تصوير/ منضور السليميزارها ـ يوسف بن سعيد المنذري :تعتبر قرية إمطــي من أكبر قرى ولاية إزكي وتزخر بمعالمها الأثرية وحاراتها القديمة وأبراجها الشامخة وأفلاجها وأوديتها وبساتينها الخضراء، حيث تتميز منذ القدم بأرضها الخصبة والتي دفعت الأهالي لاستثمارها نظرا لمخزون المياه الجوفية الذي تمتاز به القرية، كما تعد من أكثر القرى اهتماما بالتكافل الاجتماعي والجوانب الثقافية والرياضية التي تستثمر طاقات فئة الشباب وتوجههم في المسار السليم، بما يعود عليهم بالنفع وعلى المجتمع بشكل عام.“الوطن” زارت قرية إمطي والتقت بالشيخ عبدالله بن زهران السليمي، حيث تحدث في بادئ الأمر عن الحارات القديمة الشاهدة على براعة العمانيين منذ القدم وتضم قرية إمطي 8 حارات وهي : (حارة العين) و(حارة إسطنبول) و(حارة البلاد) و(حارة العق) و(حارة السواد) و(حارة السيادي) و(حارة العقبة) و(حارة الشرجة) ، كما أفاد بأن قرية إمطي بها عدد من السكك وسميت بالسكة لوقوع ممر بين جانبي البيوت القديمة ومنها: سكة طوي القاوة وسكة الحمراء وسكة غرباء ، وتمتاز كل حارة عن غيرها في هيئة تصميمها والأدوات المستخدمة، حيث بنيت بعض الحارات بالحجارة فيما تم استخدام الطين في الحارات الأخرى ، ولعل أبرز ما يشد الزائر حارتي العين والسواد الأثريتين لما تحظيان به باهتمام من قبل الأهالي ومريم بنت محمد الزدجالية مديرة الجمعية العمانية للفنون التشكيلية وذلك ضمن المشروع الفني الثقافي السياحي ( تخليد اللحظة الأثرية بالفن ) الذي يتضمن إعادة ترميمها وتقديم هذه الحارات بأسلوب عصري لتحتضن الأنشطة والفعاليات ، كما ستكون مقصدا للسياح للتعرف على أصالة الماضي التليد والاقتراب من لوحات التراث التي تعكس في مضامينها كنوز التاريخ، وقد كانت في القدم بالقرية محلة تسمى (العرصة) حيث كانت بمثابة الملتقى لكورجات النسيج آنذاك ، أما عن أبراجها الشامخة الواقعة على سفوح الجبال يبلغ عددها 6 وهي : (برج الشرخة) و(برج السرح) و(برج العقبة) و(برج الأساودة) و(برج السواد) و(برج العــق) ، ومن معالمها الأثرية (حصن إمطي) والذي يعد أحد الآثار الموغلة في القدم، كما أضاف السليمي بأنه تم مؤخرا اكتشاف قبر أثري بمنطقة العين يعود تاريخه إلى حقبة سمــد ( 300-700) عام .وأكثر ما يشد الزائر لهذه القرية امتداد بساتينها الخضراء حيث تمتاز بوفرة الآبار وتعدد الأفلاج وأهمها: فلج الحديث وفلج السواد وفلج المرضي وفلج بوغول وفلج الحدقي وفلج السمدي؛ حيث تعد أشجار النخيل الأوسع انتشارا بالقرية وبأصناف متنوعة إلى جانب اهتمام الأهالي بزراعة الحمضيات والقمح وقصب السكر، كما تعد قرية إمطي أكثر قرى ولاية إزكي اهتماما بتربية النحل، حيث يوجد بها أكثر من 30 نحالاً. وتشهد القرية حاليا بناء المجلس العام، حيث تم إنجاز ما يقارب 60% من المشروع الذي تم تشييده بجهود وتكاتف الأهالي ، كما تقدم مكتبة الصحوة أدوارا مهمة في الجوانب الثقافية والاجتماعية وذلك بخدمة القراءة والتشجيع عليها بما تمتلكه من مؤلفات تاريخية ودينية وعلمية متنوعة، كما تستقطب المواهب وتنظم المسابقات بالتعاون مع الأهالي والفرق الأهلية، وقد حظي كبار السن بنصيب من خلال الفعالية السنوية ( آباؤنا قدوتنا ) ، كما تقدم الفرق الأهلية البالغ عددها 4 وهي : (الصقر) و(امطي) و(اتحاد امطي) و(الوحدة) أدواراً عديدة في خدمة المجتمع من خلال تنظيم المعسكرات الدورية في خدمة البلد والفعاليات المشتركة في مختلف المجالات.