مسقط ـ "الوطن" :
صدر للكاتب بدر الوهيبي، كتاب "تذاكر سفر" وذلك عن مؤسسة الانتشار العربي، والمتضمن مجموعة من الرؤى والأفكار حول المدن العريقة في العالم، من خلال تجربة شخصية إنسانية ثرية، فالكتاب يحمل بين دفتيه حكايات تتقاطع مساراتها وأفكارها التي لا تنضب حيث حديث الشعوب وانسجام أطباعهم وأنماط حياتهم.

يتحدث الكاتب الوهيبي عن الكتاب ويشير إلى أنه لم يكن يتخيل يوما ما أن يكون محلقا في الطائرة متجها إلى بلاد بعيدة، واصفا أن السفر قطعة من عذاب لما فيه من مشقة وتعب. ففي هذا الكتاب يصف رحلاته المتعددة بدءا من السفر إلى تايلند مرروا بماليزيا ومصر والبوسنة والهرسك، مع وقفة متأنية على ضفاف البلطيق والبلقان أيضا، وآسيا الوسطى. ويصف الوهيبي رحلته إلى تايلند حيث الاستجمام على الشواطئ الذهبية والشوارع المكتظة بالتناقضات. يصف الوهيبي آليات توثيق رحلاته عندما يشير: اعتدت توثيق معظم رحلاتي وتجاربي عبر صفحتي على الفيسبوك وبقية مواقع التواصل الاجتماعي بيد أن الكثير من الأصدقاء والمتابعين أشاروا إليّ لإبراز تلك التجارب بمواقفها وأحداثها من خلال توثيق كتابي، ربما لم تكن تلك المحاولات التوثيقية مناسبة للنشر، فقمت بإعادة صياغتها وترتيب أحداثها لتكون متسلسلة الأحداث منذ ولادة الفكرة وحتى نهاية الرحلة.

ويضيف: استعنت بما دونته مسبقا عن بعض الرحلات مثل رحلة شهر العسل في ماليزيا وقمت بإعادة صياغة المحتوى، كما قمت بحذف بعض الأحداث التي رأيت عدم فائدتها، واستعنت بالكثير من الصور التي وثقت رحلاتي لأتذكر بعض التفاصيل المهمة خاصة تلك الرحلات التي مضى عليها أكثر من عشر سنوات. كما أن بعض التفاصيل استدعى التحقق منها عبر فضاء الإنترنت فيما يتعلق بالمسافات والمسميات الدقيقة لبعض المعالم..

وللكاتب خلفان بن حمد الزيدي إشارة مهمة في هذا الكتاب، من خلالها حاول إيصال تلك الأفكار التي يبحث عنها القارئ بطريقة أكثر شمولية، وهنا يقول "الزيدي": لعلي أكون محظوظا، أنا الذي أزعم اهتمامي بأدب الرحلات واطلاعي على عدد من المؤلفات في هذا المجال، أن يخصني مؤلف هذا الكتاب، بالمسودة الأولى لكتابه، الذي أطلق عليه أسم "تذاكر سفر"، وكأنه يمنحنا بالفعل فرصة للتحليق واستكشاف العوالم عبر صفحات واسعة الثراء، وسطور غنية بالتفاصيل، تجعلنا أمام كاتب متمكن من أدواته، ماهر في سبك عباراته، في قدرته على الوصف، ونقل المكان بین سطور كلماته التي ضمت ثماني وجهات بين الشرق والغرب، بعض التذاكر كانت إلى وجهة واحدة، وبعضها الآخر امتد إلى بلدان ومدن متجاورة، وفي كل رحلة كان الكاتب بدر الوهيبي يرصد أدق التفاصيل، ويسرد مجريات الأحداث، دون حشو يجلب الملل للقارئ. ويشير الزيدي أيضا إلى أن القارئ في هذا الكتاب سيقرأ عن الأمكنة التي حط الكاتب رحاله فيها عبر سنوات متباعدة من حياته، وسيتعرف ماهية 20 تذكرة لأماكن تتعدد وجهاتها، وعلى عادات وتقاليد شعوبها ومجتمعاتها حيث الفنون والمأكولات، مع تعایش لتفاصيل الحياة فيها، وسيجد القارئ نفسه أمام برنامج رحلة متكامل يساعده على التخطيط لرحلة مشابهة، واختيار خط السير المناسب بين الأمكنة المحيطة، فهنا الكاتب دليل إرشادي، لم يترك شاردة ولا واردة إلا أتى على ذكرها، وبيان تفصيلها. ويقول الزيدي مقتربا من كتاب الوهيبي: ولعل ما يميز كتاب تذاكر سفر أيضا أنه لا يدع قارئه في حيرة التساؤلات التي قد تراوده وهو يتصفح تلك التذاكر، ففي خاتمة كل رحلة ثمة إرشادات ونصائح يضعها الكاتب من واقع مكتسبات كل رحلة، هي نصائح عامة للسفر عموما، ووصفات مهمة لكل مسافر، يحملها في حقيبته كما يحمل لوازم رحلته، كما أن المميز في تذاكر السفرا سرد الحكايات المصاحبة لما قبل السفر وما بعده، وبالتأكيد حين السفر، وقد أجاد الكاتب الوهيبي في صياغة وطرح هذه الحكايات بأسلوب قصصي جميل.