عمّان -العمانية: قالت الشاعرة العُمانية عائشة السيفية: إن الشّعراء عمومًا لديهم القدرة على القفز على تجاربهم العمريّة لأنّهم تدرّبوا على اختصار المشاهِد والتفاصيل والأحداث. وأضافت في حوار نُشر في العدد الـ (389) من مجلة (أفكار) الأردنية:(هذه القدرة الهائلة على الانبعاث على هيئة مشاعر وصور وحيَوات وأناس وجمادات، تمنح الشعراء القدرة على القفزِ على تواريخ ميلادهم إلى أعمارٍ أخرى .. أكبر منهم أو أصغر). وعن التحولات في تجربتها، أوضحت السيفية أنها بدأت كتابة القصيدة العمودية في بواكيرها، ثمّ تركتها لسنوات قبل أن تعود إليها مجددًا، ولفتت إلى أن كلّ ذلك يحدث (دون اختيارٍ) منها، قبل أن تستدرك بالقول: (القصيدة العموديّة أصعب في بلوغِ الدهشة من حيث المساحة التعبيرية من قصيدة التفعيلة).
وأكدت السيفية في الحوار الذي أجراه معها الكاتب والصحفي جعفر العقيلي، أن الشعر (لا يُعيد الموتى، ولا يبني سقوف البيوتِ الخائرة، ولا يفتح مدرسةً أغلقت أبوابها أو هدّمت جدرانها، لكنّه قادرٌ على رتقِ وجعِ قلبٍ أو تكريمِ راحلٍ لا يتذكّره أحد). وأضافت في سياق حديثها عن مهمة الشعر:(ليس بوسعنا أن نفعل إزاء كلّ هذا القبح الذي تخلّفه الحرب سوى الاحتفاء بقصيدة جميلة .. ستذكّرنا دائمًا بأنّ على الحياةِ أن تمضي كما يراد لها، وتذكّرنا بمهمّتنا كشعراء أنْ نقول للعالمِ إننا القادرون على أنّ نصنع من قبحِكِ شيئًا جميلًا يُنعش انكسار قلبٍ وحيدٍ في هذا العالم).