محمود بن زاهر الزكواني:
بدأنا نرجع الى الحياة الطبيعية ونعود اليها تدريجيًا، بعدما عشنا خلال فترة الماضية حياة صعبة جدًّا وثقيلة علينا في طياتها، وشبه مغلقة في تفاصيلها، فكانت الحياة فيها مريرة كئيبة ومليئة بالتعب والمعاناة الشديدة، جراء انتشار فيروس كورونا حول جميع أنحاء وشعوب دول العالم.
ومنذ تلك الأيام الماضية ونحنو كان أملنا بالله سبحانه وتعالى كبيرًا ودعوتنا اليه مستمرًا وحلمنا كان معه يتجدد بأننا سنرى النور قريبًا حول انحسار الوباء ورفع البلاء عنا جميعًا.
ومع الحرص والأخذ بالأسباب والتقيد بالإجراءات الاحترازية المتبعة ووفرة اللقاح، بدأت الاصابات تتراجع كثيرًا وباتت الوفيات تختفي قليلًا، حيث مضت في بعض الايام خلال الاسبوع الماضي ـ ولله الحمد ـ بدون ما نسمع عن الوفيات، بعدما كنا نسجل أرقامًا قياسية مخيفة سواءً كانت من حيث الاصابات أو الوفيات، ولكن من كرم ونِعم المولى، علينا جاءت تتوالى البشائر حيث تم عودة الطلبة الى المدارس في جميع ولايات ومحافظات السلطنة، وأيضًا نتيجة لذلك تم فتح دور العبادة ورفع أذان صلاة الجمعة المباركة، بعد مضي قرابة 18 شهرًا من غلقها.
الى أن جاءات قرارت اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا (كوفيد ـ 19) أن تبشرنا بالسماح وبأن يتم فتحها بنسبة 50% فكانت الفرحة والمشاعر والروحانيات لا تنوصف.
كما أن الحياة ربما ستختلف قليلًا عن الحياة الطبيعية قبل الجائحة في العديد من الجوانب والمجالات كالاقتصادية والتجارية والثقافية والاجتماعية.. وغيرها من الجوانب والمختلفة.
فأصبحت العودة الى الحياة الطبيعية والآمنة والرجوع اليها بشكل آمن عمّا كانت عليه سابقًا، ربما يحتاج منا لبعض من الوقت قليلًا، فلذلك يتطلب منا الوقوف مع أنفسنا قليلًا وحثها على المحافظة والالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية، والامثال لاتباع قرارات اللجنة العليا أولًا بأول، فالواجب على كل انسان يعيش ويسكن هذا البلد الطيب أن يأخذ في عاتقه بقدر عالٍ من الأمانة والمسؤولية أمام ربه ووطنه ومجتمعه ويتحمل قليلًا بعض الظروف الراهنة والعيش خلال الأيام الاستثنائية المتبقية في ظل انحسار الجائحة، وأن يتحلى بالصبر والايمان والشعور بروح المسؤولية فهو دين وخلق قبل أن يكون واجبًا وطنيًا وأخلاقيًا علينا جميعًا.
كما أن اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس وكورونا (كوفيد ـ 19) ممثلة وزارة الصحة دائمًا تقوم بدورها المعهود منذ بدء الجائحة وحتى الآن، وبدءًا من متابعة ورصد التطورات والمستجدات داخل السلطنة وخارجها بالإضافة أنها مستمرة حول توفير اللقاح الآمن تطعيمه الى جميع الفئات المستهدفة سواءً من المواطنين والمقيمين بالسلطنة بالمجان، الى جانب قيامها بنشر التوعية المستمرة كحث الناس الى عدم التهافت الى الاسواق والخروج الى الزيارات كالتباعد الاجتماعي وبالإضافة الى لبس الكمام ووضع المعقم وغسل اليدين بالماء والصابون فكل هذه الاجراءات باتت علينا سهلة جدًّا.
وعبر هذا المنبر نجدد الدعوة للمجتمع في وطننا الغالي بمناشدة المقتدرين الى زيادة عدد المتبرعين سواءً من هم أصحاب الايادي البيضاء أو من هم متبرعي في مختلف المؤسسات القطاع العام والخاص وندعوهم بالتبرع عبر الحساب الخاص بصندوق وزارة الصحة المعني بالتصدي ومكافحة انتشار فيروس كورونا، وأيضًا يمكنهم بالتبرع لتوفير المواد العينية كالمواد الطبية والصحية اللازمة الى جميع المؤسسات الصحية بوزارة الصحة،
فالكل منا يعلم بما قام به هذا الصندوق حول دوره الكبير والفعال وذلك في ظل وطيلة هذه الجائحة.
نسأل الله تعالى بأن يحفظ لنا عمان وسائر بلاد المسلمين والعالم أجمع من كل سواء ومكروه.

* من أسرة تحرير (الوطن)
[email protected]