أحمد بن سعيد الجرداني:.. فلم تكن حياة (ارطغرل) حسب علمي وبعض المصادر الموثوقة بالحياه السهلة وبالأمر الهين خاصةً بعد وفاة والده سليمان شاه بل لها ابعاد خطيرة جدًّا، وذلك بسبب حسد الطامعين عندما انتصر في بعض الجولات ضد المغول والصليبين واستغلالهم لذلك عندها تدخل الأعداء بأغراء بعض ضعفاء النفوس مثل قادة القبائل والخونة الذين لا يزال البعض منهم وللاسف الشديد حتى يومنا هذا مندسين في جسد الدولة وهذه الامة ولكن عندما يهيأ الله لهذه الامة من ينتشلها من ضياعها وضعفها لايعجزه ذلك وسيذلل الصعاب، يقول الله تعالى:(إنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ)(المائدة ـ 33)، فقد ترك سليمان شاه ـ حسب المصادر ومنها المسلسل التركي التاريخي المعروف (قيامة ارطغرل) ـ أربعة اولاد هم:(ارطغرل وجندجدوا وسنجور توكين وتوندار)، حيث أعلن ارطغرل الرحيل عن اخوته وانقسمت قبيلة القاي الى اقسام عده بعضها مع جوندجوا وهو الأخ الأكبر لأرطغرل وبعضها مع ارطغرل وأستطاع ارطغرل اقناع بعض القبائل للانضمام إليه والهجرة إلى (سوغوت) التي منحها له السلطان علاء الدين سلطان الدولة السلجوقية حينما راى في شخصيته مايهيوه لذلك حتى اصبح اميراً للقبائل بعد أن خاض معارك عده وصراعات دامية ضد الخونة في القبائل الأخرى الموالية للدولة البيزنطية وبعضها كانت مواليه للمغول وما لاقاه من صعوبات وشدائد وخيانات من امراء الدولة السلجوقية ورغم تلك الصعاب كانت تلك اسبابا اساسيه من بعده في تأسيس دولة قوية رفعت راية الامة الإسلامية وهي الدولة العثمانية بقيادة أبنه عثمان .وشخصية ارطغرل من الشخصيات التي يجب دراستها وتعليمها للابناء في وقتنا الحاضر فما اشبه الماضي بحاضرنا يقول الله تعالى:(قالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ والله مع الصابرين).فالبرغم من قلة الرجال الذين كانوا حوله إلا إنهم كانوا صادقين ومخلصين له حيث وقفوا معه صفاً واحداً ضد المغول والصليبين والخونة من أجل رفع راية الإسلام ورفع الظلم عن هذه الأمة والبشرية جمعا .ونتعلم من ذلك كله انه مهما انتشر الخونة والحساد في كل زمان ومكان فإن الله لهم بالمرصاد وسيولد من رحم المحنة منحة تنشر العدل وتحارب الخونة والمفسدين وأصحاب الكراسي المزيفة.وفي الختام يجب أن نعلم ابناءنا في المدارس وعبر المنابر مثل هذه الشخصيات الخالده والبحث في المصادر والمراجع عن مثل هذه الشخصيات التي كان لها دور في نشر العدل والسلام والامان وليس السلام المزيف التي تنادي به بعض الدول.* الخلاصة من ذلك:1 ـ التمسك بحبل الله سبيل النصر في كل وقت فذرة العقيدة الإسلامية الصحيحة في قلوب رجالها أقوى من ألف مهند وهي ملاذ كل مؤمن.2 ـ الامة الإسلامية لها دور في ثبات العالم باكمله فعندما كانت تحكم بالإسلام الصحيح ساد العدل والرحمة في العالم باكمله.3 ـ يجب تعليم الأبناء خاصة في المقررات الدراسية في المدارس والجامعات عن عظماء العالم الإسلامي وبطولاتهم وشجاعتهم حتى يتعلموا ويتمكنوا من الوقوف في وجه الظالم.4 ـ هناك خونة يندسون في صفوف العالم الإسلامي في كل زمان ومكان يقومون بتشويه صورته فعلينا الانتباه لذلك.5 ـ على عقلاء العالم الإسلامي وعلماءه توحيد كلمتهم و الجلوس على طاولة واحدة من أجل نبذ الفرقة والخصام وان يعلنوا للعالم ، بأن الإسلام هو أمن العالمين.* كاتب عماني