كتب - خالد بن خليفة السيابي:
شغف الكتابة دفع بالخطاط حمد بن حمود الفرعي لخوض غمار المعرفة في مجال الخط العربي، وكما هو معروف لم يتناول شعب فن الخط مثلما تناولته الشعوب العربية والإسلامية منذ قديم الأزمنة، والإنسان الشرقي أخذ على عاتقه بروز هذا الفن الذي تفرع إلى خطوط متنوعة ومختلفة، كالخط الديواني والرقعة والكوفي والنسخ والثلث والفارسي والمغربي وخط الإجازة.
(الفرعي) أخذ من الخط الديواني مرتعا خصبا وملاذا يحتضنه لتقديم جمالية الخط الساحر، وهذا الخط أحد أهم أنواع الخطوط العربية التي تدخل ضمن حياتنا المعاصرة، وكما هو متداول عرف هذا الخط بصفة رسمية بعد فتح السلطان العثماني محمد الفاتح القسطنطينية في العام الهجري 857 وسمي بالديواني نسبة إلى دواوين الحكومة التي كانت يكتب فيها.
التعلم الذاتي والمحاكاة أولى خطوات الخطاط حمد الفرعي وكانت نقطة البداية التي انطلق من خلالها إلى عوالم الخط العربي في عام 2015 م بعد ماكانت طفولته تدفعه إلى كتابة مفردات متفرقة لا تمت بصلة لجمالية هذا الخط، ولكن الرغبة والطموح أهم أسلحة العلم والمعرفة، حيث قام بالتعرف أكثر على أسرار الخط العربي عن طريق برامج التواصل الاجتماعي، ومن ثم متابعة الخطاطين أصحاب التجارب الكبيرة والمتمرسين في مجال الخط الديواني بمحاكاة خطوطهم ومحاولة تقليدها، بعدها التحق بدروس الجمعية العمانية للفنون التشكيلية وتتلمذ على يد العديد من الخطاطين العمانيين، وعلى رأسهم الخطاط سلطان الراشدي، وشارك أيضا في العديد من حلقات العمل والدورات التدريبية، وبعد ما نضجت تجربته الفنية أصبح يشارك في المسابقات المختلفة وحصد من خلالها مجموعة من الجوائز توجت مسيرته التعليمية التي كانت حافلة بالعطاء والمثابرة.
وحول حياته الفنية وإنجازاتها يقول حمد الفرعي : الحمدلله على نعمة الفن الذي علمني وعرفني على أسرار الخط العربي العريق المفعم بجمال الحرف وسحر المفردة وطهر المعنى، وبطبيعة الحال التعلم يحتاج إلى الجهد والمتابعة والإصرار والمثابرة لتحقيق الهدف، والمعرفة بهذا المجال لا تتوقف عند نقطة معينة فبحر العلم غزير لا ينضب بل يتشعب ويكبر ويصبح أكثر اتساعا، وعلى الخطاط أن يتكيف مع هذا التقدم والاتساع الفني.
وأضاف (الفرعي) : بحوزتي العديد من النجاحات ومنها حصولي على المركز الأول في مسابقة الخط العربي بجامعة نزوى، والمركز الثاني على مستوى الأندية بنادي قريات لعام 2019م وكسبت الجائزة التشجيعية في المعرض السنوي للخط العربي بنفس العام، وفي جامعة السلطان قابوس كنت من ضمن مؤسسين مجموعة (مشق) التابعة لجماعة الفنون التشكيلية بالجامعة والتي تأسست عام 2018م وبعدها بعام أصبحت رئيسا لهذه الجماعة، ومازالت المجموعة مستمرة في تقديم حلقات العمل والانشطة في مجال الخط بأنواعه وبعض الفنون المرتبطة به، وأتمنى لهذه الجماعة قادما فنيا مزدهرا، أما عن أهدافي فمتعددة وأهمها نشر ثقافة الخط العربي وجمالياته على أوسع نطاق.