حامد مرسي:
ما ظنكم بتارك الصلاة! .. هذه بلوى عظيمة انتشرت بين المسلمين كلنا له أبناء تاركين للصلاة ولنا أخوات تاركين لها ولنا جيران تاركين للصلاة.

يا تارك الصلاة .. اعلم علم اليقين أنك ملعون عند الله عز وجل ولو أنطق الله الجمادات والحيوانات للعنت هذه الأشياء، تارك الصلاة والثوب الذي يلبسه، تارك الصلاة يلعنه بلسان حاله ويقول له: لولا أن ربي سخرني لك لفررت من على جسدك ولقمة العيش الذي هى من رزق الله تلعن تارك الصلاة وتقول له بلسان الحال: يا عدو الله تأكل من رزق الله وتضيع فرائض الله والبيت الذي يسكن فيه تارك الصلاة ويعيش فيه ويحميه من البرد والحر يقول له في كل صباح إذ خرج إلى عمله:(اخرج مني اخرج مني لا صاحبك الله في سفرك ولا رادك الله إلى أولادك سالمًا غانمًا).

ولقد أجمع العلماء على أن ترك الصلاة من أعظم الذنوب ومن أكبر الكبائر عن علام الغيوب وأن ذنب تارك الصلاة أعظم عند الله من شرب الخمر وقتل النفس والزنا، وقد ذكر الحافظ الذهبي في كتابه (الكبائر):(أنَّ امرأة جاءت إلى نبي الله موسى (عليه السلام) وقالت: يا نبي الله لقد ارتكبت إثمًا وذنبًا عظيمًا وتبت إلى الله توبة صادقة فجئت إليك لتدعو الله لي ليغفر لي فقال لها نبي الله موسى: وما ذنبك؟ فقالت المرأة: لقد زنيت وقلت ولدي من الزنا، ففجع موسى وقال لها: أخرجي أيتها المرأة الفاجرة حتى لا تنزل علينا نار من السماء فتحرقنا بشؤمك فخرجت من عنده منكسرة القلب، فنزل جبريل على نبي الله موسى وقال: يا موسى يقول الحق لك ـ جلَّ جلاله في علاه: لما ردت التائبة: يا موسى أما علمت من هو شرٌ منها؟ فقال موسى: يا سبحان الله هل هناك أشر من هذه الزانية القاتلة يا جبريل؟ فقال جبريل: نعم يا موسى أشر من هذه الزانية وهو تارك الصلاة عامداً متعمداً ، وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر)، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ أنه قال: لقد ذكر النبي (صلى الله عليه وسلم) الصلاة يومًا، فقال (صلى الله عليه وسلم):(من حافظ على الصلاة كانت له نورًا وبرهانًا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نورًا ولا برهانًا ولا نجاة وحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأُبي بن خلف)، أين هؤلاء العتولة في الدرك الأسفل من النار، قال ابن القيم:(إن من ترك الصلاة لا يكون إلا بسبب من الأسباب الأربعة: لماله أو بملكه وحكمة أو وزارته أو تجارته فمن شغله ماله عن الصلاة حشر مع صاحب المال مع قارون، ومن شغله ملكه وحكمه عن الصلاة حشر مع فرعون، ومن شغلته وزارته عن الصلاة حشر مع هامان، ومن شغلته تجارته ـ يا أصحاب التجارات يا من ينادي عليكم للصلاة وتقولون أن التجارة عبادة والعمل عبادة لا بارك الله في عمل يلهي عن الصلاة ـ فقد حشر صاحب التجارة مع أبىّ بن خلف في الدرك الأسفل من النار)، وفريق من العلماء أخذ بظاهر هذه النصوص وقالوا: تارك الصلاة كافر مرتد وإن كان يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إن مات لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولم يدفن في قبور المسلمين، كافر يعامل معاملة الكفار، ولكن جمهور العلماء فرقوا بين تارك الصلاة جحودًا أو إنكارًا من تركها كسلًا وتهاونًا، كما هو مصيبة كل المسلمين الآن، من قال: ما هى الصلاة؟! أو لا يوجد حاجة اسمها الصلاة، الناس الذين يؤدون الصلاة ماذا عملوا؟ قالوا هذا كافر خارج عن الملة ومن قال إني مقصر ومفرط ومذنب وربنا يعني قالوا إن اعترف بوجودها وتهاون ولم يصل!ِّ فإنه كافر ولكن كفر لا يخرج عن الملة، ربما أن يكون في قلبه لا إله الا الله محمد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تشفع له يوم القيامة، وكان سيدنا عمر بن الخطاب يقول:(إن أهم أموركم عندي الصلاة فمن ضيع الصلاة فقد ضيع الدين ومن حافظ على الصلاة فقد حافظ على الدين ومن ضيع الصلاة فهو لما سواها أضيع)، ولاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة ولم يخالفه في ذلك صحابي من الصحابة (رضوان الله عليهم أجمعين)، وقال الفقهاء: تارك الصلاة يستتاب أن يطلب منه التوبة فإن تاب الله عليه وإن لم يتب تارك الصلاة قُتِلَ حدًّا هذا هو رأي بعض الفقهاء، وقال أبو حنيفة: لا يقتل بل يعذر ويحبس حتى يصلي .. هذا والله أعلم .

* إمام مسجد بني تميم بعبري