رفيف بنت عبدالله الطائية:
الصدف وما أجملها من قدر! وما أبهاها من لحظات! وما أروعها عندما ترتسم على الملامح الدهشة المصحوبة بالابتسامة! وكم جميل أن يسعد القلب لها فتشرق في الحياة شمس جديدة... تبعث الأمل من جديد للحياة.
هل في يوم من الأيام صادفك قدر جميل لم تتوقعه؟ إن أجمل ما في الصدف أنها غير متوقعة ولا تخطر على البال، وقد تكون سابقا مجرد خيال أو أمنية فتصبح واقعا وحقيقة ملموسة.
للصدفة نكهة خاصة ومميزة من حيث روعتها أن تأتي دون توقع، والأروع عندما تكون الصدفة رزقا جميلا على هيئة بشر... يحمل الهموم عنك، يشاركك أفراحك، يكون مرآتك وضميرك، يؤنبك ويعاتبك... يحفزك على تخطي العقبات، بئر لسرك ويشجعك المضي قدمًا، يغمرك بالسعادة... هكذا هي الصدفة عندما يأتيك القدر بشخص غريب عنك يشاركك أفراحك، وأحزانك... فيصبح قدرك الجميل.... فماذا تفعل حين ذاك؟ هل تكون جميلة أم مؤلمة؟
وأحيانا تصادف شخصًا تكن له مكانة كبيرة جمعتك معه أيام جميلة كفترة دراسة، وجيرة قديمة، وألعاب أيام الطفولة، وانقطعت عنك أخباره وبمحض الصدفة رجع الزمن للوراء ولقيته فأصبحت من محاسن الصدف.
قيل عن الصدف إنها خير من ألف ميعاد.. إذن حتمًا عندما يأتيك القدر برزق على هيئة بشر تكون من أجمل وأروع الصدف على الإطلاق.
كما تعلم، عادة الصدفة تأتي في الحياة متأخرة جدًّا بعد عناء وتعب، ومعاناة من الترقب والأمل... ومهما كانت متأخرة فيا محاسن الصدف التي تأتي هكذا كهبة نسائم الهواء اللطيف، وكقطرات الندى وزخات المطر... فكيف عندما تأتينا هذه الخيرات والسعادة، هل نتركها ترحل أم نتمسك بها؟
ومن هنا لا بد عند مصادفتك لشيء جميل... عليك أن تستغل هذه الصدفة لصالحك... ولماذا تستغلها؟ هل سيكون لها مردود إيجابي عليك؟ إن لم تكن كذلك لما وضعها القدر في طريقك.
ومن روعة الصدف أنها لم تكن في الحسبان إطلاقا، ولم يتم التخطيط لها بل هي أمر مفاجئ جميل يظهر في الحياة فتثير الدهشة، وترسم السعادة في طريقك وقد تخرجك من الظلمات إلى النور.
لذلك، يجب أن لا تستبق الأحداث، ولا تحكم على ردة فعل عند موقف أو تصرف معين لأي أحد من المعارف والأصدقاء والعابرين في حياتك... قد يكون في تلك اللحظة لا يعجبك الموقف وتكون ردة فعلك سلبية وناقدة... ولكن قد تصادف أنت نفس الموقف وستتصرف بنفس الموقف الذي في يوم من الأيام أنت نظرت له كناحية سلبية... فعليك أن لا تنقد الآخرين ولا تعيب على موقف معين أو تصرف لأي شخص كان... لأن لعبة القدر قد تجعلك أنت وبصدفة تامة بنفس الموقف، وتتصرف بنفس الأسلوب.
إن الصدف عالم افتراضي من الخيال لا يخطر على البال...ولكن قد تصبح واقعا ملموسا في حياتك وحقيقة لا مفر عنها... تراها أنت من أجمل هبات القدر، وتسعد جدا لظهورها في حياتك... فكن دوما متأهبًا ومتشوقًا للصدف.
الصدف من الممكن أن تكون حلمًا أو رؤيا، وتتفاجأ أنها ظهرت كواقع في حياتك... لذلك قيل عنها وربَّ صدفة خير من ألف ميعاد.
الصدفة تأتي بغتة وليست في الحسبان، ولكن حتمًا عندما تأتي فإنها على الأرجح تكون خيرًا وأمرًا إيجابيًّا... وعندما تصادف في حياتك شخصًا يخط الابتسامة على وجهك، يشرق حياتك بالأمل الجميل يغمرك بالإيجاب والسعادة.. يكتم سرك... يساندك في همومك يحاول أن يساعدك لكي تنير دربك بنور الأمل، يغمر حياتك بالفرح والسرور وتعالي الضحكات.. كريم معطاء لك، ثق أن القدر لم يجعله في طريقك إلا لخير لك أنت فقط... تمسك بشخص اتسم بمحاسن الصدف التي كانت عالمك الافتراضي، وأصبحت واقعًا ملموسًا وحقيقة حتمية تعشها بسعادة... لا تخسر الصدفة الجميلة فتندم بعدها، بل كن ذكيًّا وتمسك بالصدفة التي ألقى بها ملعب القدر في مرماك أنت بالذات، فالله سبحانه وتعالى لم يجعل هذه الصدفة الجميلة في حياتك إلا لحاجتك أنت لها.
وهكذا هي دورة الحياة تدور وتدور في لعبة القدر، وما أجمل أن تأتي صدفة جميلة دون التخطيط لها... ويا محاسن الصدف!