[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/waleedzubidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]وليد الزبيدي[/author]
تسهم أفلام ومسرحيات وأعمال أدبية وفنية في ولوج نوافذ للمعرفة، ومن يشاهد فيلم (سفرجيت) الذي تابعه الجمهور في العام 2015، وأثار تساؤلات الكثيرين من مشاهديه عن جوهر الديمقراطية ومظاهرها في أعرق البلدان وأقدمها في الممارسة الديمقراطية، خصوصا فيما يتعلق بحق المرأة البريطانية في التصويت، إذ يعتقد الكثيرون أن هذا الحق قد رافق مسيرة الديمقراطية في بريطانيا على الأقل منذ مئات السنين، إلا أن هذا الفيلم يكشف حقائق قد تكون جديدة ومثيرة للاهتمام لدى الكثيرين، فقد بدأت تتبلور حقوق المرأة في التصويت قبل قرن تقريبا، واستغرق حصول النساء على هذا الحق في بريطانيا عقودا طويلة، وقدمت النساء الكثير من التضحيات لبلوغ ذلك الهدف، وبالتأكيد لولا صلابة النسوة اللاتي تصدين لهذه المهمة الصعبة وإصرارهن على تحقيق هدفهن المنشود لما حصلت المرأة البريطانية على حق التصويت في الانتخابات في ذلك الوقت، كما أن تلك التضحيات والجهود الكبيرة المبذولة ـ كما يرويها الفيلم وتؤكدها الحقائق التاريخية ـ قد فتحت الأبواب أمام النسوة في الكثير من دول العالم لمنح النساء حق التصويت والمشاركة الفعالة في العمل السياسي ـ ولو لم يتحقق ذلك في بريطانيا لتأخر كثيرا هذا الحق في العديد من دول العالم.
يتفاجأ المشاهد لحجم النشاطات التي أقدمت عليها الناشطات النسويات، وتحديدا في زمن حكومة رئيس الوزراء لويد جورج مطلع القرن العشرين، فقد أقدمن على تفجير بيت أحد الوزراء الذي شيده حديثا، ولم تتوقف تلك النشاطات رغم حملات الاعتقالات الواسعة التي تعرضن لها، وتبدأ صفحة جديدة في هذا المضمار الطويل إثر حدث مأساوي، بعد أن أقدمت إحدى الناشطات على اعتراض عربة الملك جورج الخامس أثناء حضوره سباق للخيول في الـ4 من تموز ـ يوليو 1913، للفت انتباهه إلى قضيتهن واستثمار الحضور الإعلامي الواسع. وبينما أرادت الناشطة رفع راية الحركة النسوية في عربة الملك سقطت تحت سنابك الحصان الذي يجر العربة وتسبب ذلك بوفاتها، ومن هذا الحادث بدأت النسوة يحصدن نتائج تلك الجهود الطويلة والمضنية، واحتفلت النساء البريطانيات قبل سنوات قليلة بمرور مئة عام على الحقبة الأولى في نيل حقوقهن بعد التشريعات العديدة التي صدرت بخصوص منح المرأة حق التصويت والمشاركة في العمل السياسي.
يصور فيلم (سفرجيت) معاناة النسوة والصراع الذي حصل بين التيار المعارض لدور المرأة في العمل السياسي ودخول البرلمان، والذي كان يرى أن دور المرأة ينحصر في تربية الأطفال والاهتمام بالمنزل، في حين كانت رؤية الكثير من النسوة تختلف عن ذلك مطالبة بدور يتناسب وحجم حضور المرأة في المجتمع.
فيلم (سفرجيت) من بطولة الممثلة البارزة ميريل ستريب وهيلينا بونهام كارتر وكاري موليجان وبن ويشا وبرندان جليسون. وإخراج سارة جافرون وتأليف أبي مورجان.
هذا الفيلم واحد من الأعمال السينمائية التي تفتح النوافذ المعرفية والتاريخية.