يتراوح الكيلو بين 40 و70 ريالا وتنفرد به السلطنة عربيا
صلالة ـ العمانية: بدأ أمس في محافظة ظفار موسم صيد الصفيلح الذي يعرف عربيا باسم (أذن البحر) وعالميا (الأبالوني) ويعتبر من الثروات البحرية النادرة والمهمة التي تزخر بها المياه العمانية إذ يتراوح سعر الكيلو بين 40 و70 ريالا عمانيا.
واستكملت وزارة الزراعة والثروة السمكية ممثلة في المديرية العامة للثروة السمكية بمحافظة ظفار الاستعدادات الخاصة ببدء موسم صيد الصفيلح والتي حددها القرار الوزاري من 7 الى 18 ديسمبر الجاري ولمدة 12 يوما، حيث تم الإعداد لهذا الموسم من مختلف الجوانب الإدارية والإحصائية والفنية والرقابية.
وقامت المديرية بإصدار التراخيص لغوص وصيد الصفيلح للغواصين وتراخيص تجهيز وتداول الصفيلح للتجار حيث تم تحديد 7 مراكز لاستقبال إنتاج الصفيلح بكل من منطقة حينو ووادي عين بولاية مرباط ومناطق صوب وسدح وفوشي وحيطوم وحدبين وحاسك بولاية سدح كما تم تجهيز وتعزيز فرق الرقابة بالتعاون مع الرقابة المركزية بالوزارة وقيادة شرطة محافظة ظفار للوقوف على تطبيق اللوائح والأنظمة والإجراءات المنظمة لموسم الغوص.
كما قامت المديرية العامة للثروة السمكية بمحافظة ظفار بتوزيع عدد من المطبوعات تتضمن الأحكام والإجراءات الخاصة بموسم الصفيلح والحفاظ على هذه الثروة بالإضافة إلى بعض الأدوات والمعينات الإرشادية التوعوية للغواصين والتجار والمهتمين بثروة الصفيلح وتم تجهيز فريق لمتابعة السجلات واستلام البيانات وتسجيل بيانات الإنتاج خلال الموسم.
وقد سبق اختيار هذه الفترة من السنة مطالبة الأهالي بفتح الموسم أو غلق الموسم مع تقديم التعويضات ودرست الوزارة جميع هذه المطالبات وعقدت عدة اجتماعات بحضور المختصين و اللجان المختصة والخبراء لدراسة أنسب الخيارات وبناءً على استمرار مطالبات المجتمع المحلي فقد إستقر الرأي على فتح الموسم ولمدة 12 يوماً وذلك لإتاحة الفرصة لإحياء الصفيلح للتوالد وإلقاء البيوض قبل جمعها من قبل الغواصين.
وتشير الدراسات البحثية أن فترة إلقاء البيوض تبدأ من شهر سبتمبر ويستمر إلى بعد شهر ديسمبر ومع نهاية شهر ديسمبر تكون أكثر من 80% من الحيوانات قد ألقت بيوضها قبل جمعها من قبل الغواصين وبهذه الطريقة تكون الوزارة قد لبت مطالب المجتمع بفتح الموسم وساهمت في تخفيف الضرر على المخزون وحمايته من الصيد
الجائر بالإضافة إلى تشديد الرقابة على عمليات الغوص والاستعانة بشرطة عمان السلطانية وتشديد الرقابة على التجار لمنع شراء وتداول الأحجام الصغيرة من الصفيلح.
وفي ضوء المعطيات المشار إليها فإن الوزارة قامت بإصدار إعلان بفتح موسم الغوص مع رفع مستوى الإلتزام بالضوابط المنظمة لمصائد الصفيلح التي من شأنها المحافظة على إستدامة هذه الثروة الهامة وهذا لا يتأتي إلا من خلال تضافر جهود جميع فئات المجتمع وعلى رأسها الغواصين والتجار والذين يمثلون ركيزة أساسية التي من شأنها دعم جهود الوزارة لحماية هذه الثروة التي قد تتعرض للإنقراض بسبب الصيد الجائر وغير القانوني.
ويعتبر الصفيلح من أهم مواسم الصيد في محافظة ظفار وينحصر وجوده في الشواطئ الواقعة بين ولاية مرباط ونيابة شربثات بولاية شليم وجزر الحلانيات إضافة إلى وجود مصائد صغيرة بنيابة صوقرة بمحافظة الوسطى.
وتنفرد السلطنة دون غيرها من الدول العربية بتوفر هذا الكائن البحري الرخوي الذي يتواجد منه أنواع أخرى في الصين واليابان وجنوب أفريقيا وكندا وأميركا واستراليا ويرجع ارتفاع قيمة الصفيلح إلى تحديد مواسم صيده بالإضافة إلى وجود أعداد كبيرة من الشركات المنافسة وكذلك الطلب المتزايد عليه حيث يعد الصفيلح المصطاد في السلطنة من أجود الأصناف فى العالم ويسمى"هولوتيوس ماريا" ويعد من أشهر الأطعمة البحرية في العالم ويعرفه الذواقة باسم "شريحة اللحم البحرية".
والصفيلح كائن رخوي يتغذى على الطحالب والأعشاب البحرية ويكون ملتصقا بالأسطح السفلية للصخور حيث يعيش داخل صدفة بيضاوية الشكل وخشنة السطح من الخارج ذات صف من الثقوب في جانبيها تساعده على التنفس وهو ليلي المعيشة حيث تنشط حركته في الظلام وتقل أثناء فترة النهار ويظل مختبئا في الجحور والصخور والشقوق الصخرية تجنبا لكثير من المفترسات.
وقد دفع ارتفاع سعر هذه الثروة بالكثير من المواطنين إلى عمليات الغوص على الصفيلح الأمر الذي زادت معه أعداد الغواصين بشكل ملحوظ وظهور الكثير من الممارسات الخاطئة في صيد الأحجام الصغيرة التي لم تصل إلى حجم النضوج والتكاثر ما أدى إلى تدهور المصائد وانخفاض الإنتاج.
ويرجع انتشار الصفيلح في السلطنة إلى تأثر المناطق الشرقية بمحافظة ظفار بالتيارات البحرية الصاعدة من الأعماق بسبب الرياح الموسمية والمحملة بالأملاح المغذية والتي ينتج عنها ازدهار وتواجد الطحالب البحرية والتي تعتبر الغذاء الرئيسي لهذا الكائن الرخوي.
ويستخدم الصيادون في استخراج محارة الصفيلح التي تكون ملتصقة بالصخور أداة تشبه السكين ومنظارا للعين وسلة مربوطة حول الخصر فقط ولا يسمح باستخدام أسطوانات الأوكسجين والأدوات الحديثة الأخرى في الصيد حفاظا على محدودية الاستخراج.
ويتكبد الغواص مشقة كبيرة في عملية استخراجه لهذه المحارة وتواجهه الكثير من الصعوبات تتمثل في برودة البحر ووجود أعشاب كثيرة في مواقع تواجد الصفيلح مما يكون له أثر كبير في إعاقة الغوص بإثارتها حساسية شديدة عند احتكاكها بجسمه
إضافة إلى كثرة أسماك ثعابين البحر والمعروفة محليا ب" العيروف" التي تشكل خطرا على الغواص وذلك بمهاجمته بين الحين والآخر عند محاولته استخراج الصفيلح.
وتتمثل عملية استخراج الصفيلح بشق محارته واستخراج الصفيلح من داخلها وهي قطعة من اللحم تشبه راحة الكف ثم يقوم الغواص بتسليم الكمية الحاصل عليها للتاجر الذي يقوم بدوره بغلي هذه الكميات في أوان كبيرة ثم يجفف الصفيلح بعد ذلك على مسطحات خاصة من الخشب أو شباك الصيد ويعرضه للشمس لفترة قد تصل إلى عشرين يوما وكلما زادت مدة التجفيف كلما زادت جودة الصفيلح.
ويقوم التاجر بعد ذلك بتعليب الكميات في صناديق خاصة ويتم تصديرها إلى الأسواق الخارجية وبخاصة إلى دول شرق آسيا حيث يزداد الطلب على الصفيلح.
وكانت وزارة الزارعة والثروة السمكية قد أصدرت قرارا بحظر صيد الصفيلح وتداوله لمدة ثلاثة أعوام 2008 , 2009, 2010 بالإضافة إلى حظر اصطياد وجمع وتداول الصفيلح الذي يقل طول صدفته عن"90" تسعين مليمترا مما ساهم في زيادة الإنتاج خلال العام الفائت إلى " 150" طنا من مختلف الأحجام حيث يعتبر هذا الإنتاج الأكبر في تاريخ المصائد والإحصاء الا ان معدلات الانتاج على بدأت في التضاؤل لتصل الى 54 طن في عام 2012.