حصل الكاتب والفنان أحمد بن سعيد الأزكي على الماجستير بامتياز من جامعة نزوى عن دراسته الدراما في المعلَّقات العشر. وأشرف على الرسالة الدكتور عيسى بن سعيد الحوقاني، وتمت مناقشتها برئاسة كل من الدكتور إسماعيل الكفري وعضوية الدكتور حافظ أمبوسعيدي والدكتور أحمد حالو.
الدراسة تُعنى هذه بالدراما في المعلَّقات العشر، وركزت على الجانب الدرامي دون غيره من الجوانب، وكشفت عن مفهوم الدراما، وعلاقته بالأدب، كما تناولت عناصر البناء الدرامي، ومصادر الدراما في المعلقات العشر. وتطرّق الباحث إلى القصص الدرامية والصور البصرية فيها، والاستهلال، والسَّرد، والشخصيات، والحوار الدرامي، والمكمّلات الدرامية، وتتحدث الدراسة كذلك عن الصراع بنوعيه الداخلي والخارجي، وتناول الدراما الظاهرة والمخبوءة وما حوته تلك الدراما من حبكةٍ ومكانٍ وزمانٍ والاسترجاع. وهدفت الرسالة إلى تقديم صورةٍ جديدةٍ للبحث في الشعر العربي القديم، والنظرِ إليه نظرةً فنية بصريةً سينمائيةً وتليفزيونيةً، واعتمد الباحث على الخيالَ البصري لرسم الأحداث التي أتى بها الشعراء في معلَّقاتهم، وركز في دراسته على نوعٍ خفيٍّ من الدراما يطلق عليه الدراما المخبوءة، كذلك تسعى الدراسة إلى تفجير الطاقات الإبداعية لدى الباحثين الآخرين لتناولِ مادة الشعر العربي القديم بصورٍ وقراءاتٍ حديثةٍ تتماشى مع روح العصر. اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي مع الإفادة من نظرية التلقي، الذي مكَّن الباحث من وصف النزعة الدرامية في المعلقات العشر، والكشف عن عناصرها وأبعادها بتحليل النصوص، ثمَّ تأويل المواقف الدرامية وتفسيرها. وكشفت الدراسة أن الوصف الدرامي الذي أتى به الشعراء في بعض المعلقات يشبه الوصف السينمائي والتلفزيوني الذي يقوم به كتَّاب السيناريو وإنْ لم يكن إياه، أمَّا بعضُ المعلَّقات فقد تضمَّنتْ موضوعات أقرب ما تكون للفيلم التسجيلي أو الوثائقي، ولا سيما المعلَّقات التي تناولتْ قصص الحيوان كمعلقة طرفة ابن العبد، ولبيد بن ربيعة، والنابغة الذبياني.