تعزيزًا لقيم المواطنة والمهارات الفنية

كتب ـ عبدالله بن سالم البطاشي :
أطلقت وزارة التربية والتعليم ممثلةً بدائرة المواطنة بالتعاون مع المتحف الوطني ممثلاً بمركز التعلم صباح أمس اللوحة الفنية (عُمان خمسون عامًا، نهضة متجددة)، وذلك في ديوان عام وزارة التربية والتعليم تحت رعاية معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم، وقام برسم اللوحة الفنان سالم بن خميس السلامي العضو بالجمعية العمانية للفنون التشكيلية، بمشاركة 10 طلاب من محافظة مسقط ومحافظة الداخلية من الموهوبين في الرسم من ثلاث مدارس "المدرسة السعيدية للتعليم الأساسي للبنين للصفوف (5 - 12)، ومدرسة أسماء بنت أبي بكر للتعليم الأساسي للبنات للصفوف (5- 12)، ومدرسة ولاية بدبد للتعليم الأساسي (1 - 9)، وثلاثة من معلمي مادة الفنون التشكيلية.

وجاءت فكرة تنفيذ اللوحة الفنية تزامنًا مع الاحتفال بالعيد الوطني الخمسين المجيد، وتعزيزًا لقيم المواطنة والمهارات الفنية، وتعبيرًا لما تكنه نفوس المشاركين من مشاعر الفرحة بهذه المناسبة الوطنية، وتُعبر اللوحة عن أبرز المعالم والرموز الحضارية للسلطنة على مدى خمسين عامًا من النهضة العمانية الحديثة، مُشكلةً خطًا زمنيًا لفترات بارزة من التاريخ العماني، بشكل بانورامي وبعرض أربعة أمتار، وطول مترين، واستغرق إعدادها 6 أيام، وتم وضع آلية لتنفيذها تضمنت القيام برسم المخطط الرئيس لها ومتابعة جميع مراحل تنفيذها وتوفير الأدوات اللازمة، وسيتم عرض اللوحة في قاعة مركز التعلم بالمتحف الوطني، بجانب أسماء المشاركين وشاشة الكترونية توضح مراحل عملها.

وعن فكرة اللوحة أوضح الفنان سالم بن خميس السلامي عضو في الجمعية العمانية للفنون التشكيلية، فكرت برسم لوحة فنية جدارية لتضم منجزات الوطن الممزوجة بالتراث العريق، ردًا لجميل هذا الوطن ومبادلته العطاء بروح الفن، فأصدق التعابير هي تلك النابعة من إبداع أنامل شباب هذا الوطن، وتم ملء جميع مساحات اللوحة بمجموعة من الألوان بمشاركة جميع الطلبة، وتم تخطيط أهم العناصر الرئيسية بها وتلوينها مع مراعاة أبعاد مستوياتها الثلاثة، بعدها اللمسات الأخيرة لتضيف رونقًا جميلاً للعمل، وجميع المشاركين متعاونون ويتسمون بالمصداقية، ويتملكهم الشغف، ومشاركتي في رسم هذه اللوحة لحظة استثنائية في حياتي أن أترك بصمة مميزة في قالب فني سيظل خالدًا في المتحف الوطني أحد أهم وأبرز المتاحف في السلطنة.

وتحدث عبدالله بن محمد الرجيبي اخصائي تعليم برنامج الانتشار بالمتحف الوطني عن مجالات التعاون القائمة بين المتحف الوطني ووزارة التربية والتعليم في رسم اللوحة قائلاً: ساهم المتحف في توفير الجو المناسب لعمل اللوحة البانورامية من ناحية توفير المكان ودعم الفنان ببعض الصور من المتحف الوطني، كما تم مناقشة وزارة التربية والتعليم عن مرئيات العمل والفكرة التي سيتم منها إخراج العمل الفني، وعرضه في المتحف الوطني للزوار، وشرح عناصر العمل الفني وطريقة تنفيذه بمشاركة مجموعة من الفنانين والفنانات وطلبة المدارس، ومشاركتي في هذا العمل الفني كانت في إدارة الحوار والنقاش مع الفنان التشكيلي للاستفادة من خبراته وامكاناته الرائعة في تنفيذ العمل الفني والأسلوب الذي يتفرد به في طريقة التلوين والمزج وإخراج العمل بشكل متناغم مع العناصر والأجزاء والرموز الوطنية البارزة ليحكي ملحمة وطنية ونهضة حديثة، نستلهم فيها حب الوطن.

أما رحيمة بنت منصور المسلمية اخصائية أنشطة مدرسية بمدرسة بدبد للتعليم الأساسي للصفوف (1- 9) بولاية بدبد بتعليمية محافظة الداخلية فتقول: تُعد هذه المشاركة رصيدا ثقافيا فنيا حيث نقلني إلى متنفس آخر ومنبع من منابع الجمال في زوايا الحياة المختلفة بمنظور التعرف إلى مجتمع آخر يرى الجمال بأفكاره، ومساهمتنا في اللوحة من خلال مشاركة طالبات مدرستنا المجيدات في مجال الفنون التشكيلية. وهذه اللوحة وفاء لباني النهضة العمانية الحديثة السلطان الراحل طيب الله ثراه وتجديد للولاء لقائد مسيرتها المباركة المتجددة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق –حفظه الله ورعاه- وسدد خطاه وأعانه على أمانة الوطن العظيمة.

وأشارت بدرية بنت حمد الهدابية معلمة فنون تشكيلية بمدرسة بدبد للتعليم الأساسي للصفوف (1- 9) بولاية بدبد بتعليمية محافظة الداخلية، تُعتبر هذه المشاركة رصيدا ثقافيا فنيا في الجانب التخصصي بما أنني معلمة فنون تشكيلية، ومساهمتنا من خلال تمثيل المحافظة في هذه المشاركة القيمة تمثلت في التواصل مع أولياء الأمور وتحفيز الطالبات على المشاركة والمساهمة في هذه اللوحة الوطنية.

وقال الطالب إلياس بن عدنان السعدي من الصف الثامن بمدرسة السعيدية للتعليم الأساسي بنين (5 - 12) بولاية مسقط شاركت في هذه اللوحة الوطنية التي جاءت تعبيرًا لما تكنه نفوسنا من مشاعر الحب والولاء لوطننا العزيز ولصاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ في رسم معلم برج الصحوة الذي يُعد أحد المعالم البارزة في السلطنة .
وتحدث الطالب يوسف بن جمعة الحارثي من الصف السابع بمدرسة السعيدية للتعليم الأساسي بنين (5 - 12) بولاية مسقط قائلا: تعد هذه التجربة مفيدة وجيدة لي تعرفت من خلالها على استخدام نوعية جديدة من الألوان وكيفية تنسيقها بما يتلاءم مع العمل، وأشعر بالفخر بهذه المشاركة الوطنية.

أما الطالب الحواري بن علي الضنكي من الصف السابع بمدرسة السعيدية للتعليم الأساسي بنين (5 - 12) بولاية مسقط يقول: أنا بين مجموعة من محبي هذا الفن، وتعلمت من الفنان أساليب الرسم والتلوين واستخدام الفرشاة والعمل الجماعي مع المشاركين، وأشعر بالفخر في هذه المشاركة في كونها تجسيدا للمعالم العمانية احتفالا بمناسبة غالية علينا جميعًا، ونشكر القائمين على هذا العمل الفني الرائع.

بينما قالت الطالبة صفية بنت خميس الراشدية من الصف التاسع بمدرسة ولاية بدبد للتعليم الأساسي للصفوف (1- 9) : استمتعت كثيرًا بمشاركتي في رسم هذه اللوحة الفنية، كذلك تعلمت أشياء جديدة لم أكن أعرفها في المجال الفني وهذا بجهود الفنان التشكيلي، وتعني لي هذه المشاركة الكثير في حب وطني، وسعدت كثيرًا بهذه المشاركة لأنها تشعرني بالفخر.
وذكرت صبا بنت عبدالخالق البلوشية من الصف التاسع بمدرسة ولاية بدبد للتعليم الأساسي للصفوف (1- 9): مشاركتي في هذا العمل الوطني في رسم حصن العيجة الذي تم بناؤه في عهد السلطان فيصل بن تركي، وأجد هذه المبادرة تشجع الطلبة والفنانين المبتدئين لتنمية قدراتهم، واكتساب الخبرات والمعلومات وتعلم تقنيات جديدة من أشخاص ذوي خبرات وقدرات عالية.