نتعامل مع الخيل بحذر شديد آخذين بعين الاعتبار كافة الاحترازات الصحية

حوار ـ زينب الزدجالية:
■■ تعتبر رياضة الفروسية في السلطنة من الرياضات التي تحظى باهتمام بالغ و كبير سواء من الرجال او السيدات، كما انه وفي السنوات الاخيرة زادت فرص تعلم الاطفال لها ، باعتبارها من الرياضات التي تنمي الذات و تصقل شخصية الاطفال ، و توجد روابط بين الاطفال و الحيوانات ، و لكن ازمة جائحة كورونا تسببت في انقطاع التواصل بين الفرسان و الخيول، وذلك تنفيذا لتعليمات اللجنة العليا المكلفة ببحث آلية التعامل مع كوفيد 19.■■
وحتى نتعرف و نقترب من رياضة الفروسية ، التقينا مع الفارسة هبة الرحبية التي لها باع طويل في هذه الرياضة للتعرف على الاجراءات الاخيرة في التعامل مع الخيول في ظل انتشار الجائحة و للتعرف منها على وجهة نظرها في العديد من الامور المتعلقة بهذه الرياضة الاصيلة :
أكدت هبة الرحبية بان وضع الجائحة لم يمنعها من التعاطي مع الخيول ،حيث قالت : بلا شك بان الجائحة التي ألمت بالعالم اجمع ، واثرت على مختلف البنى الاساسية و الانشطة في مختلف المجالات ومن بينها السلطنة التي لم تكن بمعزل عن العالم ، فأصابتها موجة توقف النشاط الرياضي تماما، حيث أصبحت الميادين و المضامير خالية من اية ممارسة او نشاط طوال ذروة انتشار الفيروس، و لكن الامر اختلف نوعا ما مع رياضة الفروسية ، حيث اننا نتعامل مع حيوان له معاملة مختلفة ،لذا فان العمل كان مستمرا في معظم الاسطبلات مع الاخذ بعين الاعتبار توجيهات اللجنة العليا .
وأشارت الرحبية الى انه تم تخفيف نسبة العمل و الضغط على الخيل ، و تخفيف التعاطي معه من اجل سلامة الجميع ، حيث تم وضع جدول زمني للفرسان من اجل تأدية ممارساتهم وفق عدد من الارشادات .
كما اكدت بان المرحلة الحالية دفعتهم لاستخدام مهارات (اللغة) بين الفارس و الحصان ، من خلال التحدث و المشي بجانب الخيل حتى لا يفقد الخيل الرابط الذي يجمعه مع الفارس و يتعرف عليه عند عودة النشاط من جديد ، لذا نتعامل مع الخيل بحذر شديد .
الشباب و الفروسية
وعرجت فارستنا للحديث عن الطموح الذي يحمله الشباب في هذه الرياضة قائلة : ان الشباب الذين يأتون إلى ميادين الفروسية المختلفة والمنتشرة في انحاء السلطنة ، يحملون معهم الحماس والمثالية والرغبة الهائلة في تعلم هذه الرياضة بشكل صحيح، حيث يشكل وجودنا كفرسان من - اصحاب الخبرة داعما للوصول الى مبتغاهم ، كما ان تواجدنا المستمر معهم يوفر دافعا نشطًا للوصول الى الاهداف المرجوة منهم .
و اضافت الرحبية : ان إقبال الشباب في مختلف فئات رياضة الفروسية يعني أن إرث الرياضة سيكون ممتدا للاجيال القادمة وهذا الامر يتيح لنا الفرصة لإثبات أن الشباب لديهم الكثير ليقدموه ويستحقوا أن نتعامل معهم بجدية لتحقيق طموحاتهم و الوصول بهم الى العالمية .
تكافؤ الفرص
و عن تكافؤ الفرص في رياضة الفروسية قالت هبة الرحبية : لله الحمد اننا نتكافئ بفرصة التواجد في ميادين رياضة الفروسية مع الرجال ، ولا يتميز عنصر عن اخر ، وهذا الامر أدى إلى تعزيز الاداء لدينا جميعا ، حيث نتقاسم معهم مختلف المميزات المقدمة لنا في هذه الرياضة .
و اضافت : قد نتميز على الرجال في عدد من الرياضات التي تناسب المرأة اكثر من الرجال وهذا ما قد يجعل الكفة تميل للمرأة ، ولكن في المقابل هناك رياضات تصعب على النساء ممارستها فيتفوق فيها الرجال ، لذا فإن الكفة متوازنة سواء في الفروسية او الالعاب الأخرى.

المرأة و الفروسية
و عن تواجد المرأة العمانية في رياضة الفروسية قالت الرحبية : ان تقبل المجتمع لممارسة الفتاة لرياضة ركوب الخيل ، فتح الباب امام عدد كبير من النساء العمانيات لممارسة هذه الرياضة ، حيث شهدنا في الفترة الاخيرة تزايد كبير في عدد الفارسات ، في مختلف مدارس تعلم الفروسية في السلطنة ، ناهيك عن وجود مدرسة خاصة للنساء و صل فيها عدد الفارسات زهاء 50 فارسة من مختلف المراحل السنية و كلهن عمانيات ، وهذا الامر يدعو للفخر بأن الرياضات الاصيلة ليست حكرا على فئة الرجال ، بل إنها مشرعة امام النساء .
و اضافت الرحبية : توجد فوائد متعددة لممارسة الفتاة لهذه الرياضة ، فلا تقتصر فائدتها على الجسم فقط ، بل تمتد الى فوائد لها علاقة بالصحة العقلية و النفسية ايضا ، فهي تعلم الانسان العناية بالحيوانات و تشعر ممارسها بالمتعة من خلال مشاهدته للطبيعة و التعرف على اماكن جديدة ، اما عن الفوائد العاطفية و النفسية فهي تساعد على شعور الشخص بالراحة النفسية و الهدوء و التأمل ، كما انها توجد نوعا من التوافق بين الشخص و الحصان الذي يمتطيه ، بحيث يصبح و كأنه رفيق أو صديق .


رياضة المرأة
أما عن متابعتها لرياضة المرأة أكدت الرحبية : ان الوصول الى القمة تعتريه العديد من العثرات التي يجب ان نتجاوزها ، ولله الحمد فقد قطعنا شوطا مرضيا– نوعا ما- في رياضة المرأة ، ولكننا في الاخير سنعمل بطاقاتنا الشبابية و افكارنا الحديثة من اجل ايصالها الى موقعها المناسب ، فالتفوق و النجاح ليس بالامر السهل و لكن بحاجة الى مهارات و جهود تواكب التطورات ، و هذا الأمر ايضا يتعلق برياضة الرجال ،فالمرحلة القادمة لن تكون صعبة ، ولكنها ستكون مرحلة مهمة من أجل تدارك التأخر و تجنب الوقوع في نفس العثرات .