رفيف بنت عبدالله الطائي:
طفل القمر... أم طفل الظلام...ذلك العالم المنسي الذي يعيش في محيطنا ولا نعلم عنه شيئاً.... هم عنصر لا يتجزأ من العالم الإنساني الذي غفل عنه الكثير.... هم أطفال الحرمان من الشعور بالأمل المتجدد عند إشراقة كل شمس جديدة.

طفل القمر ظاهرة طبية تسبب جفاف الجلد لا يستطيع مريضها تحمل أشعة الشمس.... حيث تحتم هذه الحالة أن يصبح صاحبها صديقاً للظلام ... وفي مقالي هنا ليس لشرح ماذا يعني هذا المرض طبيا وإنما هو كيف ننمي ذات هذه الفئة من حيث دور الأسرة بشكل خاص ودور المجتمع بشكل عام.

فهنا يأتي دور تنمية وتطوير هذه الذات التي فرض عليها بعدم التعامل بشكل طبيعي مع الحياة إذ أنها حرمت من اشراقة الشمس، وهنا علينا كمجتمع أن نشرق قلوبهم بالشمس.. نحفز من ابداعاتهم وتعاملاتهم ليشعروا بجمال ورونق الحياة.

في باديء الأمر تبدأ الخطوة الأولى من عند الأسرة التي يتوجب عليها أن تثقف نفسها حول كيفية التعامل مع طفلها القمري، والاهتمام الطبي بهم ولا تشعر الطفل بأي اختلاف عن بقية الأطفال، وعلى المجتمع أن يعي أن هؤلاء جزء لا يتجزأ من المجتمع، وهم كأي طفل عادي من أحقيته اللعب والدراسة والاستمتاع.

على المجتمع أن يوفر لهذه الفئة المجتمعية كل سبل الترفيه والدعم للعيش حياة طبيعية ولا يقتصر على الظلام.

طفل القمر الذي يعاني من رعب الشمس وينعزل ببوتقة الظلام، حيث يبدأ يومهم من بعد غروب الشمس لرؤية الشوارع والاضاءات والنجوم والقمر.. ولا يستشعرون بجمال وبهاء اشراقة الشمس ... يعيشون بيننا ولا نعرفهم، ويرحلون بصمت ولم نتعرف عليهم.

مصطلح طفل القمر الذي يعد جميلاً بلفظه ولكن عندما عرفنا سبب تسميته علمنا مدى معاناة هذه الذات من الظلمة والأمل في رؤية اشراقة الشمس.. علمنا معاناة الانعزال والوحدة.. والأهم مخاوف الأسرة على هذا الطفل المنسي مجتمعيا.

فئة عالمها خالي من الاضاءات، والألوان البراقة فهم لا يرون سوى الظلام والنجوم والقمر، يعيشون بخوف من أي تعرض للإضاءة.

تلك العزلة المحتمة عليهم باللبس الواقي من الإضاءة وأشعة الشمس... ومن هنا يأتي دور الوالدين وما أصعبه من دور حين يرون طفلهم ومخاوف النهار تلتبس جسده ... فعليهما توفير كل الفرص التي يستطيع أن يتمتع بها الطفل داخل بوتقته ومنزله لتنمية حسه الإبداعي من خلال التشجيع والتحفيز.

إن كانت الشمس لطفل القمر لا تشرق بالواقع في عالمه..... فلتشرق بنفسه وليبدع من داخل هذا الظلام ويجعله نورا تشرق بفخر واعتزاز له... ليتحدى هذه الظلمة من الخوف إلى الشجاعة ومن العزلة والوحدة إلى تكوين طرق اجتماعية له.

إن العلاج الطبي لهذه الفئة أمر مفروغ عنه، لكن! لابد من وجود دعم اجتماعي من قبل الأسرة، ونفسي من قبل الجهات المعنية ومن قبل المجتمع بأكمله.