يبدأ يوم الاحد القادم بمحافظة ظفار موسم صيد الصفيلح "اذن البحر" والمعروف عالميا باسم "الابلونى" والذى يعد احد الثروات الطبيعية التي تزخر بها المياه الاقليمية بالسلطنة وقد أعلنت وزارة الزراعة والثروة السمكية عن موعد موسم الغوص لصيد الصفليح لعام 2014م وذلك استناداً لأحكام المادة (15/أ) من اللائحة التنفيذية لقانون الصيد البحري وحماية الثروة المائية الحية والصادرة بالقرار الوزاري رقم (4/94) ، ليكون خلال الفترة من 7 إلى 18 من الشهر الجاري.وتناشد الوزارة جميع الصيادين والتجار التقيد بالفترة الزمنية المحددة لموسم الصيد، والالتزام بالإجراءات والضوابط المنظمة لعمليات الغوص وتداول وتجهيز الصفيلح ، مع ضرورة التأكيد على حمل الترخيص بشكل دائم أثناء الفترة المحددة لموسم الغوص ، وعلى جميع الصيادين وتجار الصفيلح الحاصلين على تراخيص سابقة ضرورة مراجعة دوائر التنمية السمكية بمحافظة ظفار لاستكمال إجراءات الحصول على التراخيص اللازمة.وتهيب الوزارة من كافة الصيادين والتجار التقيد بالضوابط المقررة في الغوص وتداول وتجهيز الصفيلح والمنصوص عليها في اللائحة التنفيذية وعلى وجه الخصوص حظر صيد وجمع الصفيلح الذي يقل طوله عن (90) مليمتر كما يحظر صيد وجمع الصفيلح في المواقع الضحلة التي يقل عمق الماء فيها عن (3) أمتار ويحظر حيازة واستخدام أسطوانات ومعدات الغوص والتنفس الاصطناعية تحت الماء أثناء عمليات الصيد وفي مواقع تواجد الصفيلح ، كما يحظر حيازة واستخدام الأنوار الكاشفة والإضاءة الاصطناعية بكل أنواعها أثناء الغوص وفي مواقع تواجد الصفيلح ويحظر تقليب الصخور في بيئات الصفيلح اضافة الى حظر الغوص من وقت غروب الشمس إلى شروقها ، ويحظر حيازة واستخدام أداة استخراج الصفيلح (الجزرة/ المقطع) التي يزيد طولها عن (50) سنتيمترا ، كما يحظر حيازتها على القوارب وبالقرب من مواقع الصيد خلال الفترة التي يحظر فيها الصيد والغوص.ومن الضوابط أيضا يحظر فصل اللحم عن الصدفة قبل تسجيل وقياس الكميات المصادة في المواقع المحددة من قبل السلطة المختصة بالوزارة. ويحظر بيع الصفيلح لغير التجار المرخص لهم وفي غير المواقع المحددة من قبل السلطة المختصة بالوزارة.وتهيب وزارة الزراعة والثروة السمكية من جميع الصيادين والتجار التعاون وضرورة التقيد بالضوابط والشروط المقررة وذلك حفاظاً على هذا المورد السمكي الهام.تجدر الاشارة الى ان السلطنة تنفرد دون غيرها من الدول العربية بتوفر هذا الكائن لبحري الرخوي الذي يتواجد منه انواع اخرى في الصين واليابان وجنوب افريقيا وكندا وامريكا واستراليا ويرجع ارتفاع قيمة الصفيلح الى تحديد مواسم صيده بالإضافة الى وجود اعداد كبيرة من الشركات المنافسة وكذلك الطلب المتزايد عليه حيث يعد الصفيلح المصطاد في السلطنة من اجود الاصناف في العالم ويسمى هولوتيوس ماريا ويعد من أشهر الاطعمة البحرية في العالم ويعرفه الذواقة باسم شريحة اللحم البحرية.والصفيلح كائن رخوي يتغذى على الطحالب والاعشاب البحرية ويكون ملتصقا بالأسطح السفلى للصخور حيث يعيش داخل صدفة بيضاوية الشكل وخشنة السطح من الخارج ذات صف من الثقوب في جانبيها تساعده على التنفس وهو ليلي المعيشة حيث تنشط حركته في الظلام وتقل اثناء فترة النهار ويظل مختبئا في الجحور والصخور والشقوق الصخرية تجنبا لكثير من المفترسات .وقد دفع ارتفاع سعر هذه الثروة بالكثير من المواطنين الى عمليات الغوص على الصفيلح الامر الذي زادت معه اعداد الغواصين بشكل ملحوظ وظهور الكثير من الممارسات الخاطئة في صيد الاحجام الصغيرة التي لم تصل الى حجم النضوج والتكاثر مما أدى الى تدهور المصائد وانخفاض الانتاج. ويرجع انتشار الصفيلح في السلطنة الى تأثر المناطق الشرقية بمحافظة ظفار بالتيارات البحرية الصاعدة من الاعماق بسبب الرياح الموسمية والمحملة بالأملاح المغذية والتي ينتج عنها ازدهار وتواجد الطحالب البحرية والتي تعتبر الغذاء الرئيسي لهذا الكائن الرخوي .ويستخدم الصيادون في استخراج محارة الصفيلح التي تكون ملتصقة بالصخور اداة تشبه السكين ومنظارا للعين وسلة مربوطة حول الخصر فقط ولا يسمح باستخدام اسطوانات الاوكسجين والادوات الحديثة الاخرى في الصيد حفاظا على محدودية الاستخراج . ويتكبد الغواص مشقة كبيرة فى عملية استخراجه لهذه المحارة وتواجهه الكثير من الصعوبات تتمثل في برودة البحر ووجود اعشاب كثيرة في مواقع تواجد الصفيلح مما يكون له اثر كبير في اعاقة الغوص بإثارتها حساسية شديدة عند احتكاكها بجسمه اضافة الى كثرة اسماك ثعابين البحر والمعروفة محليا بالعيروف التي تشكل خطرا على الغواص وذلك بمهاجمته بين الحين والآخر عند محاولته استخراج الصفيلح.وتتمثل عملية استخراج الصفيلح بشق محارته واستخراج الصفيلح من داخلها وهى قطعة من اللحم تشبه راحة الكف ثم يقوم الغواص بتسليم الكمية المحصول عليها للتاجر الذى يقوم بدوره بغلي هذه الكميات في اوان كبيرة ثم يجفف الصفيلح بعد ذلك على مسطحات خاصة من الخشب او شباك الصيد ويعرض للشمس لفترة قد تصل الى عشرين يوما وكلما زادت مدة التجفيف كلما زادت جودة الصفيلح. ويقوم التاجر بعد ذلك بتعليب الكميات في صناديق خاصة ويتم تصديرها الى الاسواق الخارجية خاصة الى دول شرق اسيا حيث يزداد الطلب على الصفيلح.