي الخدمة، وستسهم في ارتفاع مؤشر الدعم المعنوي من قبل أفراد المجتمع لدى مختلف الاجهزة الخدمية التي تعيش حاليا حالة من الضغط النفسي نتيجة النظرة السلبية لما تقوم به من دور لا يرقى حتى الان الى طموح الوطن والمواطن والقيادة.لاشك ان اي منظومة جديدة ستواجه بعضا من التحديات والمعوقات لكي يكون فيها التطبيق مكتملا، طالما ان فيها نسبة ولو قليلة من التدخل البشري، ومن بين تلك التحديات مركزية اتخاذ القرار؛ حيث ان الاجادة حسب مفهومي المتواضع لكي تتحقق لابد ان يكون لديها هامش كبير من اللامركزية، فالموظف الذي أسندت اليه مهمة تقديم خدمة ما اعتقد ان إجادته مبنية على المساحة التي يفترض ان يتحرك من خلالها لانجاز المطلوب منه ، كذلك بالنسبة لقطاعات المؤسسات الخدمية المتواجدة في الولايات والمحافظات، فمركزية اتخاذ القرار الذي يصدر رئاسة المؤسسة سيمثل ايضا سببا رئيسيا في بطء وتيرة عمل هذه المنظومة والذي عمل جيل كامل من دونها، أدرك أهمية الاجادة والجودة بفطرته في بناء الوطن دون الالتفات الى ما سوف يجنيه من تضحياته تلك، لذا فان الاجادة لابد قبل كل شيء أن ترتبط بحب الوطن والاخلاص في العمل لتقديم خدمة افضل.أمين سر جمعية الصحفيين العمانية