■ قدم لها وباركها سماحة الشيخ العلامة أحمد الخليلي والشيخ مهنا الخروصي■ الموسوعة مبحث جديد من نوعه «موضوعا وأسلوبا ومنهجا» وعمل ابتكاري بمعنى الكلمة■ أكثر من «11400» مفردة قراءة حواها القاموس بين جنباته المتواتـر منها نسبته «٨٩٪»تتكون من «5» أجزاء فـي صندوق فاخر وتعد الأولى من نوعها فـي السلطنة والعالمكتب ـ علي بن صالح السليمي:صدر مؤخرا موسوعة (قاموس القراءات في عمان)، والتي تركز حول القراءات في عُمان وموافقتها للقراءات القرآنية، للشيخ الأديب العماني محمود بن حميد الجامعي، حيث تعد الأولى من نوعها في عُمان والعالم.تتكون الموسوعة من (5) أجزاء في صندوق فاخر، وقد احتوى الجزء الأول ـ بعد التقديم والتمهيد العام للمؤلف ـ على تقديم سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي ـ المفتي العام للسلطنة، بعدها مقدمة ونبذة عن المؤلف، ثم تطرق المؤلف عن دور العمانيين وأثرهم في علم القراءات، ومنهجية هذا القاموس، ونبذة مختصرة عن النص القرآني من ناحية توثيق المصحف في حياة الرسول “صلى الله عليه وسلم” بطرق مختلفة وهي:(نزوله منجّمًا، وكتابته فور نزول الوحي، والتنافس في حفظه وتلاوته، وعرض الصحابة حفظهم على الرسول، ومعارضة جبريل “عليه السلام” السنوية بالقرآن)، والتوثيق في زمن الخليفة أبوبكر الصديق “رضي الله عنه”، والتوثيق في زمن الخليفة عمر بن الخطاب “رضي الله عنه”، والتوثيق في زمن الخليفة عثمان بن عفان “رضي الله عنه”، وكذلك الرسم العثماني وتحسينات الخط، والأحرف السبعة، ونشأة القراءات، ومقاييس القراءة الصحيحة)، والقراء وتراجمهم (القراء السبعة وهم: نافع، وابن كثير، وأبو عمر بن العلاء، وابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي)، بعده تقريض الشيخ مهنا بن خلفان الخروصي، بعد ذلك الدخول في السور القرآنية وآياتها من (سورة الفاتحة وحتى سورة المائدة)، وأخيرًا شهادة الملكية الفكرية، أما الجزء الثاني فتناول من (سورة الأنعام وحتى سورة إبراهيم)، والجزء الثالث من (سورة الحِجر وحتى سورة القصص)، والجزء الرابع من (سورة العنكبوت وحتى الذاريات)، وأخيرًا الجزء الخامس من (سورة الطور وحتى سورة الناس).وفي ذلك يقول الشيخ الأديب محمود الجامعي ـ صاحب الموسوعة: جاءت فكرة تأليفي لهذا القاموس أو الموسوعة ـ ولله الحمد ـ من خلال موقف حدث لي في أحد الأيام وأنا أصلي صلاة المغرب في جماعة بأحد المساجد عندما كنت قادمًا من عملي وسمعت من إمام المسجد يقرأ سورة الماعون، وقد شدّني أنه قرأ كلمة (أرأيت) بطريقة مغايرة لما تعلمناه فاستنكرتها في نفسي، ولم أرد عليه بتصويب لعله يكون مصيبًا وأنا مخطئ، بعدها بحثت في نفسي واجتهدت لأتبحر في علوم القراءات فوجدت بحرًا غزيرًا من الكلمات القرآنية بقراءات متعددة، بعدها شرعت في كتابة هذا القاموس الحاوي للقراءات المختلفة في السلطنة، وحاولت البحث عن علماء عمانيين في هذا المجال فحويت عشرة، ومنهم على سبيل المثال:(أبو الشيخ، وأبو نهيك، ونفظويه).وأكد الشيخ الجامعي أن هذه الموسوعة تُعدُّ مبحثًا جديدًا من نوعه (موضوعًا وأسلوبًا ومنهجًا) فهو ابتكاري بمعنى الكلمة، وقد بلغ عدد مفردات القـراءات التي حواها بين جنباته ما يزيد عن (11400) مفردة قراءة كان المتواتـر منها ما نسبته (٨٩٪) من مفردات القراءات، كما أنه عمل بطريقة المنهج الأحفوري في البحث في الأعلام والتراث الثقافي فقد اكتشف وأضـاف إلى قائمـة أعـلام عُـمـان مـا لا يقـل عـن عـشـرة مـن الأعلام العمانيين مـن أعلام القراءات الذين لم تكن أسماؤهـم مـوجـودة مـن قبـل في سجل أعلام عُمان ولا في تاريخ عُمان الثقافي، فلله الحمد والمِنّة وما توفيقي إلا بالله.وحول منهجية هذه الموسوعة أوضح المؤلف قائلًا: لقد اتبعت في هذا القاموس منهجًا مبسطًا في طريقة عرضه وهي نظام الجدولة حتى أتمكن من إيصال المعلومة بدقة وسرعة لا تتطلب طويل بحث أو عميق نظر، ويصل إليها مختلف الفئات والمستويات الثقافية والعلمية والعمرية، مشيرًا إلى أنه قد حوى في هذا الجدول سبعة عناصر مهمة تقود الباحث والمتعلم للحصول على بغيته وهي:(أولًا ـ السورة (أمام كل مفردة أو قراءة)، وثانيًا ـ رقم الآية (التي بها مفردة أو قراءة)، وثالثًاـ الكلمة أو المفردة كما هي مرسومة في المصاحف (من قراءة عاصم وبرواية حفص) من طريقة الشاطبية، ورابعًاـ القراءة (التي قد تسمعها في السلطنة وتوثيقها ومدى موافقتها للقراءات القرآنية)، وخامسًا ـ نوعية القراءة (المتواترة، والخلافية، والآحادية، والتفسيرية، والشاذة، والمنكرة أو الموضوعية أو المكذوبة)، وسادسًا ـ القارئ (وهنا أذكر القارئ أو مجموع القراء الذين قرأوا بهذه القراءة من الصحابة أو التابعين أو تابعيهم. وسابعًا: المراجع (وهنا أذكر المراجع التي ذكرت هذه القراءة للمفردة أو القراءة المعنية أمامها وأرجع إليها بالجزء والصفحة من كل مرجع من هذه المراجع)، وقد اتخذت ستة مراجع خلال هذا العمل وهي:(الجامع لأحكام القرآن “تفسير القرطبي”، وأرمز له بالحرف “ج”)، و(الكنز في القراءات العشر ـ لعبد الله الواسطي، وأرمز له بالحرف “ك”)، و(الشامل في القراءات العشر ـ للدكتور عبد القادر محمد منصور، وأرمز له بالحرف “ش”)، و(البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة من طريقي الشاطبية والدرة ـ لعبد الفتاح عبد الغني القاضي، وأرمز له بالحرف “ب”)، و(معجم القراءات ـ للدكتور عبد اللطيف محمد الخطيب، وارمز له بالحرف “م”)، وأخيرًا (المصحف وقراءاته ـ تصنيف مجموعة من الباحثين بإشراف عبد المجيد الشرفي، وأرمز له بالحرف “ق”). يذكر أن الشيخ الأديب العماني محمود بن حميد الجامعي من مواليد ولاية سمائل وهو ابن المرحوم الشيخ القاضي حميد بن عبد الله (أبو سرور) الجامعي، وله مؤلف سابق عن مفردات اللهجات العمانية وموافقتها مع اللغة العربية في مجلدين، وإن شاء الله في القريب العاجل سيصدر له كتاب شعري جديد.