[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/haithamalaidy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]هيثم العايدي[/author]
يأتي التوجيه السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه ورعاه ـ بإعلان هذا العام عاما للتعليم المدمج لتنسجم مع متطلبات تحقيق الرؤية المستقبلية (عمان 2040) والتي ترتبط ارتباطا مباشرا بتجويد الأداء وتطوير عمليات التعليم والتعلم من جهة، ورفد المخرجات بالمهارات اللازمة للنجاح العلمي والعملي من ناحية أخرى، وصولا إلى تطوير منظومة من التعليم الشامل والمستدام باعتبار أن التعليم أحد الأسس الرئيسية التي يقوم عليها محور (الإنسان والمجتمع).
وباعتبار أن من أهداف الرؤية الوصول إلى نظام تعليمي يتسم بالجودة العالية، والشراكة المجتمعية، وإيجاد منظومة وطنية فاعلة للبحث العلمي والإبداع والابتكار تسهم في بناء اقتصاد المعرفة ومجتمعها، فإن التعليم المدمج يعمل في هذا الصدد على توظيف التكنولوجيا، والاستفادة من التقنية مع عدم إغفال أهمية التعلم وجها لوجه، والتفاعل بين المتعلم والمعلم، حيث يعرف التعليم المدمج بأنه نظام متكامل يهدف إلى مساعدة المتعلم خلال كل مرحلة من مراحل تعلمه، ويقوم على الدمج بين التعليم التقليدي والتعليم الإلكتروني بأشكاله المختلفة داخل قاعات الدراسة.
وفي إطار نظام متكامل ومستقل؛ لحوكمة المنظومة التعليمية وتقييمها وتمكين القدرات البشرية في قطاع التعليم، فإن أهمية التعليم المدمج تنبع من كونه يعطي المتعلم فوائد التعليم الإلكتروني والمتمثلة في تسهيل التواصل مع المعلم، وتوفير الوقت للمعلمين من أجل متابعة الطلاب والقيام بمهامهم، وتعدد الخيارات المتاحة لطرق التعليم، وتوفير مصادر ثرية بالمعلومات، وتوسيع المدارك لدى المعلم والطالب، والتخفيف من النظام الروتيني لدى المعلمين وغيرها.
ومن جهة أخرى فإن التعليم المدمج يساعد على تجنب مساوئ التعليم الإلكتروني والتي أبرزها ضعف التعامل المباشر بين المعلم والمتعلم، والتغلب على الصعوبة التي يواجهها بعض المتعلمين في التعبير عن آرائهم وأفكارهم.
كذلك فإن وجود الجانب التقليدي في التعليم سيمنع الآثار السلبية لتعامل المتعلم مع الأجهزة الإلكترونية والتي يؤدي طول استخدامها إلى الميل إلى العزلة وتراجع التواصل مع الآخرين، أو ضعف الدافعية نحو التعلم، والشعور بالملل نتيجة الجلوس أمام الأجهزة الإلكترونية.
وباعتبار أن توجهات رؤية (عمان 2040) وضمن محور الإنسان والمجتمع تستهدف مجتمعا، "إنسانه مبدع عبر التعليم الشامل المستدام" فإن هذا الهدف يتحقق بانتهاج التعليم المدمج الذي يعمل على بناء القدرات وإعداد الكوادر "بقدر عالٍ من الكفاءة العلمية والعملية، وتسليحهم بالقوة والإرادة لبناء مجتمع مزدهر قادر على مواجهة التحديات والمتغيرات العالمية، وخصوصا فيما يتعلق بتهيئتهم وإكسابهم المهارات المطلوبة للمستقبل في ظل التطور التقني الهائل في مختلف مناحي الحياة". وفق ما تشير مرتكزات الرؤية .. وصولا إلى ترجمة مضامين الخطاب السامي الذي أكد فيه جلالة السلطان المعظم على أن "الاهتمام بقطاع التعليم بمختلف أنواعه ومستوياته، وتوفير البيئة الداعمة والمحفزة للبحث العلمي والابتكار سوف يكون في سلم أولوياتنا الوطنية، وسنمده بكافة أسباب التمكين".