رفيف بنت عبدالله الطائية:
ركيزة الحياة الأساسية مبنية على المتغيرات المتناقضة، وعادة ما تكون بين قوتي الجذب والتنافر، فهناك لون أحمر وهناك اللون الأخضر لا يوجد وسطية باللون، وهناك اتجاه يمين أم يسار ولا يوجد خط مستقيم يربط بينهما، فكذلك الحياة لا توجد وسطية فيها.

ففي الحياة عامل الوسطية مفقود، وعليك أنت أن تصنعه، وكيف تجعل الوسطية ركيزة أساسية لحياتك؟ لذا عليك أن تلعب دور المهندس البارع والماهر في وضع الأساس المتين لصلابة البناء، فكن مهندسا بارعاً ومبهراً في بناء ركيزة الحياة الأساسية لك.... واعلم أنك أنت الوحيد القادر على صنع حياتك.

مليئة الحياة بالتناقضات وبها كثير من المتغيرات... وهنا لا ينفع سوي التعايش مع المتناقضات وتقبل المتغيرات، وبعدها عليك أن تلعب دور المهندس وتتقن الرسم البياني لأساسيات حياتك لتصنع ركيزة متوازنة وصحيحة، فعليك أن لا تميل إلى اليمين لتصبح مثاليا ولا تميل إلى اليسار وتصبح حياتك بلا هدف، ولا ترجع للوراء لتعيش على الماضي ولا تصلح منه، ولا تتقدم كثيراً للأمام وباندفاع ويقتلك طموحك المندفع، إذآً عليك أن تكون مهندسا ماهرا لصنع حياة صحيحة.

واعلم أن هناك الحزن وفي المقابل هناك الفرح، يوجد الزعل ونظيره السعادة، يعم الشر في النفوس ولكن هناك أيضا الخير، ستواجه الكذب والخداع ومقابله هناك الصدق والوضوح، ولا تعش على منعطفات الحياة بل عش في منتصف دائرة الحياة.واعلم أن الحياة مباديء وفكر وثقافة.

وكيف تهندس هذه المتناقضات لتستطيع اكمال مشوار الحياة بتوازن، إن التعايش مع متقلبات الحياة ومتغيراتها أمر مفروغ منه، عليك أن تتقبل التغيير، عليك تقبل جميع الظروف المتوقع أن تصادفها، برمج نفسك على جميع الظروف.

ولأن التعايش مع تلك المتناقضات فلسفة هندسية، فعليك أن تجعل لحياتك معادلة حسابية لأنها مكسب وخسارة، حيث إنك أما تهندس بناء قويا لمتغيرات الحياة بشكل صحيح وتكسب راحة البال والبيئة السليمة، أو تهندس حياة أساسها ضعيف وهنا تخسر ذاتك وراحة بالك...كن مهندساً لمباديء الحياة واصنع حياة سعيدة.

لذا عليك أن تتقن فنون التعايش مع هذه التناقضات، وذلك بالرضا والقناعة.. والمحبة وسلام الذات والمتغيرات التي تواجهك والصدق، وأهمها التوازن والوسطية ... كن مهندساً بارعا في تحديد خطوط الزوايا لأساسيات الحياة.

لا تحلل، لا تدقق لا تعش في تناقض، واعلم أن جميع البشر حياتهم مليئة بالمتناقضات والتغيرات، والماهر من يتعايش معها بصدق ويصنع منها حياة وسطية ومتوازنة... فكن بارعاً في إدارة هندسة الحياة.

ليس حقيقة أن هناك من وُلد وفي فمه ملعقة من ذهب، فتأكد أن هناك في هذا الذهب شاءبة ما، أو في فمه الحلوى وتأكد أنه لم يستطعم نكهة الحلوى إلا بعد معاناة، فجميع البشر حياتهم فيها الشقاء والسعادة. كن على يقين أنه لا توجد حياة مكتملة.

تأكد أن هناك بعد الظلمة نور، وبعد الحرمان رزق، وفي المقابل هناك كره وهناك حب... تعايش وكن مهندسا في صنع حياة قوية، وكن اداريا في فن إدارة تناقضات الحياة.

نعم، الحياة ليست ظروفا، وليست رفاهية بل هي هندسة أنت من تصنعها وتبنيها، فكن المهندس للحياة الصحيحة القوية.

ظروف الحياة ليست خطا مستقيما، بل خط متعرج تماما كالمرتفعات هناك منخفض فيها وهناك مرتفع، وهنا مهارتك يا مهندس الحياة أن تتخطى هذه التقلبات، فالحياة ليست مربعا ومستطيلا متوازن الزوايا، بل حلقة دائرية أنت محورها ومن يشكلها ويجعها مثلثا متوازن الخطوط والزوايا أنت أيها المهندس... هندس حياتك بشكل صحيح.

لا تعش كقارب تأخذك الريح أينما اتجهت، لا تبني أساسيات حياتك على فكر ومبدأ ضعيف البنيان، بل كن مهندساً ذكياً في صنع مسار حياتك بشكل متوازن وصحيح وقوي.